بعض الكلمات من انسان ذو موهبة عالية

هذه الكلمات لشخص ليست لي اطلب منكم تشجيع هذا الشخص ليهل علينا بكتاباته العظيمة والرائعة جدا



ܨ مسـألة وقــت ܓܨ

أعلنتْ الساعةُ رغبتَها بأن تصلَ الى الثالثةِ صباحاً، وتجاوَزَتها بإحدى عشرة دقيقةٍ أخرى.. يا لوقاحَتها!! لم تأخذ إذني ساعةُ بيتنا هذه برغبتها في بلوغ الثالثة، مع اني كنتُ قد ابتعتُها بنفسي .. دفعت ثمنها الوضيع لبائعٍ متسول اشفقتُ لأمره، حصلتُ عليها ومشيتُ أحملها بتثاقل.. فور نظري اليها ، لمحتُ تجّمدَ عقاربها وشحوب عروقها وانتحار أنفاسها.. سمحتُ لنفسي أن أراها تبكي على جزءٍ من لحمها ودمها فَقَدَته، فقررت ان ابتاعَ لها ذلكَ الجزء الغالي الرخيص. قلتُ لطبيها الخاص ، الذي كنتُ قد وجدتُ عيادته على أحد الأرصفة القديمة، "قم بما يلزم". التقط الساعة مني وباشر بعلاجها على الفور .. همستُ بقلق: هل ستعيش يا دكتور؟ ضحكَ الحكيمُ ضحكةً ملؤها سـُخرية، وقال : "نموت نحن،، وتبقى هي حــية..!!" عجبتُ لقوله، ما بالُه؟ ألم اشتريها توا ببضعِ فراطةٍ بخيسة عثرتُ عليها في جيبي؟؟ أعادها الي قائلا: "اعتنِ بها جيدا.. ففي تفاصيل هذه الصغيرة تكمن حياتكِ". دفعتُ له ما تيسر وخرجت. عدت لأنظر اليها، راقبتُ حركتها المنتظمة.. تأملت ضحكة أوصـالها بعدَ ان دبّت بها الحياةُ من جديد. خلتُها لشدةِ حماسها ولياقة حريتها لو تسنتْ لها فرصة لصفعتني وقفزت من بين يديّ، وركضت تعدو أمامي وتديرُ وجهها لي وتصرخ بشماتة : أيتها البلهاء.. لا تدعيني أسبِقُكْ .. إذا سبقتُكِ يقولون أنكِ متخلّفة.. تشبتُ بمعدنها الفضي وســرتُ أُحدَّقُ بها.

كان يومٌ حافل؛ شاهدتُ فيه عدةَ ساعات تقضي نهارها دون أي عناء، مرتاحة في أماكنها المخصصة. رأيتُ الحمراءَ الكبيرة، الصفراء المستديرة، الخضراء المتربّعة على عرش أثاث صاحبها.. اختلفت الساعات أشكالها وتعددت ألوانها وتنوعت أجناسها وجلساتها وتمايزت أثمانها بحسب جودتها، الاّ أنني وجدتُ جميعها فرحة ترقصُ بعقاربها وأفاعيها تغنّي على ايقاع الحياةِ اللامتناهي تك تاك تك تاك.. أخذت الساعة تبتسم بانتصار كلما رأت زميلة لها معلّقة أو جالسة أو واقفة تصل الى نفس النقطة التي تصلها هي ، لا واحدة تسبق الأخرى او تتأخر عنها الا اذا كانت مُجبرة من قَبل مالكها المتغافل. وكلّما أبصرتُ انا واحدة كان صوتُ التك تاك يعلو بسرعة مخيفة حتى تجاوزَ المحلّات التجارية وغير التجارية، واستمر ليتجاوز بيوتَ الفقراءِ والأغنياء عبر الطُرقات، ومشى بلا خوف أمام السيارات وظهر في وجوه العابرين ينظرون الى ساعاتهم بذعرٍ مسرعين.. رحتُ أنا وتلك الساعة نمشي على لحن تك تاك تك تاك.. سألتُها حينَ وصلنا الى البيْت "ماذا لو سبقتكِ وعدوْتُ أمامكِ؟" نظرت الي نظرة مستهترة من خلف ارقامها الكبيرة المغبّرة " لا يحدثُ هذا أبدا. فإما ان أسبِقكِ او تلحقي بي لتسيري الى جانبي. أما إذا رأيتِ نفسكِ تسبقيني فلا بدَّ أن تكوني قد متِّ". ضحكة ثوانيها ضحكة دوّت في محيط الأنا.. فكرتْ ... لا بُدَّ أن أسبقكِ يوما..



استيقظت.. نظرتُ اليها. كانت لا تزال معلّقةً أمامي مباشرة، تعلنُ الثالثة وتغنّي بزهوٍ وتكبّر "تك تاك تك تاك". أدركتُ انها هي من سلَبتْ النومَ من أعيني . قمتُ وطرحتها أرضا.. أبرحتُها ضـرباً. " أُسكُتي يا لعيــنة" قلتْ.. فصمتت .. ابتسمتُ أنا وعُدتُ لأحاول النوم من جديد، وما أن وضعتُ رأسي على المخدة حتى خُيّل الي انني أسمع صوتاً بدا مألوفاً لي.. في الواقع كانت هذه ساعةَ أبي في الغرفة المجاورة تقول "تك تاك تك تاك" ..!!

شكراً لك والى الامام

مشكورة والى الامااااام
بس ياريت المرة الجاية تكبر الخط لانو انحولت

شكرا على الكلمات الرائعة
تقبل مروري