أين الآليات والبرامج التي وضعتها السلطة لحماية القدس من التهويد ..أين المساعدات المقدمة من الدول العربية والدول الأخرى المختلفة لصيانة وحماية البنية التحتية للقدس القديمة على الأقل .
هكذا وبإنتفاضة وبتأثر شديد تحدث كل من نائب محافظ القدس وتحدث حجازي “عضو الغرفة التجارية لبلدية القدس” لبرنامج صباح الخير يا قدس ” واستطرد قائلا : أين القدس من الشعارات البراق التي يتغنى بها أفراد السلطة ومسؤليها ، في حين وبعد رحيل أبو عمار وفيصل الحسيني لم تحظى القدس بأي اهتمام من السلطة الوطنية ،البنية الاقتصادية للقدس أوشكت على الانهيار بفعل الحصار وبعل الجدار الفاصل ، القدس مهددة منازلها بالهدم وبعض المحلات بالتهويد نتيجة عجز التجار عن تسديد الضرائب .
كلام كثير ومخيف ورد على لسان من يده بالنار من سكان القدس وكلام مباشر وأصابع اتهام مباشرة للسلطة التي لفتت اهتماماتها عن حاجيات القدس وتركت القدس فريسة لبرامج الصهاينة من بناء المستوطنات وتعزيز لبنيتها التحتية في حين أن سكان القدس الفلسطينيين مكبلين بألف برنامج وبرنامج لتهجيرهم وإنهاء وجودهم الديموغرافي في القدس الشرقية ، لم يأتي هذا الكلام وهذه الاتهامات من صحفي أو إعلامي تستند كتاباته على العديد من التقارير ،بل هذا الكلام أتى من كوادر متقدمة في القدس الشرقية وبناء على حيثيات الواقع ووقائعه .
الإخوة في السلطة الوطنية مشغولين في موازين القوى بين فتح وحماس ، مشغولين في الصراع والحصحصة ،مشغولين في تقسيم إرث أوسلو ، وهاهي القدس والخليل تعاني الأمرين من برامج التهويد .
كفى ما تتزينون به من مانشتات إعلامية تزينون خطاباتكم لتستلهموا عواطف الجماهير ، والقدس في حقيقة الأمر مذبوحة على حدي السكين فلا سائل ولا مهتم بقضاياها وشؤونها بعد فقدانها أبو عمار وفيصل الحسيني .
والغريب أن أحد المسؤلين في السلطة الوطنية عندما سؤل لماذا لا تدخل القدس في برامجكم المالية قال أن القدس خارج معونات الرباعية ، عذر أقبح من ذنب ، هل ننتظر الرباعية لتنقذ لنا القدس ، وأبن الأموال العربية والإسلامية ، وأين المؤتمرات من أجل القدس وأين مؤتمرات الشيخ القرضاوي الخاصة بالقدس وإذا كان هناك كلام حول هذا الموضوع حول الموارد المالية فعلا الشيخ القرضاوي أن يبين الحقيقة على المستوى الإعلامي والسياسي .
هل الأسلحة التي تكدس في قطاع غزة تحضيرا ً لحرب قاسية بين الذاتية الفلسطينية وبعضها أبدى من القدس أم أن حشد الهمم وتكديس السلاح أهم من القدس .
وهل القدس في المنظور السياسي مادامت هي خارج اهتمامات السلطة تعني الكثير والكثير هل ننتظر دعما ً أمريكيا ًُ للقدس أم ننتظر تدويل القدس في أحسن الأحوال ، وإذا أتت هذه الحلول هل من فائدة بعد تغيير جوهر الخريطة الديموغرافية في القدس الشرقية ، وماذا عن نية إسرائيل بهدم أكثر من ألفين مسكن عربي في القدس هل ننتظر إلى أن تهدم تلك المنازل ، وقائع تدعو للقلق وللرثاء أيضا على حال السلطة والأنظمة العربية ، فهل أصبحت القدس لا تمثل أي رمزية للإخوة في السلطة والعرب بعد حرب بوش على ما يسمى ” بالإرهاب” وهل وصل الاذعان والاستلام للواقع لان تبيع الأمة حضارتها وتراثها وماضيها .
وماذا بعد يا تلفزيون فلسطين هل سينطلق برنامجك في صبيحة كل جمعة ليذكر الجميع بكلمة حلوة اسمها صباح الخير يا قدس وهل ستبقى هذه البرامج والشعارات عبارة عن استجلاب فقط لعواطف الجماهير ، أم يذهب تلفزيون فلسطين في حاله كحال السلطة .
وكفى للشعب الفلسطيني حكومة وسلطة أوسلو فسرها باتع وخاصة عندما يركض الجميع لينالوا لهم نصيبا ً في منظومة الحصحصة التي يدخل فيها الوسطاء في حوارات القاهرة .
وتبقى القدس مكلومة مذبوحة ولا صباح خير عليها مادام هذا هو حال السلطة وحال الأمة
2008-10-10, 16:42
