الجبهة الشعبية تشيع قائد جنحها العسكري في محافظة غزة الرفيق معين المصري اليوم17-9-2008

خلال جنازة مهيبة.. الجبهة الشعبية تشيع قائد جناحها العسكري في محافظة غزة الرفيق معين المصري

شيع الآلاف من أبناء شعبنا في مدينة غزة اليوم، جثمان الشهيد القائد في كتائب الشهيد أبو على مصطفى معين المصري، إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بمدنية غزة، وتقدم المسيرة عدد كبير من قادة وكوادر وعناصر الجبهة الشعبية، ومئات المسلحين من كتائب الشهيد أبو على مصطفى. وانطلق الموكب الجنائزي المهيب، من أمام مستشفى الشفاء في مدينة غزة باتجاه منزل الشهيد الكائن في حي الشيخ رضوان في المدينة، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه الطاهر، وسط صيحات من الحزن والغضب على فراق الشهيد. ثم انطلق المشيعون في شوارع المدينة حاملين الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة ، حيث ووري الجثمان الثرى في مقبرة الشهداء وسط مدينة غزة. ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على لسان عضو لجنتها المركزية الرفيق محمد يحيى سليمان باسم مؤسسها الدكتور جورج حبش، وأمينها العام الرفيق أحمد سعدات، ونائب أمينها العام الرفيق عبد الرحيم ملوح، ومكتبها السياسي ولجنتها المركزية، وجميع عناصر الجبهة وكوادرها في الوطن والشتات الشهيد المصري، معتبرة يوم استشهاده هو يوم ميلاده من جديد ويوم عرسه. وقال سليمان "أن الرفيق المصري ومنذ نعومة أظفاره انطوى تحت رايات الكفاح والنضال فكان مثلاً يحتذى به في الانتفاضة الأولى، وشرساً من أبطال ملحمة الصمود في سجون الاحتلال إبان انتفاضة الحجارة". وأضاف سليمان: " خرج المصري ليواصل نضاله وتدرج في مهماته ومناصبه القيادية إلى أن أصبح قائداً لكتائب أبو على مصطفى في محافظة غزة وأبرز قادتها". وتابع سليمان قائلاً: " إن الشهيد المصري أبى إلا أن يواصل مسيرته النضالية دفاعاً عن الفقراء والكادحين والمظلومين، فقد كان حراً ناضل بصمت وجد وذكاء، ليس دفاعاً عن الجبهة الشعبية فحسب بل عن القضية الوطنية الفلسطينية برمتها وعن كافة أهداف جماهير شعبنا من العودة والحرية وتقرير المصير والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس". كما أكد على أن استشهاد الرفيق المصري وهو يؤدي واجبه هو رد على كافة المؤامرات ضد شعبنا مهما تنوعت وتشكلت أساليبها، وأن استشهاده أيضاً هو امتداد لرفض رفاقنا في نابلس خطة خارطة الطريق، ورداً على خطط تقسيم الوطن والاقتتال الداخلي. وطالب سليمان بهذه المناسبة الحزينة والتي نودع فيها رفيقاً عزيزاً علينا، بالعمل بشكل جدي من أجل إنهاء حالة الانقسام، والتوحد حول رؤية إستراتيجية موحدة للمقاومة، من أجل تعزيز مجتمع الصمود القادر على مواجهة العدو الصهيوني ومخططاته المستمرة تجاه تصفية مشروعنا الوطني، معاهداً الشهيد المصري وكافة شهداء شعبنا بالمضي قدماً على دربهم، وبالوفاء لهم من أجل التحرر والاستقلال. وفي الموضوع ذاته، زفت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى - الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شهيدها وقائدها في محافظة غزة المصري، والذي استشهد أمس متأثراً بجروحه الخطيرة التي أصيب فيها إصابة بالغة. يذكر أن الشهيد المصري التحق في صفوف مجموعات النسر الأحمر ولكفاءته و إقدامه وشجاعته أصبح قائد مجموعات النسر الأحمر في شمال غزة، فأصبح مطارداً للاحتلال لعدة سنوات لنشاطه العسكري في صفوف الجبهة الشعبية ومجموعات النسر الأحمر خلال الانتفاضة الأولى، ومن ثم اعتقل وأمضى سبعة سنوات في سجون الاحتلال و أفرج عنه عام 1996م . بعدها عمل في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية وتم إقصاءه من العمل لنشاطه العسكري البارز في انتفاضة الأقصى، واستطاع بجدارته و كفاءته التقدم في صفوف كتائب الشهيد أبو علي مصطفى إلى أن أصبح قائد كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في محافظة غزة . ونفذ الكثير من المهام العسكرية وكان دائماً في الميدان متقدماً الصفوف في المواجهات والعمليات العسكرية، والكثير من عمليات إطلاق الصواريخ والهاون وعمليات القنص والاشتباكات مع العدو وقواته الخاصة مستخدماً جميع أنواع الأسلحة، و كان أول من أطلق الهاونات في غزة وساهم في تطوير صناعة الصواريخ و العبوات . و كان مثالاً للانضباط الحزبي والعسكري، متفانياً في الدفاع عن رفاقه وحزبه وشعبه، مقداماً شجاعاً تشهد له كل الميادين وشوارع غزة كلها من شمالها حتى جنوبها ومن شرقها حتى غربها، لم يهاب الموت أبداً، وكان يردد دائماً نحن مصيرنا واحد إما أن ننتصر أو نستشهد ولا نستسلم أبداً . إلى أن رفيقنا أصيب إصابة بالغة الخطورة أثناء عمله و نشاطه في تطوير وصناعة الصواريخ،مما أقعدته لمدة ستة شهور على الفراش في المستشفيات، حيث عانى من حالة موت سريري، إلى أن استشهد رفيقنا يوم السبت الموافق 22/12/2007 م ، ليلتحق بقافلة الشهداء وليصبح قنديلاً ينير لنا درب الحرية و الانتصار .