كره وظلم وحقارة كلو في رحبعام زئيفي بس الجبهة ما بتسكت

رحبعام زئيفي قضى جل سنوات عمره الـ75 مغاليا في كره العرب داعيا إلى ترحيلهم

وزير السياحة الإسرائيلي القتيل استقال من منصبه احتجاجا على تخفيف الحصار عن الفلسطينيين

لندن: علي الصالح
رحبعام زئيفي وزير السياحة الاسرائيلي اكثر وزراء حكومة ارييل شارون تطرفا في يمينيته ومعارضه لعمليات السلام بدءا من معاهدة سلام كامب ديفيد مع مصر وانتهاء باتفاقات اوسلو مع الفلسطينيين، واشدهم كرها للعرب، فارق الحياة في الساعة العاشرة من صباح امس حسب التوقيت المحلي، بعد اصابته بثلاث رصاصات من مسلحين فلسطينيين.
وكان زئيفي زعيم الحزب القومي الذي يشكل مع حزب «اسرائيل بيتنا» ما يسمى تحالف «الحزب القومي ـ اسرائيل بيتنا» الذي يحتل 4 مقاعد في الكنيست، قد قدم اول من امس استقالته من الحكومة احتجاجا على اجراءات تخفيف الحصار عن المناطق الفلسطينية وانسحاب الجيش من حيين اعاد احتلالهما في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وكانت استقالته ستكون سارية المفعول اعتبارا من بعد ظهر امس حسب القانون الاسرائيلي.
ومات زئيفي في مستشفى هداسا في عير كارم في القدس، بعد 3 ساعات على اصابته في الساعة السابعة من صباح امس بثلاث رصاصات، اثنتان منها بالرأس وهو في طريقه الى غرفته في فندق حياة ريجنسي المتاخم لمنطقة التلة الفرنسية شرق حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة. واعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عن العملية التي قالت انها جاءت ردا على اغتيال قوات الاحتلال الاسرائيلي زعيمها وامينها العام ابو علي مصطفى في اغسطس (اب) الماضي. وقالت الجبهة في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه ان «مجموعة الشهيد وديع حداد (احد قادة الجبهة المسؤول عن العمليات الخارجية خاصة اختطاف الطائرات الخاصة التابعة لكتائب الشهيد ابو على مصطفى) اقدمت على اغتيال رمز من رموز الحقد الصهيوني الارهابي المجرم رحبعام زئيفي صاحب فكرة الترانسفير العنصرية».
وتأتي عملية الانتقام هذه التي قد تغير سير الاوضاع في الاراضي الفلسطينية بعد اقل من شهرين وتحديدا بعد 51 يوما، على اغتيال ابو علي مصطفى باطلاق صاروخين على مكتبه في مدينة رام الله بعد حوالي 13 شهرا على اختياره زعيما للجبهة خلفا للدكتور جورج حبش واقل من سنتين على عودته الى مناطق السلطة الفلسطينية.
وكانت الجبهة الشعبية قد اقسمت في حينها على الانتقام لمقتل زعيمها الذي كان ارفع مسؤول فلسطيني تغتاله اسرائيل، في الوقت والشكل المناسبين. وربما اختارت الجبهة الشعبية زئيفي لمواقفه المتطرفة جدا ودعوته لتحطيم السلطة الفلسطينية وتأييده الشديد لسياسة اغتيال القادة الفلسطينين والكوادر السياسية والعسكرية للفصائل الفلسطينية المختلفة خاصة المعارضة منها ونشطاء الانتفاضة التي اقرتها حكومة شارون وراح ضحية هذه السياسة حتى الآن العشرات منهم وكان اخرهم زياد الاطرش (28 سنة) احد كوادر حركة حماس الذي اغتيل في منزله في رفح اول من امس. وبمقتله يكون زئيفي (75 سنة) اول وزير اسرائيلي وعضو كنيست يقتل برصاص فلسطيني.
وكان زئيفي يقود حزب ايحود لئومي ـ يسرائيل بيتنو (الاتحاد القومي ـ اسرائيل بيتنا) مغاليا في يمينيته ويطالب بدولة يهودية قحة على كل فلسطين على حساب طرد العرب ليس من الضفة الغربية وقطاع غزة فحسب بل من المناطق المحتلة عام .1948 وتبنى زئيفي نظرية الترانسفير (ترحيل) العرب من مائير كهانا الذي حظرت الحكومة حزبه الذي كان يعرف باسم كاخ لنشاطاته العنصرية. وكان مائير قضى ايضا قتلا في نيويورك على ايدي اصولي مصري هو السيد نصير سنة .1991 ـ ولد رحبعام زئيفي الذي اطلق عليه لقب «غاندي» لصغر حجمه وليس لمواقفه السياسية المضادة، في القدس عام 1926، لاسرة يهودية نشيطة في العمل السياسي الذي تمثل في حينها بشراء الاراضي الفلسطينية واسيتعاب المهاجرين اليهود.
ـ متزوج وله ولدان و3 بنات.
ـ يتحدث العبرية والانجليزية والعربية.
ـ انهى دراسته الثانوية في المدرسة الاقليمية في «جفعات هشلوشا».
ـ انخرط بعد دراسته الثانوية في صفوف منظمة بلماخ احدى العصابات العسكرية الصهيونية.
ـ بعد الاستخبارات العسكرية انتقل الى قسم العمليات في الجيش حيث تعرف على شارون وشاركه المجازر ضد العرب عام .1953 ـ خريج كلية القيادة والاركان التابعة لجيش الولايات المتحدة.
ـ خلال العدوان الثلاثي على مصر كان قائدا لغرفة العمليات في اللواء الجنوبي للجيش.
ـ في اواخر الستينات تولى قيادة المنطقة العسكرية الوسطى التي تضم الضفة الغربية ولعب دورا اساسيا في مواجهة الفدائيين الفلسطينيين الذين كانوا ينطلقون من الاردن اواخر الستينات.
ـ في حرب 1967 عمل مساعدا لقائد الطيران عيزر فايتسمان.
ـ وفي حرب 1973 كان مساعدا لرئيس هيئة الاركان.
ـ اعفي وهو برتبة عميد من الخدمة كقائد للمنطقة الوسطى.
ـ شغل بين عامي 1974 ـ 1977 منصب مستشار رئيس الوزراء اسحق رابين لشؤون مكافحة الارهاب.
ـ ومستشار في جهاز المخابرات.
ـ رئيس ادارة متحف اسرائيل في تل ابيب في الفترة ما بين 1981 و.1991 ـ دخل الكنيست لاول مرة عام 1988 باسم حزب موليدت. وظل يمثل هذا الحزب في الكنيست في دوراته الـ 12 و13 و.14 وخاض انتخابات عام 1999 في تحالف «الاتحاد القومي ـ اسرائيل بيتنا» مع حزب اسرائيل بيتنا لليهود الروس الذي يتزعمه ايفيت ليبرمن. وفاز التحالف بأربعة مقاعد في الكنيست من اصل .120 ـ ترأس في دورة الكنيست الـ12 كتلة موليدت البرلمانية وكان عضوا في لجنة الكنيست للشؤون الخارجية والامن. وكذلك كان عضوا في لجنة المعارف والثقافة. في الدورة 13 تراس كتلة موليديت وكان عضوا في لجنة الكنيست ولجنة شؤون مراقبة الدولة. وفي الدورة 14 كان عضوا في لجنة الكنيست ولجنة الشؤون الخارجية والدفاع. وفي الدورة الحالية كان عضوا في لجنة الشؤون الخارجية والامن.
ـ شغل منصب وزير بلا وزارة في حكومة اسحق شامير وهي الحكومة رقم 24 في تاريخ اسرائيل، في الفترة ما بين 5 فبراير (شباط) 1991 وحتى 21 يناير (كانون الثاني) .1992 ـ شغل منصب وزير السياحة في الحكومة الـ 29 برئاسة شارون في مارس (اذار) 2001، ورغم انه كان يأمل في الحصول على حقيبة الداخلية.
ـ قدم استقالته من الحكومة في 15 اكتوبر (تشرين الاول) 2001 احتجاجا على موقف شارون «المعتدل» ازاء الفلسطينيين.
ـ كتب الكثير من المقالات في الصحف الاسرائيلية.
ـ وحرر 65 كتابا صدرت عن وزارة الدفاع ومتحف اسرائيل الكبرى