ليلة هادئه

إنها ليلة هادئة......ذات نجوم تلمع كأنها متباهية بمعانقة السماء لها...وأنا واقفة على الشرفة ...أنظر إليها...........

أرى السكينة والهدوء اللذيّن يعمّان المكان ...أطلق بصري إلى الجبال العالية والسهول الممتدة .......... جمالها أخّاذ ......لكني لا

أريدها ...أكرهها ..وأكره وجودها ...لماذا ؟؟؟ ........ لإنها ما يفصلني عن حبيبي ..إنها ما يبعدني عنه....

لكنني حالما أتذكر كلامه الجميل لي ....وذكرياتي معه.. أعود أنظر لها بنظرة إشفاق إنها بريئة لا دخل لها بما أعانيه ....

فجأة أشتم عطره في المكان ........ أشعر بيده على كتفي ..... وبحركة لا إرادية ....أشعر بجسدي كله يلتف إلى الوراء .......

لأراه ......نعم إنه هو ...إني أسمع إسمي ...إنه يناديني ...أنظر لشفتيه لأتأكد أنه هو من يناديني ....فأرى أحرف إسمي الثلاثة تخرج

من بينهما..... لكنني حالما أغمضت عيّنيّ ...وبدأت أقنع نفسي بأنّي أتخيّل ....ولأثبت ذلك

فتحتهما ... ولكنه ما زال موجودا .... إني لا أتخيل ... إنه موجود ...........

أريد أن أخبره عن مدى حبي له ...مدى اشتياقي له ...و ... ولكنني وجدت نفسي وقد ارتميت بين أحضانه بدون أن أنطق حرفا

واحدا ... إقتربت منه حتى شعرت أني جزء منه ... أشعر بيّديه تعبثان بخصل شعري الذهبي المبعثرة على كتفيّ كأنه يحاول تصفيفها ...

عيناه إنهما تتكلمان أحلى كلام الغزل ..تنظران إليّ تلك النظرة الجريئة التي طالما أسرتني ..........أشعر بشفتيّ في خدَر ... أحاول

نزعهما من عناق شفتيه ...ولكنهما ترفضان ... تأبيان أن أنزعهما من أجمل عناق ...يداه إنهما تتركا شعري لتمتدا إلى خصري .....
تجذباني نحوه بقوة .....................

إعتلت جبيني نظرة دهشة واستغراب ........
...............
إني أشعر بأشعة الشمس تلفح وجهي بحرارتها ..........لكن كيف ؟؟؟؟ لقد كنت قبل قليل أنظر إلى السماء ونجومها ...إلتفت إليه

لأخبره بالأمر ... لكنه كان يختفي تدريجيا ...كأنه يتبخر من بين يديّ ..........

لا ...لا تذهب أرجوك ..... لكنه لا يسمعني ... إنه حتى لم يلتفت إليّ ليرى كيف أكون بعد رحيله

أنظر لتلك الأشعة مخاطبة إياها لماذا ؟؟؟ ماذا فعلت لكي .... لماذا أخذت حبيبي ؟؟؟؟

وجدت نفسي فجأة أجثو على ركبتيّ ...والدموع تزداد انهمارا من عيّنيّ ..............لأنني أدركت حقيقة الأمر

لقد كان حلما ... ولكل حلم نهاية .... ألا وهي طلوع الشمس ... لذلك اختفى عندما أشرقت الشمس

وها هي بداية يوم جديد في عذاب انتظاري له ................................

ليته يشعر بما أنا فيه .... ليته يعود ليخلّصني مما أنا فيه ...............