منتدى الشهيد قصي الافندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشهيد قصي الافندي

منتدى الشهيد الشبل البطل قصي سليمان الافندي رحمه الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-13, 13:37

من هذه النافذة
ننقل لكم
التعليقات الهامة
الرأي والرأي الاخر
على الاحداث الجارية
على تنوعها
دوليا واقليميا.....

بوش والطرق الخاطئة إلي مصر وسورية ولبنان(تحليل اخباري منقول كما هو)

قبيل زيارته للمنطقة والمقرر لها الثامن من شهر ينانا وقح المقبل اتخذ الرئيس الأمريكي جورج بوش عددا من المواقف وأدلي بتصريحات تتسم بقدر كبير من عدم الدراية والبعد عن الحكمة وأسس وقواعد التعامل مع الدول‏.‏ فهو في حين يطالب بعدم احترام أحكام القضاء وفي موقع آخر يحرض علي عدم احترام الدستور وفي تصريح ثالث يهدد ويضغط ويمارس الابتزاز السياسي‏.‏
بدأ بالصمت وعدم الإعتراض علي قرار الكونجرس الأمريكي ـ وهذا حقه الدستوري ـ بحجب مبلغ من المعونة الأمريكية التي تدفع لمصر ويذهب أكثر من نصفها إلي شركات أمريكية‏,‏ بحجة أن مصر لاتحترم حقوق الإنسان والقصة معروفة وهي مطالبة إدارته بالإفراج عن سجين مصري يمضي فترة عقوبته بحكم نهائي صدر من قاضيه الطبيعي في قضية إدارية‏,‏ فلا هي قضية رأي سياسة‏.‏ تدخل سافر في الشئون الداخلية وعدم إحترام لأحكام القضاء لايليق‏,‏ وعدم دراية وجهل بأهمية مصر ودورها ومكانتها وإنه لايوجد عاقل يتصرف مع مصر القيادة والحدود بهذا الأسلوب‏.‏
وفي جانب آخر في الشأن اللبناني وفيما بدت بشائر توافق علي شغل الموقع الرئاسي الفارغ بجهود فرنسية وسورية يحرض الرئيس الأمريكي اللبنانين علي عدم احترام الدستور والتوصل إلي شخص الرئيس القادم عبر التصويت وفق قاعدة النصف زائد واحد وليس وفق القاعدة الدستورية بأغلبية الثلثين ـ وهو هنا يضمن أن الأغلبية هي التي ستفرض شخص الرئيس وتأتي حكومه من الأغلبية ويضمن بذلك استمرار عمل الإنشاءات العسكرية الأمريكية في تجهيز مطار القليعات جنوب طرابلس ليصبح قاعدة جوية أمريكية بغض النظر أن هذا الخيار فيه تجاوز صارخ علي حقوق المسيحيين التي كفلها لهم الدستور وبغض النظر من أن هذا الإجراء سيدفع اللبنانيين الي جحيم الاقتتال الطائفي‏.‏
الابتزاز السياسي
أما موقفه الثالث فهو تصريح خاص بسورية التي لايترك مناسبة دون توجيه إدعاءات واتهامات أصبحت من تكرارها محفوظة الا أن هذه المره أضاف تعبيرا يثير الضحك‏,‏ فقد قال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إذا كان الأسد يستمع لي فإنه لايحتاج الي إتصال هاتفي فهو يعرف بالضبط موقفي وأن صبري نفذ مع الأسد منذ وقت طويل وفي أقل من ثلاث ساعات بادرت الخارجية الأمريكية إلي إنقاذ موقف الإدارة من لسان السيد الرئيس فأكدت الخارجية الأمريكية أن الرئيس لايهدد ولا ينذر سورية ولكن يصف الحالة الراهنة وقائمة الاتهامات الأمريكية لسورية هي نفسها يأوي حماس ويسهل نشاط حزب الله ويتوجه الانتحاريون من بلاده الي العراق ويعمل علي زعزعة استقرار لبنان‏,‏ اتهامات هلامية وغير صحيحة‏.‏
ولكن جوهر المشكلة أن الإدارة الأمريكية تدرك أن مشروعها في شرق المتوسط لايتم دون سورية والمشكلة إنه يريد سورية‏(‏ التابع‏)‏ لا سورية القويه الصديقة‏,‏ ومنذ عام ونصف وفي برنامج واجه الصحافة قال الرئيس الأمريكي علي الجالس في دمشق ـ يقصد الرئيس السوري ـ أن يكف عن التعامل بطريقة البازار‏(‏ السوق‏).‏ يريد سورية أن تساعده في إستقرار العراق وهي تستطيع‏,‏
فشيوخ القبائل الرئيسية والمؤثرة في الشارع العراقي‏(‏ شمر وجبوري والحديثي‏)‏ مقيمون في سورية ولكن سورية لاتفعل هذا إلا في إطار إتفاق سياسي شامل ـ يوضح متي سيخرج الاحتلال وضمانات وحدة العراق وعدم تقسيمه ولكن لاتقدم هذه المساعدة كي يهنأ الاحتلال ويستقر طويلا كما يحلم ـ وإستقرار لبنان ممكن بالتفاهم بين دمشق ورجال السياسة المحترمين العروبيين الذين يرون أن نظام الحكم في لبنان لابد أن يكون علي علاقة وثيقة مع سورية وهذا مايفرضه واقع الجغرافيا وإرث التاريخ ولكن لاتقدم سورية هذا مع سياسيين لبنانيين يدعون ليل نهار إلي إسقاط نظام الحكم في سوريه وينادون بإحتلال سوريه واستمرار النهج الابتزاز ضغطت أمريكا علي إسرائيل كي لا تتفاوض مع سوريا حول الجولان‏
وأصدرت قوانين لمعاقبة سوريا‏(‏ محاسبة سوريا و‏1559‏الخ‏)‏ والتلويح بأن لسوريا دورا في اغتيال الحريري وأمريكا رفضت أن تسلم الصور التي إلتقطها قمرها الصناعي إلي لجنة التحقيق ورفضت أن تقدم إسرائيل بيان تحركات طائراتها يوم الحادث إلي لجنة التحقيق‏.‏ وبعد ذلك يأتي الرئيس الأمريكي إلي المنطقة وهو يهدد هنا ويحرض هناك ويبتز من جانب آخر وأحلام السلام تضيع هباء واسرائيل تتوسع في بناء مستوطنات جديدة وتؤكد أنها دولة يهودية لا مكان لغير اليهودي بها‏.‏ فمن الذي نفد صبره‏.‏


بوش والطرق الخاطئة إلي مصر وسورية ولبنان(تحليل اخباري منقول كما هو)

قبيل زيارته للمنطقة والمقرر لها الثامن من شهر ينانا وقح المقبل اتخذ الرئيس الأمريكي جورج بوش عددا من المواقف وأدلي بتصريحات تتسم بقدر كبير من عدم الدراية والبعد عن الحكمة وأسس وقواعد التعامل مع الدول‏.‏ فهو في حين يطالب بعدم احترام أحكام القضاء وفي موقع آخر يحرض علي عدم احترام الدستور وفي تصريح ثالث يهدد ويضغط ويمارس الابتزاز السياسي‏.‏
بدأ بالصمت وعدم الإعتراض علي قرار الكونجرس الأمريكي ـ وهذا حقه الدستوري ـ بحجب مبلغ من المعونة الأمريكية التي تدفع لمصر ويذهب أكثر من نصفها إلي شركات أمريكية‏,‏ بحجة أن مصر لاتحترم حقوق الإنسان والقصة معروفة وهي مطالبة إدارته بالإفراج عن سجين مصري يمضي فترة عقوبته بحكم نهائي صدر من قاضيه الطبيعي في قضية إدارية‏,‏ فلا هي قضية رأي سياسة‏.‏ تدخل سافر في الشئون الداخلية وعدم إحترام لأحكام القضاء لايليق‏,‏ وعدم دراية وجهل بأهمية مصر ودورها ومكانتها وإنه لايوجد عاقل يتصرف مع مصر القيادة والحدود بهذا الأسلوب‏.‏
وفي جانب آخر في الشأن اللبناني وفيما بدت بشائر توافق علي شغل الموقع الرئاسي الفارغ بجهود فرنسية وسورية يحرض الرئيس الأمريكي اللبنانين علي عدم احترام الدستور والتوصل إلي شخص الرئيس القادم عبر التصويت وفق قاعدة النصف زائد واحد وليس وفق القاعدة الدستورية بأغلبية الثلثين ـ وهو هنا يضمن أن الأغلبية هي التي ستفرض شخص الرئيس وتأتي حكومه من الأغلبية ويضمن بذلك استمرار عمل الإنشاءات العسكرية الأمريكية في تجهيز مطار القليعات جنوب طرابلس ليصبح قاعدة جوية أمريكية بغض النظر أن هذا الخيار فيه تجاوز صارخ علي حقوق المسيحيين التي كفلها لهم الدستور وبغض النظر من أن هذا الإجراء سيدفع اللبنانيين الي جحيم الاقتتال الطائفي‏.‏
الابتزاز السياسي
أما موقفه الثالث فهو تصريح خاص بسورية التي لايترك مناسبة دون توجيه إدعاءات واتهامات أصبحت من تكرارها محفوظة الا أن هذه المره أضاف تعبيرا يثير الضحك‏,‏ فقد قال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إذا كان الأسد يستمع لي فإنه لايحتاج الي إتصال هاتفي فهو يعرف بالضبط موقفي وأن صبري نفذ مع الأسد منذ وقت طويل وفي أقل من ثلاث ساعات بادرت الخارجية الأمريكية إلي إنقاذ موقف الإدارة من لسان السيد الرئيس فأكدت الخارجية الأمريكية أن الرئيس لايهدد ولا ينذر سورية ولكن يصف الحالة الراهنة وقائمة الاتهامات الأمريكية لسورية هي نفسها يأوي حماس ويسهل نشاط حزب الله ويتوجه الانتحاريون من بلاده الي العراق ويعمل علي زعزعة استقرار لبنان‏,‏ اتهامات هلامية وغير صحيحة‏.‏
ولكن جوهر المشكلة أن الإدارة الأمريكية تدرك أن مشروعها في شرق المتوسط لايتم دون سورية والمشكلة إنه يريد سورية‏(‏ التابع‏)‏ لا سورية القويه الصديقة‏,‏ ومنذ عام ونصف وفي برنامج واجه الصحافة قال الرئيس الأمريكي علي الجالس في دمشق ـ يقصد الرئيس السوري ـ أن يكف عن التعامل بطريقة البازار‏(‏ السوق‏).‏ يريد سورية أن تساعده في إستقرار العراق وهي تستطيع‏,‏
فشيوخ القبائل الرئيسية والمؤثرة في الشارع العراقي‏(‏ شمر وجبوري والحديثي‏)‏ مقيمون في سورية ولكن سورية لاتفعل هذا إلا في إطار إتفاق سياسي شامل ـ يوضح متي سيخرج الاحتلال وضمانات وحدة العراق وعدم تقسيمه ولكن لاتقدم هذه المساعدة كي يهنأ الاحتلال ويستقر طويلا كما يحلم ـ وإستقرار لبنان ممكن بالتفاهم بين دمشق ورجال السياسة المحترمين العروبيين الذين يرون أن نظام الحكم في لبنان لابد أن يكون علي علاقة وثيقة مع سورية وهذا مايفرضه واقع الجغرافيا وإرث التاريخ ولكن لاتقدم سورية هذا مع سياسيين لبنانيين يدعون ليل نهار إلي إسقاط نظام الحكم في سوريه وينادون بإحتلال سوريه واستمرار النهج الابتزاز ضغطت أمريكا علي إسرائيل كي لا تتفاوض مع سوريا حول الجولان‏
وأصدرت قوانين لمعاقبة سوريا‏(‏ محاسبة سوريا و‏1559‏الخ‏)‏ والتلويح بأن لسوريا دورا في اغتيال الحريري وأمريكا رفضت أن تسلم الصور التي إلتقطها قمرها الصناعي إلي لجنة التحقيق ورفضت أن تقدم إسرائيل بيان تحركات طائراتها يوم الحادث إلي لجنة التحقيق‏.‏ وبعد ذلك يأتي الرئيس الأمريكي إلي المنطقة وهو يهدد هنا ويحرض هناك ويبتز من جانب آخر وأحلام السلام تضيع هباء واسرائيل تتوسع في بناء مستوطنات جديدة وتؤكد أنها دولة يهودية لا مكان لغير اليهودي بها‏.‏ فمن الذي نفد صبره‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-13, 13:59

الرئيس مبارك في حديث إلي صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية‏:‏

انتقد الرئيس حسني مبارك بشدة وزيرة الخارجيةالاسرائيلية تسيبي ليفني لتصريحاتها الأخيرة بشأن أداء مصر فيما يخص تهريب الاسلحة الي غزة‏.‏ وقال انه‏(‏ من السهل ان تجلس في مكتب وتنتقد أداءنا علي الارض‏).‏
وقال الرئيس مبارك في مقابلة مع صحيفة‏'‏ يديعوت انا وقحونوت‏'‏ الاسرائيلية إن ليفني باختيارها اللجوء الي ان تصدر حكما علي الملأ بشأن الوضع علي الحدود بدلا من أن تجري اتصالا هاتفيا او تبعث رسالة الي مصر‏(‏ فإن ليفني تكون قد تجاوزت الحدود‏).‏
وحذر الرئيس مبارك قائلا‏:‏ ان‏(‏ هذا الفعل يعمل علي افساد الاجواء‏,‏ والعلاقات مع إسرائيل مهمة للبلدين‏),‏ مضيفا بقوله‏(‏ اذا كنتم لاتوافقون علي الطريقة التي نتعامل بها مع تهريب الاسلحة فنحن نرحب بأن تقوموا بهذا العمل بأنفسكم‏).‏
.
كما شدد الرئيس مبارك علي أن مصر ليست مصدر الكميات الكبيرة من الأسلحة التي نقلت الي قطاع غزة وانما تم شحنها بطريق البحر‏.‏ وقال الرئيس مبارك‏'‏اننا نبذل جهودا كبيرة ونفعل مايمكن فعله لكي نتعامل مع قضية الانفاق ونمنع التهريب ونصادر الأسلحة والمتفجرات ولكن عندما تنتقد ليفني أداءنا علي الارض فإنها بذلك تكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء‏.‏
.
وأكد الرئيس مبارك من جديد‏'‏ اننا نبذل قصاري جهدنا ولايوجد مكان في العالم يستطاع فيه ضبط الحدود مائة في المائة‏'..‏ وقال‏'‏ لاتوجد أي تهريبات عن طريق مصر‏,‏ كما أؤكد انه لايوجد أي تعاون من جانبنا في هذا الموضوع‏,‏ موضوع التهريب‏,‏ فمصر لن تتعاون في تهريب أي أسلحة ضد اسرائيل أو ضد أي دولة اخري‏,‏ تعالوا لنكون عمليين اذا لم يرق مانقوم به من جهود في هذه القضية واذا كان لديكم سبل وطرق لمحاربة التهريب اذهبوا وابحثوا عن المهربين بأنفسكم‏..‏ عالجوا ذلك وسنري أين ستصل‏.‏
.
وردا علي سؤال للصحيفة يقول‏:‏ لكننا غير موجودين بالمنطقة؟

أجاب الرئيس مبارك‏:'‏ لهذه الانفاق تاريخ طويل ومنذ‏1967‏ وعندما احتللتم قطاع غزة‏..‏ لماذا لم تهتموا باغلاق الانفاق ؟ النفق الرئيسي الذي يسبب مشاكل كبيرة تم حفره من الجانب الذي تسيطرون عليه نحن استطعنا حتي اليوم اغلاق‏160‏ نفقا وضبطنا عشرات الاطنان من المتفجرات وهذا لم ينشر في الاعلام‏,‏ انا انتمي لاولئك الذين يؤمنون بعدم الرضوخ دائما الي الاعلان عن ذلك ولكن من يجب ان يعرف ذلك نعلمه‏'.‏

وردا علي سؤال
بشأن‏'‏ قصة الشريط الذي أرسلته اسرائيل الي واشنطن عن تهريب أسلحةالي قطاع غزة‏',‏

قال الرئيس مبارك‏'‏
لم أر الصور ولكن المسئولين عندنا رأوها وأبلغوني عنها وانا اعلمك انها صور مفبركة وعمل كمبيوتر‏..‏ اليوم في التكنولوجيا المتقدمة لعمل الحواسيب كل انسان يستطيع انتاج صور لمهربي سلاح او متعاونين مع مجرمين
ايضا‏,‏ انا أستطيع استخدام نفس الأساليب لاختلاق صور مفبركة‏'.‏
وأضاف الرئيس مبارك‏'‏ من يحاول اتهام مصر بالتعاون مع مهربي السلاح اقول له انه كذاب كبير يجب عليكم ان تفكروا بمنطق‏,‏ فهذا السلاح من الممكن ان يوجه في أي وقت ضد مصر‏,‏ ماذا سنستفيد من التهريب‏,‏ انت تعتقدين انني أريد صواريخ قسام انا استنكر هذه الظاهرة‏,‏ وعندما نضبط شيئا مهربا بين رفح والعريش من يضمن ان هذا السلاح لم يكن موجها لعملية داخل مصر وحدث ضدنا أشياء كهذه مؤخرا ونحن ايضا نعرف من خطط ومن فعل‏'.‏
.
وردا علي سؤال بشأن المزاعم بأن السلاح المهرب يصل من سيناء‏,‏

رد الرئيس مبارك بحسم قائلا‏'‏ لا ليس من سيناء ولكنه يصل عن طريق البحر وانا هنا اريد ألا اتطرق الي تفاصيل في هذا الموضوع لانني لو تطرقت الي التفاصيل سوف تقفون علي اصابع اقدامكم‏'.‏
وقال الرئيس مبارك في حديثه‏'‏ ان لدي الكثير لكي اقوله عن قضية التهريب ومصادرالسلاح والعتاد العسكري‏,‏ لن اكشف عن كل ماأعرف لكيلا تمس العلاقات بيننا‏..‏ العالم الكبير أصبح سوقا مفتوحة لصفقات السلاح وتوجد الكثير من الاماكن التي منها يمكن شراء السلاح حتي في الشارع وعلي الارصفة‏,‏ السلاح المهرب لقطاع غزة يصل من الشمال ومن الجنوب ومن الخليج ومن أماكن يصعب تخيلها‏'.‏
.
ورد الرئيس مبارك في هذا المجال علي سؤال بشأن موقف للوزير الاسرائيلي افي ريختر مماثل لما قالته وزيرة الخارجية‏,‏ بقوله‏'‏ أنا غير مكترث بأن أفتح حملة نقد علي تفوهات افي ريختر لأن اقواله تعكر جو العلاقات بيننا‏'.‏
.
وقال الرئيس مبارك‏:‏ انا غير مستعد ان اتقبل من ليفني درجات علي دور قوات الامن المصرية‏,‏ هذه ليست وظيفتها وليست مسئوليتها واذا كان لها شكوي تستطيع ان ترفع سماعة التليفون او ان ترسل مبعوثا‏,‏ ماذا اقول لها الآن‏.‏ قبل ان تصرح عليها ان تفحص‏,‏ وان تبحث عن الثقة وعن الرأي العام في مصر الذي يلتقط كل كلمة تقال‏...'‏
.
وحول موضوع عبور الحجاج الفلسطينيين لمعبر رفح الحدودي متوجهين الي الاراضي الحجازية في موسم الحج الاخير‏,‏

قال الرئيس مبارك‏:'‏ قبل كل شيء أعلمناكم منذ البداية واعلمنا السلطة الفلسطينية ان مصر دولة مسلمة ونحن لانستطيع منع الحجاج من اداء فريضة الحج التي هي واحدة من الاركان الخمسة للاسلام‏,‏ وشاهدنا كيف تجمهر مئات المواطنين الفلسطينيين بجانب الحدود وهددوا باقتحام الحدود وعرفنا اننا اذا صممنا علي منعهم من أداء فريضة الحج ستنجم مشكلة كبيرة لذلك قلنا لكم ولابومازن بأن عليكم اخراجهم‏.‏
.
واضاف الرئيس مبارك في رده علي مزاعم اسرائيلية بهذا الصدد‏'‏ أنتم تدعون الآن ان جزءا منهم ذهب للتدريب في معسكرات الارهاب وانا أسأل‏:‏ أين ؟ في طهران‏.‏أنتم اذا لديكم هذه المعلومات الاستخباراتية الصادقة‏,‏ أيضا أنا استطيع ان افبرك اتهامات ضدكم‏.‏ أسهل شيء الاتهام‏.‏
انا لاتوجد لدي دلائل او اثباتات انهم سافروا لمعسكرات تدريب واعتقد ان الانسان الذي يصمم علي الذهاب للحج وهو اقدس الاقداس‏,‏ لااعتقد انه ذاهب للارهاب‏,‏ انا انصحكم بألا تلقوا الاتهامات جزافا‏.‏

وردا علي سؤال حول تقليص جزء من المساعدات العسكرية الامريكية لمصر ودور اسرائيل في هذا الصدد

قال الرئيس مبارك‏'‏ أنتم تخطئون فهم نفسية الشعب المصري‏..‏ الضغوطات لن تفيدكم شيئا‏:‏ هذه أموال أمريكية واذا ارادوا تقليصها فليقلصوا

‏..‏ نحن لانقبل الاملاءات ولا نقبل شروطا أمريكية تقول أفعلوا هذا ولا تفعلوا ذاك‏..‏

عندما يأتون ويقولون لنا‏..‏ نحن سنقلص لكم مائة مليون دولار إذا لم تفعلوا هذا‏..‏

سنقول لهم شكرا‏..‏ لانريد أن تفعلوا شيئا جيدا لنا‏..‏ ولكن فقط لا تفرضوا علينا شروطا‏..‏

وأري أن اذكر أن هذا المال هو ليس مصلحة مصرية فقط ولكن هذه مصلحة مشتركة للجميع‏..‏علي سبيل المثال الامريكان اوصوا بان نمتلك عتادا متطورا يساعد في العثور والكشف عن الانفاق‏..‏ ونحن استجبنا‏..‏والعتاد اصبح في الطريق للوصول الينا‏.‏

وردا علي سؤال حول كيفية حل قضية التهريب

قال الرئيس مبارك‏:'‏ الجلوس مع بعضنا البعض‏..‏ طواقمنا وطواقمكم الاستخبارية من الشاباك ومن الشرطة ومن وزارة الدفاع‏..‏ ويتم فحص كل شكوي وكل معلومة صغيرة‏..‏ وأن يظهروا اهتماما مشتركا‏..‏ لقد تحدثت في هذا الموضوع مع وزير الدفاع ايهود باراك واخذت منه موافقة علي ذلك‏'.‏

وعما اذا كان الوقت قد حان لفتح اتفاقية السلام وتغيير الملحق الامني لها

قال الرئيس مبارك‏:'‏ أنا غير معني بأن اعطي موقفا‏..‏ الطواقم تجلس‏..‏مخابرات أمام مخابرات‏..‏رجال أمنكم مع رجال أمننا‏..‏ ويقرروا ماهو الصحيح وماهو المناسب‏'.‏

وردا علي سؤال حول موضوع الجندي الاسرائيلي المختطف جلعاد شاليط

قال الرئيس مبارك‏'‏ نحن نبذل جهودا‏..‏ ولديكم يعلمون اننا نحاول بجد ارجاعه الي بيته من خلال صفقة‏..‏ ولكن الموضوع لم يتم بعد‏'.‏
وعما اذا كان شاليط علي قيد الحياة؟ قال الرئيس مبارك‏'‏ حسب معلوماتنا الاستخباراتية فإنه حي‏..‏ ووضعه الصحي جيد‏..‏ وزي البمب‏'.‏
أضاف الرئيس‏'‏ هذه المعلومات طازجة‏'‏ ومن يحب أن يعلم ذلك لديه المعلومات الكافية بشأن صحة شاليط‏.‏
وعما اذا كان يعتقد أن شاليط سيعود قريبا لعائلته؟ قال الرئيس مبارك‏'‏ لا تسألني أسئلة لا أستطيع الاجابة عليها في هذه المرحلة‏'.‏

وردا علي سؤال عما اذا كان يتوقع انطلاقة بعد زيارة الرئيس الامريكي جورج بوش القادمة للمنطقة

قال الرئيس مبارك‏'‏ الكرة ليست بأيدينا‏..‏ نحن نساعد علي ردم الهوة‏..‏ ولكن توجد خلافات في الآراء بين الأطراف‏..‏ ولهذا السبب يأتي الرئيس بوش لكي يدفع نحو انطلاقه‏..‏ أنا أقترح أن تسألي أولمرت‏'.‏

وحول الاصوات التي تطالب في اسرائيل بفتح حوار مع حركة حماس

قال الرئيس مبارك‏'‏ توجد لديكم اجهزة تجري محادثات مع ابو مازن‏..‏ واجهزة اخري تجري نوعا من الاتصال مع حركة حماس‏'‏ أضاف‏'‏ أعلم أنه يوجد نوع من الاتصالات يجريها اسرائيليون مع حماس‏..‏ ولكن أقول ليس من الصف الاول‏..‏ وابحثي في دفاتركم‏..‏ ربما يوافقون علي الافصاح لك‏..‏ لكني افترض انه لا يوجد اتصال‏..‏ لكن احيانا الكشف عن طريق الاعلام من الممكن ان يضر بصفقة يعملون علي انجازها‏'.‏

وعما اذا كان الوقت قد حان لحكومة وحدة وطنية فلسطينية

قال الرئيس مبارك‏'‏ ابو مازن رئيس السلطة الفلسطينية يطلب قبل كل شيء أن يعود الوضع كما كان عليه في غزة وطالما أن حماس مازالت تسيطر لا يمكن أن يكون هناك حوار‏'.‏

وحول الرأي الذي يطالب في اسرائيل بالدخول الي غزة لتنفيذ عملية عسكرية

قال الرئيس مبارك‏'‏ امل ألا نصل الي هذا‏..‏ لان هذا ليس الحل‏..‏ ومن الصعب تخيل عملية عسكرية سهلة وبسيطة‏..‏ فمن الممكن أن الامور تتطور وتتعقد‏'.‏

وحول توجيه ضربة إسرائيلية للمفاعل النووي الانا وقحاني

قال الرئيس مبارك‏'‏الحرب ليست موضوع ضربة واحدة وينتهي الامر‏..‏ ولا توجد ضمانات بأن ضربة علي أهداف في إيران تحل المشكلة‏..‏ بالعانا وقح من الممكن أن يرد الانا وقحانيون ردا قاسيا يتبعه ردود من اطراف أخري تصعب الموقف‏..‏ واقول بشكل عام إن الاعلان عن حرب في هذه الايام ليس أمرا سهلا‏'.‏

وحول العلاقات بين مصر وإسرائيل ومسألة التطبيع

قال الرئيس مبارك‏'‏ لا تنسي نزيف الدم بينكم وبين الفلسطينيين‏..‏
عندما يري الشعب المصري صور ممارسات الاحتلال الاسرائيلي فانه يتعاطف تلقائيا مع الشعب الفلسطيني‏..‏
وانا استنكر صواريخ القسام‏..‏ ولكن رجل الشارع يري اغتيالات وحصارا واغلاقات وحواجز ومستوطنات‏..‏ وانت تسألين هل من الممكن التوصل الي سلام دافيء اكثر‏..‏
انا اعتقد ان هذه مسألة وقت‏..‏ خمسون عاما من النزاع لن تمحي مرة واحدة‏..‏والتوصل الي السلام العادل مع الشعب الفلسطيني وعلي باقي مسارات عملية السلام كفيل بتحقيق هذا السلام الدافيء‏..‏ اما من الناحية الاقتصادية فالعلاقات جيدة‏..‏ والسلام القائم بيننا هو الذي يتيح لنا أن نجلس معا ونستقبل ضيوفا من اسرائيل ونتوسط بينكم وبين الفلسطينيين‏'.‏

وحول زيارة السائحين الاسرائيليين لسيناء
قال الرئيس مبارك‏'‏ نحن نضمن أمن كل سائح اسرائيلي أو من دول أخري‏..‏انني احيانا التقي مع سياح اسرائيليين يصلون الي شرم الشيخ ويقولون لي انهم سعداء جدا‏'.‏

رأي الرئيس حسني مبارك رئيس الجمهورية في الاحداث الجارية
وفق حواره مع صحيفة يديعوت انا وقحونوت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-13, 14:04

الصحف العربية تبرز الرد المصري علي مزاعم ليفني بشأن الحدود
وكالات الأنباء‏:‏


اهتمت العديد من الصحف العربية بالرد المصري علي المزاعم الإسرائيلية بشأن تسهيل القوات المصرية عمليات تهريب السلاح الي غزة
وأكدت العديد من الصحف‏,‏ أنه ربما لا يجد المراقبون في مجال التعليق علي تصريحات الوزيرة الإسرائيلية ما هو أنسب من بيان الخارجية المصرية في هذا الصدد‏,‏ وفحواه:
أنه علي ليفني أن تكرس جهودها لتسوية النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وأن تترك لمصر القيام بدورها السلمي النشيط بعيدا عن الانتقادات والحملات الكلامية‏,‏ التي لا أساس لها من الصحة ولا تنسجم مع الأصول الدبلوماسية‏,‏ وأن ما يتعين علي المسئولين الإسرائيليين إدراكه هو أن مصر قد حافظت علي موقف متوازن التزمت فيه بمعاهدة السلام مع إسرائيل من ناحية‏,‏ وواصلت دعمها التقليدي والثابت للقضية الفلسطينية ضمن خيار التسوية السلمية من الناحية الأخري‏,‏ والمفروض أن تلتزم إسرائيل بعملية السلام وأن تتوقف عن النشاطات الاستيطانية التي تتكثف هذه الأيام بدلا من أن يتم تجميدها‏.‏
.
وأضافت الصحف‏,‏ بغض النظر عن فحوي انتقادات الوزيرة ليفني فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو‏:‏ بأي وجه سيقابل هؤلاء المسئولون الإسرائيليون القيادة المصرية بعد أن صدرت هذه التصريحات؟
علما بأ مصر منهمكة وبشكل جاد في الترتيب لعقد هدنة بين حركة حماس وإسرائيل‏,‏ يكون من بين بنودها ما يحل للحكومة الإسرائيلية معضلتين كثيرا ما أرقتا السلطات الإسرائيلية‏,‏ وهما وقف قصف البلدات الواقعة شمال النقب بالصواريخ محلية الصنع التي ظلت تطلق من قطاع غزة علي مدي السنوات السبع الماضية‏,‏ واطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليت‏.‏
.
وقد وصفت صحيفة‏(‏ الجزيرة‏)‏ السعودية الصادرة أمس‏,‏ الاتهامات والادعاءات التي وجهها بعض القادة الإسرائيليين والصحف الإسرائيلية لمصر بالتساهل في ضبط الحدود مع قطاع غزة وتسهيل تهريب الأسلحة الي القطاع‏,‏ في طرح سياسي وإعلامي بأنها اتهامات تنضح بالاستغلال والتجني الواضح وتصل الي حد الغباء‏.‏
.
وأشارت الي أن القاصي والداني يعرف التباين الأيديولوجي الكبير بين السياسة المصرية والقناعات والمسلمات التي تتبناها حركة المقاومة الإسلامية‏(‏ حماس‏).‏
.
ولفتت الصحيفة الي أنه في اليوم ذاته التي صدرت فيه هذه التصريحات ضد مصر صدر أيضا تصريح صحفي من مصادر الصحافة الإسرائيلية‏,‏ يؤكد أن المصريين قد اشتروا نظاما متطورا أمريكيا لكشف الانفاق علي الحدود‏,‏ مما يطرح تناقضا واضحا في كلام الإسرائيليين بين الاتهام برفع يد الرقابة عن تهريب الأسلحة وتأكيد بذل الجهد المصري للسيطر علي أنفاق تهريب السلاح‏.‏
.
واعتبرت‏(‏ الجزيرة‏)‏ أن كل ذلك يوضح للمتابع تخبط السياسة الإسرائيلية واستغلالها وممارستها لضغوط رخيصة وصلت الي حد القول إن السلطات الإسرائيلية لديها أشرطة فيديو تثبت تهاون المصريين في منع تهريب السلاح الي غزة‏,‏ وأن ساسة تل أبيب لا يرغبون في عرضها علي الكونجرس الأمريكي في الوقت الحالي‏.‏

تعليق على الاحداث

تتعرض مصر حاليا لحملة شرسة تقودها عناصر في الحكومة الإسرائيلية مؤداها أن مصر تساعد في عمليات تهريب السلاح والمتفجرات من شبه جزيرة سيناء إلي قطاع غزة‏,‏ حيث تسيطر حركة حماس‏.‏ وكانت هناك اسماء محددة في الحكومة الإسرائيلية الحالية تتولي مهمة التصعيد وتوجيه الاتهام لمصر‏,‏ علي رأسها وزير الشئون أو التهديدات الاستراتيجية‏,‏ أفيجدور ليبرمان‏,‏ وكان هناك فريق آخر من أعضاء الكنيست علي رأسه الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن يوفال شتاينتس الذي لم يتوقف عن إطلاق التحذيرات من مخاطر تسلح الجيش المصري‏,‏ والذي سبق وهدد بقصف السد العالي‏.‏
وكانت دوافع هذه الشخصيات معروفة‏,‏ وسرعان ما كان يأتي النفي أو التهدئة أو الإدانة من جانب شخصيات أخري في الحكومة الإسرائيلية‏.‏
وأخيرا انضمت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلي الفريق الذي يقود الحملة ضد مصر‏,‏ بل صعدت لغة الاتهام بأن وجهت اتهامات إلي مصر كدولة‏,‏ مؤكدة امتلاك الخارجية الإسرائيلية شرائط فيديو تصور عناصر من الأمن المصري تساعد في تهريب السلاح‏,‏ وأن هذه الشرائط تم نقلها إلي الإدارة الأمريكية وإلي مصادر في الكونجرس الأمريكي‏
بما يفيد تأكيد التقدير المصري بأن اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة يقف وراء قرار مجلس النواب الأمريكي الأخير باستقطاع مائة مليون دولار من المساعدات الأمريكية لمصر‏.‏
وكان لافتا للانتباه أن يأتي الاتهام من قبل وزيرة الخارجية‏,‏ وأن يطلب وزير الدفاع زيارة القاهرة ليلتقي بالرئيس مبارك وبوزير الدفاع المشير حسين طنطاوي‏.‏ ومدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان‏,‏ وأن يعمل علي التخفيف من حدة تصريحات وزيرة الخارجية‏.‏

وفي الوقت نفسه بدا واضحا من تصريحات وتعليقات المسئولين الإسرائيليين الذين غزوا الفضائيات العربية يوم الزيارة وفتحت أمامهم النوافذ لترديد الاتهامات لمصر‏,‏:
أن هناك توافقا واضحا لدي التيار الرئيسي في الحكومة الإسرائيلية علي مواصلة التصعيد ضد مصر‏,‏ واصرارا علي ترديد الاتهامات والتلويح أيضا برد أمريكي علي ذلك‏,‏ وهو ما لم يكن خافيا في المؤتمر الصحفي الذي عقده باراك بمفرده عقب لقاءاته في شرم الشيخ‏,‏ إذ قال إن لإسرائيل علاقات استراتيجية مع واشنطن‏,‏ وأن الأخيرة تستمع إلي التقدير الإسرائيلي‏,‏ وأن إسرائيل تجيب عن الأسئلة الأمريكية‏.‏

خبايا
المساعدات الاقتصادية الأمريكية

في القرار الصادر عن الكونجرس الأمريكي حول المساعدات الاقتصادية لمصر للعام القادم الكثير من المعاني الصفيقة الصادمة والكثير من الدلالات الخرقاء المخجلة وهي جميعا ـ كمعان وكدلالات ـ تدفع بالمساعدات إلي سكة الندامة والرفض التي لم يستوعب الكونجرس دروسها التاريخية في العلاقات المصرية الأمريكية وكأن سياسة حافة الهاوية تستدعي من مزابل التاريخ وكأن الصرخات المجنونة البلهاء لجون فوستر دالاس وزير خارجية أمريكا في أوائل الخمسينيات تستيقظ من القبور الموحشة معلنة من جديد من ليس معنا فهو ضدنا ومؤكدة من لا يقبل شروطنا نعلن عليه الحرب معلنة غطرسة القوة اللانهائية بأن من لا يقبل بدور التابع ومن لا يرضي بدور الصامت المأمور لا مكان ولا وجود له في جنة الخلد الأمريكية الصهيونية التي لا تضم في عضويتها إلا العملاء والمأجورين والقتلة ومصاصي الدماء‏.‏
والمثير والغريب أن هذه المسرحية الهزلية يحركها علي خشبة مسرح السياسة الأمريكية والعالمية مجموعة من البلهاء الذين احترفوا عدم تعلم دروس التاريخ البعيد والقريب مما يحولهم من فرط البلاهة الظاهرة إلي الخانة المضادة تماما باعتبارهم أصحاب العبقرية السوداء الذين يحترفون دوما ودائما قيادة العالم إلي الدمار والخراب والفوضي‏.‏
ويؤكد تاريخ العلاقات المصرية الأمريكية الحديث أن دخول العلاقات إلي نفق المشروطية والشروط المظلمة قد شكل دائما الخطوة الأخيرة للسقوط في الهاوية والدخول في مرحلة الصدام رأسا برأس واغلاق كل الجسور والمعابر‏,‏ وهو ما حدث بالضبط عندما ضغطت أمريكا ومعها حلفاء الغرب بريطانيا وفرنسا علي البنك الدولي للإنشاء والتعمير لسحب تعهداته بتوفير التمويل اللازم لبناء السد العالي بأسوان في منتصف الخمسينيات وتصاعدت حدة الصدام والتباعد باعتراض أمريكا والغرب علي صفقة الأسلحة التشيكية لمصر والتلويح بإلغائها كمشروطية للعلاقات واكتملت حلقات الشد والجذب بالمشروطية الأمريكية القائلة بضرورة موافقة مصر علي قيام حلف بغداد وانضمامها الفاعل إلي عضويته لتصبح واحدا من قطيع التابعين والعملاء في المنطقة كدولة وكنظام وكشعب وكما في الحاضر كان في الماضي الحديث المكثف الأبله عن الديمقراطية والحريات الإنسانية وغيرها من لغو الكلام المكرر والمعاد بفرض السطوة والسيطرة والانقياد‏.‏
ومع الأحاديث المستجدة لمشروطية الكونجرس الأمريكي علي مصر فإن توقعات انتقال العلاقات بين البلدين من حال إلي حال يصبح هو الأمر الوارد والاحتمال الراجح بحكم أن مشروطيات الكونجرس لا تندرج من قريب أو من بعيد تحت بند المعاملات الواجبة مع الدول ذات السيادة وتتضمن المشروطيات تدخلا سافرا ووقحا في الشأن الداخلي المصري البحت والصرف وتوهم امتلاك القدرة في الاعتداء الصريح علي السيادة الوطنية المصرية‏,‏ وهي مشروطيات تضع مصر أمام خيار واحد ووحيد بالرفض القاطع والبات للمساعدات الاقتصادية الأمريكية جملة وتفصيلا‏,‏ بحكم أن مشروطيات الكونجرس المتعالية علي ألف باء القانون الدولي ومفهوم السيادة الوطنية واشتراطات حسن النوايا في العلاقات بين الدول والاحترام المتبادل بينها قد أغلقت كل الأبواب والنوافذ للحوار الثنائي ودخلت بالدبلوماسية منذ اللحظات الأولي إلي داخل حائط الصدام والتناطح رأسا برأس فقط لا غير‏.‏
وقد تضمنت مشروطية الكونجرس الأمريكي المحددة لصلاحية مصر لتلقي المساعدات الأمريكية شرطا تعجيزيا مانعا حيث يقضي التشريع بعدم خضوع المعونة لمصر أو من يتلقاها داخل الحدود المصرية لأي اشراف حكومي مصري بأي شكل من الأشكال وكأن الدولة المصرية أصبحت كيانا افتراضيا علي شبكات الاتصالات والمعلومات المحلية والاقليمية والدولية تخريفات واضحة بعدم وجود حكومة علي الأرض المصرية ـ والمهم وليس الخطير وفقا لهذه المشروطية فإن قبول مصر بمبدأ المساعدات الأمريكية الاقتصادية يتحول حال قبولها إلي اعتراف رسمي بالتنازل عن السيادة الوطنية والتنازل عن ولاية الحكومة المصرية علي الشأن الداخلي وهو ما يعني في المقابل اعلاء شأن الولاية الخارجية لأمريكا علي السيادة الوطنية والشأن الداخلي وكأنه اعتراف افتراضي بإحتلال أمريكي واقعي للأرض المصرية وبالتالي اعتراف بسلطة احتلال قائمة بقوة القانون وسلطته الافتراضية‏,‏ وكل هذه المفاهيم المغلوطة والغاشمة تعني أمرا واحدا ووحيدا يؤكد أن غطرسة القوة وأوهام أمنا الغولة واللهو الخفي قد جعلت من الاستنطاع حقيقة ثابتة علي المسرح الدولي وجعلت من الاستهبال حقيقة واقعة ومحركة للعلاقات بين الدول‏.‏
ولم يقتصر تشريع الكونجرس للمساعدات الأمريكية لمصر علي اعلان رفع الحكومة المصرية من الخدمة بل وصل الجهل الفادح المتعمد إلي تضمين التشريع نصا يؤكد بكل الوضوح والجلاء أن الحكومة المصرية لن يكون لها أي دور رقابي أو اشرافي علي كيفية إنفاق المعونة أو من يتلقاها داخل الأراضي المصرية ليكون الدعم مباشرا بين واشنطن والمنظمات والهيئات والأفراد المتلقين للمعونة وكأن الكونجرس يملك سلطة تجميد وإلغاء كافة الوزارات والوزراء والهيئات والمصالح والمؤسسات الحكومية والدستورية وغل يدها عن التصرف مع المتلقين للدعم الأمريكي‏,‏ وأن هذا الدعم يملك من يتلقاه حقوقا تندرج تحت الحقوق المتعارف عليها دوليا لسلطة الاحتلال الأجنبي والتي تجنبها عدم الخضوع للقانون المحلي أو للمؤسسات والأجهزة الوطنية باعتبارها سلطة أدني من سلطة الاحتلال الأعلي‏.‏

وبحكم أن عربدة غطرسة القوة لا حدود لها ولا وتردعها القوانين والأعراف والمنظمات الدولية فإن التشريع ومشروطياته تمادي في مسرحية القيود التعجيزية المتعجرفة والصفيقة لينص علي أنه فيما يتعلق بكيفية تقديم المعونة لمصر من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان وأنشطة الحكم فإن المنظمات التي ستنفذ هذه المعونة والطبيعة المحددة لتلك المعونة لن تخضع للموافقة المسبقة من قبل الحكومة المصرية وهو ما يعني أن الكونجرس قد حدد للحكومة المصرية دورا طريفا حدوده دور شاهد ما شافش حاجة وأن القبول بالمشروطيات يعني أن الحكومة المصرية قد تفهمت بحكمة وتعقل وأدب جم مشروطيات الحكمة الصينية ذائعة الصيت عالميا والتي يؤكد فرودها الثلاث أن كلا منهم لانا وقحي ولايسمع ولا يتكلم في حين أن الحكمة بإضافة قردها الرابع فإنها تؤكد الحرص الشديد في اخفاء العورات‏.‏
‏وما نصت عليه مشروطيات الكونجرس للمساعدات الاقتصادية لمصر يخرج تماما عن سياق العقل والمنطق القانوني الدولي والوطني كما يتعارض بكل الشدة والعنف مع قواعد وأصول التحضر العالمي المثبتة في معاهدات وقوانين متعددة الأطراف‏,‏ كما يتناقض جملة وتفصيلا مع الثوابت الحاكمة للحد الأدني الواجب الالتزام به‏,‏ وفي العلاقات بين الدول في العصر الحديث وفي ضوء ذلك ولزومياته وأصوله المستقرة فإنه يستحيل فرض مشروطيات من سلطة تشريعية في دولة ما علي دولة أخري‏,‏ وإلا اعتبر ذلك انتقاصا من السيادة الوطنية واعتداء سافرا علي الشأن الداخلي الواجب الاحترام‏,‏
وبالتالي فإن هذه المشروطيات يجب أن توضع في مكانها الصحيح وتقييمها الدقيق باعتبارها ابتزازا صريحا ورخيصا لمصر وأن الفهم الأمين لهذه المشروطيات يدفع لوضعها تحت بند الرغبة في ممارسة أكبر قدر من الضغوط علي مصر مع الرغبة في احاطة مصر بالقدر الأكبر من التوترات الخارجية والداخلية والاقليمية والأكثر خطورة ما يعنيه ذلك من اعطاء اشارة خضراء بلا قيود للكيان الصهيوني لتوسيع نطاق المذابح الجماعية للفلسطينيين والإسراع وعدم الابطاء في اقامة المستعمرات واضافة المزيد منها اضافة إلي شغل مصر عن الشأن العربي والشأن الاقليمي والتفرغ لقضايا طارئة ومستجدة وحروب وصراعات مصطنعة لاتقصد في ذاتها بل تقصد لأهداف ومرام أخري‏.‏
وللأسف الشديد فإن العقل الجمعي في مصر قد انشغل في موضوع المساعدات الأمريكية الاقتصادية بحديث تجميد ما قيمته مائة مليون دولار من القيمة الاجمالية للمساعدات البالغة نحو‏415‏ مليون دولار‏,‏ وكأن المبلغ الذي تم تجميده يشكل قيمة مهمة لمصر وكأن الخزانة العامة للدولة تتقوض أركانها‏,‏ وكأن الاقتصاد المصري سيصيبه الهزال والفقر وتنتشر بين جنباته صرخات الجوع والمرض‏,‏ في حين أن المبلغ الذي تم تجميده بل وكامل قيمة المساعدات لا تشكل أي أهمية ولا تشكل أي قيمة قياسا إلي حجم الموازنة العامة البالغ نحو‏260‏ مليار جنيه بل قياسا إلي جزئية واحدة من جزئيات الأصول العامة للدولة المصرية متمثلا في احتياطيات النقد الأجنبي لدي البنك المركزي والبالغ قيمتها الاجمالية نحو‏32,5‏ مليار دولار أمريكي وهو احتياطي نقدي تصل قيمته إلي نحو‏125%‏ من مجمل المساعدات والمعونات الأمريكية لمصر منذ بدايتها مع اتفاقيات كامب ديفيد
وحتي الآن وهي مساعدات ومعونات أثبتت السنوات الطويلة أن مضارها أكثر من فوائدها ومنافعها تماما مثل الوجبات الجاهزة المليئة بالسموم الضارة القاتلة والمميتة ومع السنوات الماضية تحولت إلي حصان طروادة الساعي لاختراق السيادة والحدود وبناء شبكة كبيرة من العملاء الذين وصفهم اعلان صادر عن هيئة المعونة الأمريكية بالحلفاء‏,‏ حيث أشار إلي وجود حلقات من الحلفاء لأمريكا في مصر وهم أيضا الحلفاء الموالون للغرب من بين المسئولين الحكوميين والمفكرين والاعلاميين ورجال الأعمال والمال المستفيدين من المساعدات الأمريكية وهو ما يؤكد الخطر الشديد الذي يحيط بهذه المساعدات وأنشطتها وأعمالها‏.‏
ويسهل البحث عن فهم عاجل وواضح لمشروطيات الكونجرس الأمريكي للمساعدات الاقتصادية لمصر من باب البحث عن العملاء وتوسيع دائرة المارينز والطابور الخامس بتحصينهم في مواجهة القانون المصري ومؤسساته واخراجهم عن دائرة المساءلة والعقاب القانوني وتوفير حماية لا نهائية تحت ستار المساعدات الاقتصادية حتي يملكوا القدرة بلا حدود للتخريب والاختراق وفرض الوصفة المجنونة للشرق الأوسط الكبير وللشرق الأوسط الصغير الذي يصطدم بصخرة الإرادة الوطنية المصرية وثوابتها التي لا تقبل الفصال والمساومة باعتبارها إلتزاما للدولة المصرية يرتبط بدورها ووجودها ورسالتها ولا ينفصل عن قوتها وأمنها وفعاليتها وهي ثوابت وطنية وقومية ودولية لا تقبل بالتنازل ولا تسمح بالتعدي علي جوهرها مهما ارتبط بالحواشي من أحاديث وأقوال ومهما تعرضت الضواحي البعيدة للشد والجذب واندفع التكتيك إلي حبال المرونة والصبر‏.‏
والجديد في مشروطيات الكونجرس الأمريكي الذي يحتم النقاش والجدل لا يرتبط فقط لا غير بالمساعدات الاقتصادية لمصر ولكنه بما هو أخطر وأهم المرتبط بمشروطيات كامب ديفيد التي قدمت بناء عليها المساعدات للصديق الإسرائيلي وللصديق المصري بما يخدم السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط‏,‏ وبعيدا عن اختلاف المفاهيم الأمريكية الإسرائيلية للسلام الشامل والعادل عن المفاهيم المصرية والعربية والفلسطينية والفجوة الكبيرة بين الفهمين وصولا إلي الحدود الأخيرة للمفهوم والذي أصبح معها يبدو وكأنه الإسراع بتمكين الكيان الصهيوني من اقامة الدولة اليهودية علي كامل الأرض الفلسطينية المحتلة أو علي الأقل غالبيتها العظمي‏,‏ ويؤدي ذلك التناقض في الفهم والمفاهيم وتطوراته ومستجداته الحادة إلي ما يشبه التعديل الجذري في مختلف المشروطيات علي أرض الواقع ومن بينها بالطبع المشروطيات الاقتصادية
وهو ما أدي إلي انخفاض المساعدات الاقتصادية لأقل من النصف في الوقت الراهن في الوقت الذي تتصاعد فيه المساعدات الاقتصادية للكيان الصهيوني بصور وأشكال مختلفة دفعت القيمة الاجمالية لها إلي مبلغ بالغ الضخامة يقدر بنحو أكثر من‏160‏ مليار دولار للمساعدات الرسمية فقط لا غير‏.‏
]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-13, 14:11

وتتأكد الاختلالات الفاضحة التي لحقت بمشروطيات كامب ديفيد من المقارنة السريعة بين المشروطيات المستفزة التي تضاف عاما بعد عام للمساعدات المقدمة لمصر والتيسيرات في المقابل التي يمنحها الكونجرس الأمريكي للمساعدات المقدمة للكيان الصهيوني والوصول إلي مرحلة الإلغاء الكامل للمشروطية بالنسبة للمساعدات المقدمة مع صدور قرار من الكونجرس بقصر الحق الكامل في الإشراف علي انفاق المساعدات وتوجيهها وتخصيصها والرقابة عليها للحكومة الإسرائيلية فقط لا غير وحرمان الإدارة الأمريكية من أي حق يتصل بالإشراف أو الرقابة أو التخصيص لهذه المساعدات ويثبت ذلك الخلل الفادح والصريح لمشروطيات كامب ديفيد بل والصدام والتصادم معها إلي حدود إلغاء هذه المشروطيات وهو ما يستوجب النقاش والحوار والجدل وصولا إلي المواجهة التي تضع النقاط فوق الحروف‏.‏
بعيدا عن أحاديث العلاقات الوثيقة والحميمة بين كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية وتسيبي ليفني وزيرة خارجية الكيان الصهيوني والتي هي محل جدل في الاعلام الإسرائيلي والأمريكي والغربي فإن تجاوز وزيرة خارجية الكيان الصهيوني كل الخطوط الحمراء في حديثها عن مصر لا يمكن أن يمر مرور الكرام‏,‏ كما أن الافتعال الساذج لقضية تهريب الأسلحة عبر الحدود المصرية ووثائق الدعاية السوداء حولها يحتم اعادة ترتيب الأوراق من أولها إلي آخرها بأصولها وتفريعاتها بما يحفظ لمصر مكانتها وقدرها ويتيح الفرصة العاجلة لوضع المزيد من النقاط فوق الحروف في مسار السلام البارد مع الكيان الصهيوني‏.‏

ولا بديل عن التأكيد الصارم برفض مشروطيات الكونجرس الأمريكي للمساعدات الاقتصادية لمصر بإعتبارها بقايا كاذبة علي مائدة اللئام أصبحت لا تستحق الجدل حولها‏,‏ وبالتالي اعتبار تشريع الكونجرس بيانا من جانب واحد يجب أن يستمتع ويتلذذ مصدروه من حلفاء وأعوان اللوبي الصهيوني ببله وشرب منقوعه الصافي علي الريق وأن يقتصر الحوار المصري علي فتح ملف ضرورات الالتزام بمشروطيات كامب ديفيد حتي تستعيد العلاقات المصرية ـ الأمريكية الصحة والعافية وتتجنب مزالق الهاوية التي صنعتها أمريكا بوقف تمويل السد العالي الذي قام بنيانه وعلا بالرغم من كل المشروطيات الأمريكية والغربية القائمة علي منطق الاستعمار والغوغائية في العلاقات الدولية؟‏!‏

تساءل العالم أجمع‏,‏ ما الذي حدث للدولار‏,‏

العملة التي سيطرت علي اقتصادات العالم لأكثر من مائة عام بلا منافس حقيقي‏,‏ لم يهتز خلالها يوما عن عرشه‏,‏ وظل علي امتداد قرن كامل العملة الأساسية التي يتداولها الجميع‏,‏ ومعيار الحساب الثابت للتجارة الدولية‏,‏ والمكون الرئيسي لمعظم احتياطيات الدول المتقدمة والنامية علي حد سواء‏,‏ ومخزن القيمة بالنسبة لأفراد وشعوب كثيرة اختارته وعاء لمدخراتها لاستقراره وثبات مركزه الذي كان يتفوق في معظم الأحيان علي الذهب؟‏!,‏ كما كان مصدر فخار للأمريكيين خارج بلادهم جعلتهم أفضل السائحين في العالم وأكثرهم إنفاقا علي امتداد عقود طويلة قياسا علي قدرته الشرائية العالية بالنسبة للعملات الأخري‏.‏
.
ولماذا تدهورت أحوال الدولار الي الحد الذي جعله يفقد‏40‏ في المائة من قيمته أمام اليورو الأوروبي خلال سنوات حكم الرئيس بوش؟‏!‏ وجعلت دولا كثيرة تعيد التفكير في وضعه كمكون أساسي في احتياطياتها‏..‏؟‏!‏ ولم يعد في وسعه أن يصمد لإشاعة أو خبر مجهل‏,‏ يدفع أصحاب المدخرات الدولارية الي المسارعة بالتخلص منه في موجات بيع عصبية خوفا من أن يكون زمان الدولار قد راح وانتهي ولم يعد في وسعه أن يستعيد عرشه مرة أخري؟‏!‏
.
وأخيرا‏,‏ هل لايزال المصريون علي غرامهم القديم بالأخضر الذي غزا كل قرية في مصر‏,‏ وأصبح موضع اهتمام عوام الناس في الريف والبنادر؟‏!‏ لفيض من الدولارات يزيد علي‏5‏ مليارات يأتي من ذويهم العاملين في الخارج‏,‏ أم أن ما حدث خلال الأسبوع الماضي‏,‏ عندما تعرضت السوق لعرض مفاجئ وصل الي حدود مليار دولار‏,‏ زاد عن حجم الطلب كثيرا بسبب تصريح صحفي غير موفق لمسئول مالي كبير تنبأ علي غير مقتضيات وظيفته بهبوط عاجل لسعر الدولار إزاء الجنيه يمكن أن يصل الي حدود‏30‏ قرشا خلال أيام قد أنهي علاقة الغرام القديم بالدولار ودفع المصريين الي التخلص منه بصورة مفاجئة‏,‏ الأمر الذي هدد بعودة المضاربين مرة أخري الي سوق النقد‏,‏ لولا يقظة البنك المركزي المصري الذي تدخل مشتريا لهذا الفائض الضخم من الدولارات علي حجم الطلب كي يقطع الطريق علي عودة المضاربين ويعيد الي السوق النقدية اتزانها؟‏!‏
.
والأمر المؤكد أن معظم الاقتصاديين في العالم يعتقدون أن هبوط الدولار المتواصل علي امتداد سبعة أعوام سابقة‏,‏ يشكل نقطة تحول في الاقتصادات العالمية‏,‏ يصعب معها عودة الدولار مرة أخري الي عرشه القديم‏,‏ حتي لو تمكنت الإدارة الأمريكية الجديدة بعد انتخابات الرئاسة مع بداية عام‏2008,‏ من إصلاح الخلل الجسيم الذي أصاب هيكل الاقتصاد الأمريكي فترة حكم الرئيس بوش‏,‏ لأن المشكلة في جوهرها تعود الي التغيير الضخم الذي حدث في اقتصادات العالم نتيجة نمو قدرات اقتصادية عالمية ضخمة قادرة علي المنافسة‏,‏ قلصت من سطوة الاقتصاد الأمريكي علي السوق العالمية‏,‏ وأوجدت منافسين أقوياء جددا يزاحمون هيمنة الدولار ومكانته‏,‏ بسبب زيادة قوة اقتصاد الاتحاد الأوروبي‏,‏ الذي أنجز سوقا أوروبية واحدة تكاد تكون الآن هي أكبر سوق في العالم‏,‏ تنافس في اتساعها وقدرتها السوق الأمريكية‏,‏
.
ونتيجة النمو المتصاعد للاقتصاد الصيني الذي يحقق الآن علي امتداد زمن يزيد علي‏11‏ عاما معدلات نمو جاوزت‏11‏ في المائة ويتمتع بقدرة هائلة علي خفض التكلفة الانتاجية واغراق الأسواق العالمية وبينها السوق الأمريكية بسلع عديدة يصعب منافستها‏,‏ اضافة الي نهوض الاقتصاد الهندي الذي تتسارع معدلات نموه علي نحو منتظم وبروز روسيا مرة أخري كقوة اقتصادية متصاعدة‏.‏
.
صحيح أن سياسات بوش بددت علي امتداد السنوات السبع الماضية الفائض الضخم في الموازنة الذي تركته إدارة الرئيس كلينتون نتيجة نمو الاقتصاد الأمريكي سنوات الحكم الديمقراطي بمعدلات تراوحت ما بين‏3‏ و‏5‏ في المائة دون نسبة تضخم تذكر‏,‏ وحولت هذا الفائض الي عجز جاوزت نسبته الآن‏5‏ في المائة من الناتج الإجمالي بسبب مغامرة الغزو العراقي وخروجها عن توقعات الإدارة الأمريكية التي كانت تتصور أن انتظام عائدات النفط العراقي سوف يقدر علي تحمل أعباء تكاليف عملية الغزو‏,‏ لكن مازاد من تعقيدات أزمة الاقتصاد الأمريكي العجز المتزايد أيضا في الحساب الجاري نتيجة زيادة حجم الواردات الأمريكية عن الصادرات الذي وصل هو الآخر الي حدود خمسة في المائة من الناتج المحلي‏,‏ وفضلا عن تضافر هذين العجزين في الضغط علي الدولار الأمريكي‏,‏ جاء الانهيار المفاجئ في سوق العقارات نتيجة التوسع في قروض غير مضمونة أدي الي خسائر مهولة في عدد كبير من البنوك الأمريكية‏,‏ ليزيد من الضغوط التي يتعرض لها الدولار بسبب وجود منافسين أقوياء يقللون من هيمنة الاقتصاد الأمريكي علي السوق العالمية‏.‏
.
وبسبب الوضع المتردي للدولار وصعوبة عودته الي مكانته القديمة‏,‏ تسارع الآن دول عديدة‏,‏ تحتفظ بنسب ضخمة من احتياطياتها النقدية في صورة ودائع وسندات علي الخزانة الأمريكية الي تنويع سلة عملاتها بما لا يجعلها رهينة لعدم استقرار سعر الدولار‏,‏ بينها مصر التي حققت أخيرا وفي هدوء توازنا في احتياطياتها النقدية‏32‏ مليار دولار قلل حجم نسبة الدولار من هذه الاحتياطيات من حدود‏90‏ في المائة الي‏50‏ في المائة‏,‏ بما يوازي حجم التجارة الأمريكية مع مصر قياسا علي حجم تجارتها مع العالم‏,‏ وحجم الدين وخدمات القروض الواجبة السداد بالدولار‏,‏ وكذلك فعلت الكويت وان يكن بنسبة أقل قياسا الي حجم احتياطياتها النقدية الضخمة بالدولار‏,‏ وثمة تفكير في أن ينحو عدد من دول الخليج هذا المنحي برغم الضغوطات الشديدة التي تمارسها إدارة بوش‏,‏ لكن أكثر ما يقلق واشنطن أن تلجأ دول كبيرة مثل الصين التي تملك احتياطيات نقدية دولارية تتجاوز مليارا و‏300‏ مليون دولار الي تنويع سلتها من العملة الصعبة‏,‏ أو أن تضطر اليابان التي يصل حجم احتياطياتها الدولارية الي ما يقرب من مليار دولار الي أن تفعل ذلك‏,‏ الأمر الذي يمكن أن يزيد من خفض الدولار في الأسواق العالمية‏,‏
خصوصا مع الضعف المتزايد لقدرة السياسة الأمريكية علي فرض حلول علي هذه الدول لا تتوازن فيها المصالح الأمريكية مع مصالح هذه الدول بسبب امتلاك هذه الدول أدوات ضغط في المقابل‏,‏ تقلل من حرية واشنطن في اتخاذ القرارات التي تريد أن تفرضها‏.‏
.
وتعطي مسيرة التفاوض المتعثرة بين الصين التي تحتفظ بحجم فائض ضخم في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة لصالحها‏,‏ يتجاوز‏300‏ مليار دولار سنويا مثالا صحيحا علي تعادل قوي الضغط للجانبين‏,‏ فالولايات المتحدة تصر علي أن ترفع الصين حجم قيمة عملاتها بنسبة‏50‏ في المائة كي تزيد من قدرة الانتاج الأمريكي علي منافسة بضائع الصين داخل الأسواق الأمريكية‏,‏ لكن الصين لا ترضي بأكثر من زيادة لا يتجاوز حدها الأقصي‏10‏ في المائة‏,‏ يساندها في موقفها التفاوضي قدرتها علي تحويل نسبة أكبر من احتياطياتها النقدية من الدولار الي عملات أخري بما يضعف من قيمة الدولار كثيرا في الأسواق النقدية إن رغبت في ذلك‏.‏
.
وقد تمكنت الصين بإصرارها علي عدم رفع سعر عملتها من ركوب موجة انخفاض سعر الدولار‏,‏ وتحقيق ازدهار ضخم في حجم مبيعاتها في الأسواق الخارجية التي ترتبط عملتها الوطنية بالدولار‏.‏
.
غير أن أثر خفض الدولار لم يكن كله سيئا‏,‏ فقد تحققت بعض الفوائد للاقتصاد الأمريكي نتيجة الخفض الذي أدي الي زيادة تنافسية منتجاتها من الطائرات وأجهزة الكمبيوتر وبعض المعدات الالكترونية‏,‏ التي أصبحت بانخفاض قيمة الدولار قابلة للمنافسة في السوق الأوروبية والعالمية‏,‏ كما شرع عدد من الشركات الأوروبية الضخمة مثل إيرباص ورولز رايس الي نقل جزء من نشاطها الانتاجي الي الولايات المتحدة‏,‏ وزيادة حجم المكونات والمواد الوسيطة الأمريكية الصنع في صناعاتها‏,‏ كي تزيد من قدرتها علي منافسة بوينج‏,‏ خصوصا أن إيرباص تقدر أن كل زيادة في سعر اليورو مقابل الدولار مقدارها‏10‏ سنتات سوف تؤدي الي خسارة لإيرباص مقدارها بليون دولار‏,‏ لكن التأثير الأكثر سلبية وقع في منطقة الخليج‏,‏ حيث تعرضت العمالة الآسيوية التي تقبض بالدولار الذي ضعفت قدرته الشرائية الي انهيار في قدرة دخولها الشرائية أكل معظم آمالها في تحقيق أية مدخرات حقيقية في عملها بالمهجر‏,‏ كما تشكو أوروبا من الأثر السلبي لانخفاض الدولار علي صادراتها الصناعية الي الولايات المتحدة‏,‏ خصوصا سلع الرفاهية والسيارات الغالية التي سوف يزيد أسعارها نتيجة انخفاض قيمة الدولار‏.‏
.
وخلاصة القول إنه ما من دولة في العالم أجمع إلا وسوف تتعرض بصورة ما‏,‏ سواء علي نحو سلبي أو علي نحو إيجابي في الأغلب بنزول الدولار عن عرشه‏,‏ لكن التأثير الأكثر حسما‏,‏ ان خفض قيمة الدولار واستحالة عودته الي وضعه السابق‏,‏ كما ساعد علي ايجاد قوي اقتصادية جديدة تحد من منافسة الهيمنة الاقتصادية الأمريكية علي السوق العالمية‏,‏ سوف يعجل ببزوغ عالم جديد متعدد الأقطاب‏,‏ يحد من هيمنة القرار الأمريكي السياسي علي العالم‏,‏ ويجعله أكثر ديمقراطية‏,‏ وربما نجد تطبيق ذلك في تزايد الدور الأوروبي في أزمة الشرق الأوسط علي امتداد الحقبة القليلة المقبلة‏,‏ لأنه لم يعد من المعقول أن يكون كل دور الأوروبيين أن يسهموا في أعباء التكلفة الاقتصادية لمشكلات المنطقة دون أن يوازي ذلك دور سياسي متزايد يتوازن مع أعباء التكلفة الاقتصادية خصوصا مع ارتباط الأمن الأوروبي بأمن الشرق الأوسط‏.‏
.
وفي مصر لا يتوقع خبراء البنك المركزي تغييرا يذكر باستثناء موجة الصرع القصيرة التي حدثت الأسبوع الماضي نتيجة تصريح يتنصل منه وزير المالية بتوقع انخفاض كبير في سعر الدولار‏,‏ أدي الي طرح كميات كبيرة من الدولارات في السوق تفوق حاجة الطلب‏,‏ لكن تدخل المركزي أدي مرة أخري الي استقرار نسبة مدخرات المصريين من الدولارات الي مدخراتهم من العملة الوطنية‏,‏ التي تتراوح عادة ما بين‏20‏ و‏22‏ في المائة من حجم هذه المدخرات‏,‏ تهبط أو تصعد بمعدلات جد محدودة إلي أن يقع خطأ جسيم مثل الخطأ الذي وقع فيه وزير المالية برغم اعترافي بشطارته‏,‏ لكن الشطارة أكثر من اللازم توقع صاحبها في مزالق صعبة خصوصا اذا صاحبها بعض الغرور المتزايد‏.‏

لندن ‏:‏

أشادت مؤسسة بريطانية مرموقة بالتقدم الاقتصادي والسياسي الذي حققته مصر خلال عام‏2007,‏ وأكدت أن أهمية مصر السياسية والاستراتيجية ستتصاعد خلال العام الجديد‏.‏ وقالت مجموعة أوانا وقحفورد بيزنيس جروب في تقريرها السنوي حول مصر‏,‏ أن الحكومة المصرية نجحت بفضل دعم الرئيس مبارك لها‏.‏
وأشار التقرير ـ الذي جاء بعنوان مصر الصاعدة‏2008‏ ـ إلي أن المجموعة الاقتصادية في حكومة الدكتور أحمد نظيف‏,‏ حققت خلال فترة قياسية إنجازات اقتصادية لم يكن لأي دولة بالمنطقة أن تحققها‏,‏ في ظل الزيادة السكانية الكبيرة في مصر‏.‏ وقال إن هذه الاستراتيجية لا يمكن إلا أن تحظي بالإعجاب‏.‏
أما بالنسبة للسياسة الخارجية‏,‏ فقد وصف التقرير مصر بأنها أحد حصون الاستقرار في منطقة تعج بالصراعات والأزمات‏.‏ وأعرب واضعو التقرير عن اعتقادهم بأنه لا يمكن التعامل مع هذه الأزمات دون طلب تدخل مصر بوزنها أو وساطتها‏.‏
وأشار التقرير إلي أنه خلال عام‏2007,‏ تطلعت القوي الإقليمية والعالمية إلي مصر للمساعدة في عدد من القضايا‏,‏ مثل الأزمة العراقية وبرنامج إيران النووي‏,‏ وإحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين‏,‏ وإدارة ما وصفه التقرير بأزمات لبنان المتعددة‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العفريتة
مشرفة
مشرفة
العفريتة


عدد الرسائل : 970
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 21/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-13, 16:28

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووور
تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-13, 21:48

شكرا لمرورك العطر يا عفريتة
نورتي الموضوع
تحياتي الك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saraaa
عضو متألق
عضو متألق
saraaa


عدد الرسائل : 1866
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 30/04/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-13, 21:49

مشكورة كتير الك على هالموضوع الشامل
انحولت وانا بقرأ

يعطيك العافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-14, 22:47

شكرا على مرورك يا سارة
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-14, 23:26

الدرس المصري‏..‏ والفشل الإسرائيلي

انطلاقا من مسئولياتها القومية‏,‏ ودورها الريادي في المنطقة العربية‏,‏ وارتباطها التاريخي بالقضية الفلسطينية‏,‏ رفضت مصر كل الضغوط الإسرائيلية‏,‏ وفتحت معبر رفح البري من جانبها ليعود حجاج غزة إلي منازلهم آمنين مطمئنين‏,‏ بعد أن أوضح الرئيس حسني مبارك في حديثه إلي صحيفة يديعوت أحرونوت منذ أيام أن مصر دولة إسلامية كبري لا تستطيع منع الحجاج من أداء فريضة إسلامية‏,‏ وأن ما تدعيه إسرائيل عن استغلال بعض هؤلاء رحلة الحج في تدريبات عسكرية وأمور أخري‏,‏ غير صحيح‏,‏ وفقا لكل المعلومات الموجودة لدي مصر‏.‏

وقد أثار الموقف المصري الشجاع حفيظة الإسرائيليين‏,‏ لدرجة أن الكاتب الإسرائيلي جلعاد عاموس انتقد في مقال له أمس ـ بالصحيفة نفسها التي تحدث إليها الرئيس مبارك ـ موقف المسئولين الإسرائيليين الذين فشلوا في إثناء مصر عن موقفها‏,‏ وقال‏:‏ إن أحد كبار الجنرالات بوزارة الدفاع الإسرائيلية زار القاهرة منذ ثلاثة أسابيع‏,‏ وحذر المسئولين المصريين من أن بين حجاج غزة من سماهم إرهابيين من حماس‏,‏ تلقوا تدريبات في إيران‏,‏ وينوون تهريب كميات ضخمة من الأموال إلي قطاع غزة‏,‏ من خلال معبر رفح‏,‏ لكن ما سمعه المصريون بأذن‏,‏ خرج من الأذن الأخري دون جدوي‏.‏

وقال الكاتب الإسرائيلي إنه يجب التمييز بين ما يشعر به قادة إسرائيل‏,‏ وبين ما يجب أن يفعلوه‏,‏ فقادة إسرائيل تملكهم الخوف من تأثير مبارك‏,‏ الذي كان له عليهم مفعول السحر‏,‏ ووزير الخارجية هاجم نظيرته الإسرائيلية‏..‏ وآثر القادة الإسرائيليون الصمت‏.‏ وأضاف عاموس أن الصمت لزم أيضا ليبرمان وزير التهديدات الاستراتيجية‏,‏ وآفي ديختر رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشاباك‏,‏ اللذين كانا من أشد منتقدي الدور المصري علي الحدود مع غزة‏.‏

واعترف الكاتب الإسرائيلي بأن المفاجأة المصرية صدمت إيهود أولمرت رئيس الوزراء ووزير دفاعه باراك‏,‏ ووزيرة خارجيته ليفني‏,‏ واتهم مصر بتجاهل كل التفاهمات التي تم التوصل إليها مع إسرائيل غداة فك الارتباط‏,‏ وفيما يتعلق بمسئوليتها عن حدودها مع قطاع غزة‏.‏


لكن ما لم يذكره الكاتب الإسرائيلي في مقاله‏,‏ أن مصر لم تتوقف يوما عن ممارسة دورها القومي العربي وبقوة‏,‏ وأن مصالح الشعب الفلسطيني كانت دائما هي البوصلة التي تحدد مسار الجهود المصرية في قضية العرب الأولي‏,‏ وأن تحقيق هذه المصالح كان دافعا أساسيا في الدور الريادي لمصر في التوجه نحو إقرار السلام العادل والشامل في المنطقة‏,‏ وفتح آفاق جديدة لتسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي‏,‏ منذ زيارة الرئيس الراحل أنور السادات إلي القدس عام‏1977.‏

ورغم التزام مصر المعهود بكل الاتفاقيات والتفاهمات التي توقع عليها‏,‏ فإنها تمتلك حرية القرار الذي يتواءم مع المتغيرات السياسية والمصالح العليا للشعب المصري‏,‏ التي لا تنفصل عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني‏,‏ ولدور مصر القومي في محيطها العربي‏.‏

لقد حاولت إسرائيل ممارسة ضغوطها علي مصر بأشكال متعددة‏,‏ لكنها لم تستوعب الدرس حتي الآن‏,‏ فقد نشط اللوبي التابع لها في الكونجرس للتلاعب في المساعدات الأمريكية لمصر‏,‏ وكان رد مصر واضحا وقويا‏:‏ إننا لا نقبل المساعدات المشروطة أو الإملاءات الخارجية‏,‏ والشعب المصري يأكل العيش بالملح ولا يتنازل عن كرامته‏.‏

وحاولت إسرائيل الضغط علي مصر لإثنائها عن مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني أحيانا‏,‏ أو محاولة بث بذور الفرقة بين المصريين والفلسطينيين أحيانا أخري‏,‏ وفي كل الأحوال كان الفشل هو ما تحصده إسرائيل‏,‏

فمصر ستظل دائما وفية لأمتها العربية‏,
‏ ومنتصرة
للقضية الفلسطينية‏,‏
وحاملة لمشعل السلام العادل والشامل‏,‏ لن تثنيها أي ضغوط‏,‏ ولا تستجيب لأي إملاءات‏,‏ ولا تتوقف أمام المزاعم الإسرائيلية المختلفة‏,‏ ولا تبتغي القيادة السياسية المصرية هدفا لأي قرار تتخذه سوي المصالح العليا للشعب المصري وأشقائه العرب‏..‏
هذه هي مصر‏..‏
وهذا هو الرئيس حسني مبارك‏.


إلي العقلاء في هذا الوطن‏..‏

*‏ لا أحتكر العقل والحكمة ولا أدعي ذلك‏,‏ ولكني أملك عقلا أفكر به وأغربل ما اسمعه أو أقرؤه أو أراه‏,‏ وأدعو مخلصا الي تشغيل المخ بعد أن ضعف البصر وشاخت البصيرة وتحول البعض ـ في غفلة من الزمن ـ الي قضاة وزعماء صغار‏.‏

*‏ صار التنافس الضاري بين الصحف الخاصة وصحف المعارضة‏,‏ أيهما يشتم أكثر‏,‏ وأيهما يبخ السم أكثر‏..‏ ويتلقف بسطاء هذا الوطن كلام الجرايد هذه‏,‏ و‏..‏ يكتئبون‏,‏ اذ إن الاخفاق الكامل والسواد المطلق هو طاقة سلبية تخنق روح الحماس وتشيع الفتور والخذلان‏.‏

*‏ ومخطئ من يتصور أن‏(‏ تنبؤات‏)‏ الجهابذة بالثورة الشعبية وتحرك الشارع وغياب السلطة‏..‏ هو القادم‏,‏ فهناك ملايين العقلاء في هذا الوطن يكشفون هذه الألاعيب‏(‏ الفلكية‏)‏ ولو جاءت حكومة من المريخ فلن تسلم من الضرب تحت الحزام‏,‏ ولو جاءت حكومة من الملائكة‏(‏ مفيش بعد كده‏)‏ فسوف يشككون في شفافيتها‏,‏ هنا‏,‏ الصحافة طاقة‏(‏ هدمية‏).‏

*‏ ولا أعتقد أننا نعيش في‏(‏ المدينة الفاضلة‏)‏ ولكل مجتمع مشكلاته وجروحه حتي أعظم الديمقراطيات‏,‏ لكن عقلاء هذه الدول يعملون أكثر مما يتكلمون‏,‏ فالفعل عندهم يسبق القول‏,‏ أما نحن فلا نفكر في رتق الثقوب أو علاج أمراضنا بل نذهب للضرر ونعانقه‏,‏ ثم نشكو ونبكي‏(‏ لاحظوا الاصابات البشرية من انفلونزا الطيور‏,‏ لاحظوا تصاعد أرقام الغرقي لشباب مصري عند السواحل الأوروبية‏,‏ لاحظوا الاقبال العجيب علي ريان‏2007).‏

*‏ العقلاء في هذا الوطن يدركون أن انهيار عمارة لوران بالاسكندرية ليس مرجعه تقاعس الحي أو فساد محليات بقدر ما هو سوء تقدير من السكان‏,‏ لدينا ـ أحيانا ـ شئ من التناحة أو قل البلادة‏,‏ لم يصدق السكان أن العمارة آيلة للسقوط‏,‏ تصوروا رشوة المهندس من المالك لاخلاء السكان وهدم العمارة واعادة البناء لتكون شققا للتمليك بالشئ الفلاني‏,‏ وفي أغلب الأحيان يسود المفهوم ويعاند السكان حتي تسقط العمارة فوق رءوسهم وتتحول الي مادة شهية للصحف والشاشات ومراجعة كل اللي فات من اخطارات الازالة‏,‏ هناك اخطاء وسلوكيات يرتكبها بعض الناس عن عناد أو جهل‏,‏ لاحظوا الدماء النازفة علي الطرق بسبب السرعات الجنونية فهي أخطاء بشرية لا دخل فيها للدولة ومع ذلك تهاجم الصحف والشاشات أجهزة الدولة علي كل حادث والحوادث علي الطرق أمر طبيعي وهي مسئولية أفراد طائشين‏.‏

*‏ في مصر عقول وفلوس‏,‏ وينقصنا ذلك‏(‏ المايسترو‏)‏ أو قل ذلك‏(‏ المنسق‏)‏ أو ذلك‏(‏ الهدف القومي‏),‏ نحن ـ رغم هذه الثروة من العقول ـ نتقن فن اللامبالاة في هدر الوقت ونهاجم بعضنا علي المدونات ويسيئنا نجاح الآخرين لأن أعداء النجاح من أنشطة الأحزاب باستئناء الأحزاب الكروية‏.‏

*‏ يوم كان يلعب الفريق القومي انصهرت جموع الملايين في بوتقة رجل واحد قلبه علي الفوز وعينه علي الانتصار‏,‏ ذابت كل الخلافات من أجل هدف يعطي للوطن العزة‏,‏ ويوم أحداث الأمن المركزي‏,‏ أضرب النشالون عن ممارسة النشل‏(!)‏ يوم تنحي عبدالناصر خرجت الجماهير تطالبه بالبقاء‏,‏ هذه‏(‏ أحداث‏)‏ تثبت معدن أصالة هذا الشعب‏,‏

ذلك أن العيوب التي تطرأ فوق جلد المجتمع بين الحين والحين لا تنفي بطولات صامتة في حياة هذا الوطن لا تبحث عن ضوء‏,‏ هل تنمي الصحف اياها هذه المشاعر والقيم؟ أبدا‏.‏

*‏ العقلاء في هذا الوطن يستنكرون الاعتصامات المتكررة كوسيلة لتحقيق مكاسب‏,‏ صحيح أن التظاهر والاعتصام وسائل تعبير ولكن أخطر هذه الاعتصامات ما كان حكومة ضد الحكومة‏(!)‏ وهي مأموريات الضرائب العقارية حين افترشوا الأرض أمام مجلس الوزراء‏,‏ وتحقيق هدف الضرائب العقارية يغري طوائف أخري بالسير في نفس النهج‏,‏ وإعادة صياغة هيكل الأجور هو‏..‏ الحل‏.‏

*‏ لا أحد يبيت جائعا في هذا الوطن‏,‏ هذه حقيقة لمن يبثون فكرة ثورة الجياع‏,‏ ولكن هناك من يأكل رغيفا بالمش وآخر يأكل ساندويتش كافيار‏,‏ ولسنا بلدا اشتراكيا لنلعب علي هذا الوتر‏,‏ وربما أضافت حكومة رجال الأعمال الي رجال الأعمال مالا وفيرا‏,‏ والناس يسمعون ويقرأون ويحقدون‏.‏

*‏ في أفقر مجتمعات هذا الوطن‏(‏ العشوائيات‏)‏ تلعلع أطباق الدش‏,‏ ويذهب الأولاد الي الدروس الخصوصية وتقدم النساء ألوف الألوف من الجنيهات لتوظيف فلوسهن في غياب بنوك خفضت الفايدة‏,‏ ان سقف الطموحات يعلو يوما بعد يوم والموبايل في الأيادي أهم من اللقمة‏,‏ والدش أهم من الانا وقحوة أو علاج أمراض مزمنة‏,‏ من هنا ـ وبعد أن التهم الموبايل والدش قدرا من الدخل‏,‏ صار العواء من الغلاء‏,‏ وليس معني هذا أن تعود البيضة بمليم ولكنه تشتيت الدخول أرهق فئة كبيرة من المجتمع تمثل‏80%‏ منه‏.‏

*‏ عندما تستولي شركات التوظيف الوهمية علي مليار وانا وقحور من المواطنين‏,‏ فماذا يعني هذا؟ يعني العلاقة بين طماع ونصاب‏,‏ وعندما تمتلئ جيوب مافيا التسفير والموت غرقا‏..‏ بالملايين‏,‏ فما معني ذلك معناه جهل مضروب في عشرة‏,‏ هل سكت اعلام مصر عن التوعية؟ أدي دوره‏.‏

الوطن يئن من فرط الوخز‏,‏ فانتصروا لكبريائه ياعقلاءه وحافظوا عليه وإلا كان الندم‏..‏ وخيما‏..‏‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-14, 23:29

ماذا لو امتلكت إيران قنبلة نووية؟
ماذا سيحدث علي صعيد الأمن القومي العربي إذا امتلكت إيران سلاحا نوويا؟‏.‏

التحليل الساذج للأمور ـ ونجده في كثير من الكتابات الصحفية ـ يقول إن إيران دولة جارة وتربطها علاقات طيبة مع العرب‏,‏ وإن امتلاكها سلاحا نوويا هو دعم للدول العربية في مواجهة إسرائيل‏.‏ هذا المنطق مغلوط ويخالف أبسط مبادئ العلاقات الدولية ولا يتماشي مع حقائق التاريخ التي تؤكد أن خط الحدود بين إيران والعرب منذ الإمبراطورية الفارسية حتي الآن كان دائما خط توتر ومصادمات وقليل من التعاون المشترك‏.‏
امتلاك إيران سلاحا نوويا يعني حدوث خلل جوهري في ميزان القوي بمنطقة الخليج وظهور قوة إقليمية عظمي ستكون لها اليد الطولي دون منازع بما يؤثر سلبيا علي مصالح الدول العربية الخليجية ودور مصر الإقليمي باعتبارها الدولة الرئيسية في المنطقة‏.‏
وإيران كما تبدو لنا مصممة علي المضي قدما في برنامجها لتخصيب اليورانيوم محليا وهذا قد يؤهلها لإنتاج أسلحة نووية فيما بعد‏,‏ وبعيدا عن التصريحات التي تؤكد سلمية البرنامج فإن امتلاك طهران تكنولوجيا السلاح النووي دون إنتاجه سيكون أمرا غريبا في عالم مليء بالتحديات ولايعترف إلا بالقوة‏.‏ وبالتالي فالحل الوحيد المتاح أمام الدول العربية للحفاظ علي مصالحها‏,‏ بعيدا عن المواجهات الحالية بين إيران والولايات المتحدة‏,‏ هو الاستعداد لاحتمال حصول طهران علي السلاح النووي مستقبلا‏,‏ بدعم التعاون العسكري العربي والسعي بكل الوسائل الممكنة لامتلاك الردع الذي يحفظ التوازن‏.‏
والحديث عن الردع والتوازن لا يعني العداء والحرب فالعلاقات بين الدول تشبه أحيانا سلوكيات الأحزاب السياسية المتنافسة داخل الدولة الواحدة وكذلك الشركات الكبري والفرق الرياضية‏..‏ منافسة شديدة ومحاولات لتحقيق مكاسب علي حساب الطرف الآخر‏,‏ وتحجيم قدراته والحد من تطلعاته دون أن يصل الأمر حتما لمرحلة المواجهة الشاملة والقضاء التام علي الآخر‏.‏ هذا هو شأننا كعرب مع إيران‏.‏ تربطنا وشائج دينية وجوار جغرافي لا فكاك منه ولكن هذا لا يعني أن مصالحنا متطابقة بل علي العانا وقح هناك تعارض كبير في المصالح ينطلق أساسا من اهتمام إيراني خاص بمنطقة الخليج العربي‏.‏

والخبراء في السياسة الإيرانية يعلمون أن نمو الدور الإقليمي لإيران ضرورة حيوية لحفظ الاستقرار الداخلي للدولة سواء كان هذا الدور في الخليج أو آسيا الوسطي‏,‏ وإلا فإن البديل‏,‏ في حال الانكفاء علي الذات‏,‏ هو تفكك داخلي وعدم استقرار‏,‏ وهناك دلائل تاريخية كثيرة تؤكد ذلك‏.‏ وبالتالي فمن المنطقي أن يتبع امتلاك إيران السلاح النووي محاولات لتدعيم دورها الإقليمي في الخليج حفاظا علي مصالحها الحيوية‏.‏ وهو أمر يجب أن نشعر معه بعدم ارتياح‏.‏

قد يظن البعض أننا ندعو لإثارة الفتنة بين دول إسلامية وهذا غير صحيح‏,‏ ولكننا نعتقد أن الخلافات بين الكيانات بسبب تعارض مصالحها سنة كونية وناموس إلهي يري في دفع الناس بعضهم ببعض ضرورة لمنع الفساد في الأرض‏.‏ وإذا كنا حريصين علي علاقات المودة بين الدول الإسلامية وهو هدف سام نسعي إليه جميعا‏,‏ فيجب أن يتم ذلك وفقا لقواعد العلاقات السياسية الدولية التي تؤكد أن توازن القوي هو الذي يمنع جور طرف علي الآخر‏,‏ وليس النيات الحسنة والمشاعر الطيبة‏.‏

مرة أخري‏,‏ هذه ليست دعوة لاستعداء إيران‏,‏ أو أي دولة أخري‏,‏ فمن حق إيران وجميع دول العالم أن تبحث عن أدوار إقليمية ودولية تتفق ومصالحها‏,‏ لكنها دعوة لبناء القدرات العربية لمواجهة مخاطر متوقعة قبل فوات الأوان‏.‏

من المهم للعرب أن تستند علاقاتهم بجميع الدول إلي مبادئ حسن الجوار والتعاون بين أنداد لما فيه صالح الجميع‏,‏ والطريق الوحيد لنجاح هذه الصيغة هو الحفاظ علي توازن القوي‏.‏


الدور الاقليمي لمصر وثوابته الأساسية

لا يزال الدور الاقليمي لمصر موضع خلاف بين تيارين‏.‏ أحدهما‏,‏ يضخم منه ويجعله نقطة ارتكاز رئيسية في جميع التفاعلات الاقليمية القريبة والبعيدة‏.‏ والآخر‏,‏ يقلل من وزنه ويحمله ما لا يحتمل من مسئوليات وأعباء وأخطاء‏,‏ ويطيب لأنصاره مقارنته بفترات سابقة كانت لمصر فيها يدا طولي في كثير من التطورات‏,‏ دون اعتبار للفروق النسبية في الأجواء الاقليمية والتوازنات الدولية الجديدة‏.‏ لا أستطيع لوم الفريق الأول أو التشكيك في توجهات الفريق الثاني‏,‏ لأن كليهما تحركه تطلعات مخلصة‏.‏

لكن حتي نكون أكثر انصافا يجب أن نأخذ في الحسبان نقطتين أساسيتين‏,‏ نختلف أو نتفق حولهما‏,‏ نتباعد أو نتقارب بشأنهما‏,‏ مع ذلك يصعب تجاهلهما‏.‏ الأولي‏,‏ أن هناك انحسارا في مفهوم الدور القومي للدولة في ظل العولمة وما نجم عنها من تغير في المفاهيم وتحول في التأثيرات وترتيب للأولويات وخلافه‏.‏ والثانية‏,‏ أن مصر تلعب دورا كبيرا ومؤثرا في الفضاء الذي يرتبط بالأمن القومي مباشرة‏,‏ وفي القضايا التي تتعلق بالمسائل الحيوية التي تمس المصالح العليا للدولة‏,‏ مثل فلسطين والسودان‏.‏ وتقدم اجتهادات ومبادرات نوعية للتأثير في ملفات أخري كالعراق ولبنان وغيرهما‏.‏

في هذا السياق‏,‏ تجمعت خلال الأيام الماضية بعض التجليات التي تعزز الفرضية الثانية‏.‏ فعندما بدأت التجاوزات الاسرائيلية تدخل مربع الخطوط الحمراء‏,‏ جاءت تصريحات الرئيس حسني مبارك وردود وزارة الخارجية معبرة عن رفض المساس بأي ثوابت مصرية‏,‏ حتي لو جرت التضحية ببعض المكاسب المادية‏.‏ وكشف التعامل مع خروج ودخول الحجاج الفلسطينيين عن حقيقة الدور الاقليمي الذي يتلازم مع المفردات والقواعد المباشرة للأمن القومي‏.‏ وهناك أمثلة متعددة تؤكد محورية القضية الفلسطينية‏,‏ بدءا من الحرص علي وحدة الصف الوطني وحتي العمل من أجل الوصول لتسوية سياسية تحقق جزءا رئيسيا من طموحات المفاوض الفلسطيني‏,‏ الذي يدرك جيدا معني ومغزي الدور المصري في كل المحكات السياسية العربية والفلسطينية خصوصا‏.‏

تبدو ملامح هذا المفهوم واضحة أيضا حيال السودان بمستوياته وأزماته المختلفة‏,‏ الرسمية والمعارضة‏,‏ الشمالية والجنوبية‏,‏ الشرقية والغربية‏.‏ ويعانا وقح ارسال وحدة عسكرية قبل أيام لدارفور إلي جانب أخري موجودة أصلا في الجنوب ضمن قوات دولية حجم الاهتمام المصري بهذا البلد ومحاولة تخفيف وطأة مشكلاته والمساعدة علي تجاوز تحدياته بأدوات مختلفة‏.‏ كما بدأت تفاصيل الدور المصري تظهر أكثر في العراق‏,‏ من خلال تكثيف الحوارات مع أطيافه السياسية‏,‏ وتقديم مقاربات تقصر المسافات في معظم اللقاءات التي عقدت مع دول الجوار‏,‏ بشكل جماعي وثنائي‏,‏ فضلا عن الترتيبات الجارية لعقد مؤتمر مصالحة في القاهرة قريبا‏.‏ وأخذت التحركات المصرية تساهم في وضع مقترحات لحلحلة الأزمة اللبنانية بدت معالمها في اجتماع وزراء الخارجية العرب أخيرا‏.‏ ولعل الزيارات والمؤتمرات التي تتم في مصر حول هذه القضايا تكشف عن جوانب مهمة من هذا التأثير ودرجاته السابقة‏.‏

رغم أهمية الدور الاقليمي الفعلي لمصر‏,‏ إلا أن هناك تشكيكا من قبل البعض في عدم الشعور به أو محاولة التقليل منه‏,‏ إما لأسباب ترجع إلي تزايد أعداد اللاعبين المؤثرين‏,‏ أو لدوافع يغلب عليها طابع تصفية الحسابات السياسية ودغدغة المشاعر القومية‏,‏ أو لقتامة المشهد الاقليمي وتزايد مشكلاته وانخراط أطراف دولية وإقليمية في تفاعلاته‏.‏ وأصبحت عملية مقاومة الضغوط الخارجية تستنزف هامشا من اهتمامات السياسة المصرية‏.‏

الواقع أن هناك ملمحين تتسم بهما التصورات المصرية نحو التعامل مع القضايا الاقليمية‏,‏ ساهما في عدم شعور بعض الأوساط بفاعلية الدور الاقليمي أو تعمد التقليل من تأثيره‏.‏ الأول‏,‏ الالتزام بالمعايير والضوابط الدولية‏,‏ بصرف النظر عن خروج البعض عنها ومحاولته الالتفاف عليها‏.‏ الأمر الذي تسلكه مصر ازاء القضية الفلسطينية‏.‏ فعلي أساس منهج التسوية السياسية الذي جري القبول به رسميا والتعامل به دوليا تأتي تأثيرات وتحركات الدور الاقليمي‏.‏ وبموجب القرارات الدولية الصادرة بشأن السودان وأزماته المعقدة جري ارسال قواتنا إلي دارفور‏.‏ ومن رحم هذا الملمح تظهر مؤشرات الدور والتأثير‏,‏ بغرض الحفاظ علي الأمن القومي وثوابته‏.‏ ولنقلب المسألة ونري النتيجة‏.‏ بمعني ماذا يحدث لو تعاملت مصر مع هاتين القضيتين بطرق لا تلتزم بالضوابط الظاهرة للشرعية الدولية ومعطياتها ؟‏.‏

ربما يكون هناك دور مؤثر علي المدي القريب‏,‏ لكن سوف يهتز الأمن القومي علي المدي البعيد‏.‏وحتي الدول التي تبدو في مناطحة مع المجتمع الدولي عند لحظة فاصلة تلجأ للهدوء وتغلب مصالحها الذاتية علي مثيلتها العربية والاسلامية‏,‏ ملتزمة بالشرعية الدولية‏.‏

الملمح الثاني‏,‏ يتعلق بالمسلك الهاديء الذي تتسم به التحركات المصرية في التعامل مع كثير من القضايا الاقليمية‏,‏ ما يجعل بعض الجهات تجتهد في تفسير تراجع دور مصر‏,‏ مقارنة بآخرين يحرصون دوما علي امتلاك أوراق اقليمية‏,‏ بهدف تحقيق مصالح آنية عبر مساومات ومناورات سياسية‏,‏ أو لهدم تصورات وتخريب ترتيبات سوف ترخي بظلال سلبية علي حساباتهما المستقبلية‏.‏ في كل الأحوال لا يعانا وقح هذا النمط من التفاعلات أي دور اقليمي بالمفهوم الشامل‏,‏ بقدر ما يعبر عن رغبات وطموحات ترمي للحفاظ علي شيء من التوازنات وتحقيق أرباح وقتية‏.‏ وفي معظم الأحيان تحقق الدبلوماسية الهادئة مكاسب تفوق نظيرتها الصاخبة‏,‏ لأن التلازم بين الدور الاقليمي والحفاظ علي مرتكزات الأمن القومي بحاجة لقدرة عالية من المواءمات في عالم مليء بالمؤامرات‏.‏

في تقديري‏,‏ نجحت سياستنا الخارجية حتي الآن في ضبط معادلة الدور الاقليمي والأمن القومي المباشر‏.‏ غير أن المشكلة هي تصاعد حدة الخلل في البيئة التي تتحكم في مفاتيح هذه المعادلة الصعبة‏.‏ لذلك فالانكفاء عليها فقط يمكن أن يؤثر علي صمودها لفترة طويلة‏.‏ حيث تضخمت أدوار دول صغيرة ومن ثم تأثيراتها‏.‏ وتقدمت أخري بطموحاتها وأجنداتها‏,‏ بما قد يلحق الضرر بمصالح مصرية في أماكن مختلفة‏.‏ بالتالي نحن بحاجة إلي اجراءات جديدة لتطوير الدور الاقليمي‏,‏ توقف زحف هذه النوعية من المستجدات وتلبي المطالب الأساسية للحفاظ علي صميم المصالح المصرية‏.‏ فقد أصبحت الملفات الحيوية التي تمس الأمن القومي المباشر‏,‏ ذات امتدادات خارجية متشابكة‏.‏ فالسودان وفلسطين بات كل منهما فضاء تلتقي عنده تناقضات اقليمية ومصالح دولية‏.‏ ودخلت علي مكوناتهما السياسية حسابات متقاطعة ومتباعدة‏,‏ أفسحت المجال لتزايد التأثيرات علي كثير من المجريات‏,‏ بشكل يفرض علينا تحديات أكبر ومشكلات أعمق‏,‏ تتطلب اعادة نظر في بعض الأدبيات الجانبية‏,‏ بهدف توسيع مفهوم الأمن القومي المباشر والدور الاقليمي في كل من الفضاء الفلسطيني والسوداني‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-14, 23:33

لبنان‏..‏ لابد من نهاية للأزمة

للمرة الثانية في يومين متتاليين يحذر الرئيس مبارك من عواقب استمرار أزمة الرئاسة في لبنان نظرا لخطورتها وما سيترتب عليها‏,‏ إذا استمرت‏,‏ من إضرار بمصالح الشعب اللبناني داخليا وخارجيا‏.‏

ذلك أن كل الجهود الإقليمية والدولية والمحلية التي بذلت قد فشلت في إقناع الأطراف اللبنانية المتصارعة بإبداء المرونة واللقاء مع بعضها بعضا في منتصف الطريق للسماح بانتخاب رئيس جديد للدولة يملأ الفراغ الشاغر في الرئاسة منذ أسابيع‏,‏ ويساعد علي تسيير أمور الدولة المعطلة‏,‏ أو التي يتم تسييرها بشكل مؤقت بواسطة الحكومة‏,‏ ولم يتبق سوي المبادرة العربية التي تعد بمثابة أمل أخير للبنان في إيجاد حل للمشكلة‏.‏

فهل من مصلحة الشعب اللبناني أن تظل مؤسسات الدولة في حالة شلل مثل البرلمان والرئاسة؟ وهل من مصلحة لبنان أن يظل في حالة قلق وتوتر وصراع بما يوفر الفرصة لتدخلات خارجية تزيد الأمر تعقيدا وتحقق أهدافها علي حساب مصالح اللبنانيين؟ وهل من مصلحة قوي إقليمية مثل الجارة سوريا أن تبقي الأوضاع في لبنان علي هذا النحو الذي يهدد بالعودة إلي الحرب الأهلية‏,‏ وتدمير اقتصاد البلد‏,‏ وتدخل إسرائيل لدعم من تعتبرهم حلفاءها لتأمين مصالحها؟ وهل من مصلحة الجميع داخل لبنان وخارجه أن تظل الدول الكبري والقوي الإقليمية مشغولة بما يجري في لبنان ومحاولة احتوائه بدلا من أن تركز جهودها علي حل القضية الفلسطينية‏,‏ أم المشكلات والأزمات في الشرق الأوسط؟

الإجابة عن كل هذه التساؤلات بالنفي طبعا‏,‏ ولابد أن كل المعنيين بالأمر في الداخل والخارج يدركون ذلك‏.‏ لذلك ننتظر أن يقوم كل طرف بالدور الواجب عليه للخروج من هذا المأزق‏.‏


الأسعار عالمية والأجور محلية‏!‏

ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية هو الحجة التي يسوقها المسئولون لتبرير موافقتهم أو سماحهم علي الجنون الذي أصاب أسعار كل شيء في مصر هذه الأيام‏..‏

تمام‏..‏ ولكن هل يحصل المصريون علي أجورهم ومرتباتهم وفقا للأسعار العالمية والظروف العالمية؟ بمعني إذا كانت الظروف العالمية تؤثر علي ارتفاع السلع في مصر‏,‏ فلماذا لم تؤثر هذه الظروف نفسها علي المرتبات والأجور أيضا‏.‏؟ فإذا كانت زجاجة الزيت قد ارتفعت من نحو أربعة جنيهات منذ‏10‏ شهور فقط الي الآن أو الي اليوم أو الي ساعة كتابة هذه السطور الي‏9.50‏ جنيه ـ علي اعتبار أن الأسعار أصبحت ترتفع بمعدل يقل عن‏24‏ ساعة حاليا ـ فإنه من الطبيعي أن تزيد الأجور والمرتبات بنفس النسبة أي أن الموظف الذي كان مرتبة‏500‏ جنيه منذ‏10‏ شهور من المفترض أن يكون مرتبه الآن‏1100‏ جنيه‏..‏ أليس هذا هو العدل؟‏!

‏ وإذا كان البعض يقول إن الأسعار في الدول المتقدمة مثل اليابان والولايات المتحدة أو بريطانيا مرتفعة‏..‏ وإننا مازلنا بعيدين تماما عن أسعار هذه الدول ـ وهو قول غير صحيح بالمناسبة ـ فالسؤال التالي هو‏..‏ هل يحصل المواطن المصري علي نفس أجور أو ميزات الموظف في هذه الدول؟

وعلي سبيل المثال فقط فإن متوسط الأجور في اليابان وكوريا الجنوبية يتراوح مابين ثلاثة الي أربعة آلاف دولار أي‏24‏ ألف جنيه‏,‏ ومتوسط ثمن القميص الجيد نحو ألف ين في اليابان أي‏50‏ جنيها‏..‏ وثمن تذكرة المترو الأساسية‏160‏ ينا أي‏26‏ جنيها‏..‏ وهكذا‏..‏ أصبحنا نقترب من اليابان وكوريا والدول الأخري المتقدمة في الارتفاع في الأسعار‏..
‏ ولكننا بعيدين تماما فيما يتعلق بالأجور والمرتبات‏..‏ فالأسعار عندنا تسير بسرعة الصاروخ‏..‏ في حين أن المرتبات والأجور تسير ببطء السلحفاة‏..‏

وقد تسأل‏..‏ وعندك كل الحق في ذلك‏..‏
وهل نحن ننتج‏..‏ ونصدر مثل اليابان أو كوريا أو بريطانيا وغيرها؟


وقد أصبت‏..‏ نعم نحن لا نعمل ولا ننتج مثل هذه الدول ـ كوريا الجنوبية مثلا صدرت في العام الماضي للعالم بأكثر من‏200‏ مليار دولار‏!‏ فماذا صدرنا نحن؟‏!‏

ولكن هل المواطن المسكين الذي لا يتلقي تعليما جيدا أو رعاية صحية مناسبة أو أجرا يعيش به هو وأهله عيشة انسانية هو المسئول عن ذلك؟

في كل تجارب التقدم في الشرق أو الغرب‏..‏ قادت الدولة برجالها المتنورين المسئولين عملية التقدم‏..‏ فالمواطن ماهو إلا ترس في منظومة الدولة توجهه إما إلي الوجهة الصحيحة للتقدم‏..‏ أو العانا وقح‏..‏ وقد تتركه لايص لا يعرف له وجهة‏..‏ لابد أن يدرك المسئولون أنهم قادة‏..‏ مهمتهم الارتقاء بالمواطن الذي بدوره يقود الي رقي الدولة والمجتمع‏..‏ ولا يكون همهم الأول والأخير البحث عن المصالح الشخصية قبل مصالح الوطن والمواطن‏!‏


حانوتي العرب

باسم عبير قاسم حمزة الجنابي‏,‏ الفتاة العراقية ذات الخمسة عشر ربيعا التي اغتصبها جنود الاحتلال الامريكي في منزل عائلتها بالمحمودية‏,‏ ثم أشعلوا في جسدها المنهك النار بعد أن قتلوا والدها ووالدتها وإحدي شقيقاتها‏.‏

باسم أكثر من مليون عراقي لقوا مصرعهم منذ العدوان الامريكي علي بلادهم‏,‏ و‏4‏ ملايين لاجئ يهيمون علي وجوههم في كل بقاع الأرض هربا من ممارسات قوات الاحتلال‏.‏

باسم نزلاء سجن أبو غريب الذين مارست ضدهم القوات الامريكية كل أنواع التعذيب الوحشي‏,‏ مثل الاغتصاب وصعق الأعضاء التناسلية ومهاجمتهم بالكلاب المفترسة‏,‏ من أجل التسلية فقط‏.‏

باسم ايمان حجو الطفلة الفلسطينية التي لم تعش في هذه الدنيا سوي عامين‏,‏ وأرسلتها رصاصات الاحتلال الاسرائيلي ـ المدعم بالفيتو الأمريكي ـ الي الآخرة‏,‏ لتلحق برفيقها محمد الدرة ومئات الآلاف من الشهداء أطفالا ونساء وشبابا وشيوخا‏.‏

باسم‏1721‏ فلسطينيا أصيبوا خلال العام الماضي فقط منهم‏267‏ طفلا‏,‏ نتيجة أكثر من‏3307‏ عملية هجوم واجتياحات قامت بها القوات الاسرائيلية للأراضي الفلسطينية‏.‏

باسم آلاف اللبنانيين الذين لقوا مصرعهم أو أصيبوا بإعاقات دائمة‏,‏ بسبب القنابل العنقودية ـ أمريكية الصنع ـ المحرمة دوليا‏,‏ التي استخدمها الصهاينة في عدوانهم علي لبنان في يوليو قبل الماضي‏.‏

باسم نزلاء معتقل جوانتانامو النازي الذي خصصته الادارة الامريكية للعرب والمسلمين‏,‏ ورفضت تطبيق أي قانون دولي أو محلي عليه اكتفاء بشريعة الغاب‏.‏

باسم كرامة ملايين المصريين الذين يرفضون أي مساعدات خارجية مشروطة‏,‏ ويعلمون جيدا أن الشركات والسياسات الامريكية تستفيد من المعونة الأمريكية بأكثر مما يستفيدون‏.‏

باسم كل هؤلاء وملايين غيرهم‏,‏ لا نرحب بحانوتي العرب علي أرض العرب‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-15, 22:54

راي في لقاء شرم الشيخ....


لقاء الرئيس حسني مبارك والرئيس الأمريكي جورج بوش في شرم الشيخ جاء ليؤكد عدة حقائق يعرفها الطرفان جيدا‏,‏ أولها ـ وعلي رأسها ـ أن علاقة البلدين‏(‏ مصر وأمريكا‏)‏ علاقات استراتيجية مهمة جدا لكلتا الدولتين‏.‏ وكأي علاقات بين دولتين مهمتين فانها تتسع لتحتمل كل وجهات النظر واختلاف الآراء‏.‏
وهذه العلاقة تقوم علي عدة أسس يجب ألا ننساها أبدا‏.‏ وربما يكون الأساس الأهم أنها علاقة بين قوتين‏,‏ إحداهما هي الكبري في المجتمع الدولي الآن وحتي إشعار آخر‏,‏ والثانية هي أهم قوة إقليمية في الإقليم العربي الآن مهما يزايد المزايدون أو يشكك المتشككون‏.‏ ويترتب علي تلك الحقيقة نتيجة واضحة وضوح الشمس هي أن كلتا الدولتين لا يمكن لإحداهما أبدا أن تستغني عن الأخري‏.‏

وقد يكون من المفيد هنا أن يطرح السؤال التالي‏:‏ هل يمكن لواشنطن مثلا أن ترسم سياساتها في الشرق الأوسط دون وضع الثقل الاستراتيجي لمصر في الاعتبار؟
وعلي الجانب الآخر‏:‏ هل يمكن لمصر أن تمضي في ممارسة دورها الإقليمي دون أن تضع مصالح وآراء وقوة أمريكا في الاعتبار؟
والاجابة واضحة‏,‏ و إلا نتحول من الحديث في السياسة إلي الحديث في الشعر والرومانسية والأوهام‏!‏ إن للسياسة لغتها المعروفة بعيدا عن الشعارات البراقة والتحليق الخيالي ولغة الأحلام‏!‏

أما الأساس الثاني في العلاقة فهو أن كل الدنيا تتعامل الآن مع أمريكا‏,‏ بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا‏..‏ بل وحتي الدول التي تصرخ في وجه واشنطن تتعامل معها بدرجة أو بأخري‏!‏
ومن يرد أن يتأكد فليقرا تطورات العلاقات الدولية هذه الأيام‏,‏ خاصة ما بين السطور‏!‏ فإلي الداعين إلي قطع هذه العلاقات الاستراتيجية المهمة مع القوة العظمي الأولي في المجتمع الدولي الآن‏:‏
أرجوكم لا تتسرعوا في إطلاق مدافع الكلام‏!‏

والأساس الثالث في العلاقة هو أنه ليس من حق طرف أن يفرض علي الطرف الثاني أجندة معينة‏,‏ وبرنامج عمل محددا‏,‏ يجب عليه تطبيقه بحذافيره‏.‏
وهنا فإنه لا يصح مثلا أن يتصور أحد الطرفين أن نظامه الداخلي هو الأفضل‏,‏ وبالتالي فإن علي الطرف الثاني تغيير قيمه وعاداته وتقاليده لتصبح صورة طبق الأصل من قيمه وعاداته وتقاليده هو‏..‏
إن هذا هو المستحيل بعينه‏.
‏ ومن ثم لا ينبغي أبدا ربط نجاح العلاقة بانصياع الآخر لك انصباعا تاما‏..‏ هذا لن يكون‏!‏
والنتيجة المنطقية المترتبة علي هذه الحقيقة هي أن الحديث عن فرض نموذج معين للديمقراطية علي شعوب دول أو منطقة ما هو نوع من العبث لأن الشعوب ليست آلات صماء يتم تحريكها بضغطة زر هنا أو هناك‏!‏

وأما الأساس الرابع لعلاقة الطرفين ـ مصر وأمريكا ـ فهو
أن الاقتصاد ـ علي أهميته ـ يظل أحد تكوينات العلاقة‏,‏ وليس المكون الوحيد لها‏.‏
نعم نعترف بأهمية الولايات المتحدة للاقتصاد المصري‏,‏ بالضبط مثلما الاقتصاد الأمريكي مهم لكل اقتصاديات دول العالم الأخري‏..‏
لكن ذلك يتم في إطار من الاحترام المتبادل للسيادة والإرادة السياسية وليس في إطار إلغاء هذه السيادة‏!

وبطبيعة الحال فإن موضوع المساعدات الاقتصادية الأمريكية لمصر يجب النظر إليه في هذا السياق‏..‏ وإذا كان لبعض النواب والشيوخ في الكونجرس الأمريكي رأي ما في هذه المساعدات فإن لهم الحق في أن يتصوروا ما يشاءون‏

لكن يبقي أن الادارة الأمريكية هي التي تعرف وتحدد مدي أهمية هذه المساعدات لخدمة العلاقات الأمريكية المصرية‏.

‏ وقد أعلنت الادارة أكثر من مرة أن موضوع المساعدات لا يمكن أن يكون مجالا للضغط علي مصر‏,‏ وأنها لا توافق هؤلاء النواب والشيوخ آراءهم المتعلقة بهذا الموضوع‏,‏ بل إن هؤلاء النواب الأمريكيين عندما يأتون لمصر لزيارتها يدركون مدي أهمية مصر لهم ولبلادهم‏,‏ وأنهم لم يكونوا علي علم كاف بموضوع المساعدات هذا‏.‏

علي أي حال فان كلمات الرئيس بوش أمس‏,‏ عندما استقبله الرئيس مبارك أكدت كل هذه المعاني‏,‏ حيث قال بوش إنه يعرف جيدا أهمية مصر‏,‏ وأنها حجر الزاوية في المنطقة في عملية السلام‏,‏ وفي مكافحة الارهاب‏,‏ وفي قيادة مسيرة الديمقراطية‏.‏ وعانا وقحت الحفاوة التي استقبلت مصر بها الرئيس الأمريكي‏,‏ وكذلك الود والسعادة اللذان أبداهما بوش خلال محادثاته مع الرئيس مبارك مدي إدراكه أهمية هذه الدولة التي يزورها‏.‏
ومن ثم فإن المردود النهائي لهذه الزيارة أنها وضعت نقاطا كثيرة فوق الحروف لنخرج في النهاية بحقيقة بديهية هي أن كلتا الدولتين لا يمكن لإحداهما الاستغناء عن الأخري‏!‏


عقدة أمريكا‏!‏
رائع أن نظهر امام العالم متحدين‏,‏ أغلبية ومعارضة وصحافة قومية ومستقلة وخاصة‏,‏ في رفض زيارة بوش لمصر‏.‏ والأروع ما قامت به قوي المجتمع المدني من مظاهرات ضد الرئيس الأمريكي خلال الأسبوع الماضي‏.‏
لكن هذه الاحتجاجات لاتعفينا من اجراء نقاش وطني موضوعي نطرح فيه بصراحة كاملة قضية العلاقات المصرية‏-‏ الأمريكية ونحاول الإجابة علي تساؤلات عديدة في مقدمتها‏:‏ ماذا نريد من امريكا؟ وما الذي يمكننا أن نقدمه لها في المقابل؟
وقد كان المنطق والضرورة والمصلحة تحتم علينا القيام بهذا النقاش منذ أن بدأ منحني العلاقات ينخفض عقب احداث‏11‏ سبتبمر‏,‏ إلا أننا للأسف واجهنا هذا التراجع الواضح إما بتأكيد رسمي أن العلاقات جيدة وان الثابت فيها أهم من المتحول او برفض شعبي تصاعد الي درجة المطالبة بقطع العلاقات وطرد السفير دون ان يخرج علينا من يدرس ويحلل ويضع خريطة طريق للتعامل مع علاقة هي الأهم بالنسبة لمصر حاليا ويقترح حلولا للخروج من المأزق الراهن‏.‏

ثم اننا جميعا وقعنا في فخ رد الفعل حيث ظلت ادارة بوش تفاجئنا بمواقف اعتبرناها تدخلا غير مقبول في شئوننا لكننا لم نكن نملك ازاءها سوي الدفاع عن أنفسنا أو انتقادها دون ان نجيب علي السؤال الطبيعي‏..‏ وماذا بعد؟

وبرغم تغير الادارات الأمريكية من ديمقراطية الي جمهورية فإن ما تريده واشنطن ظل ثابتا ويأتي في مقدمتة استغلال الدور المصري في العالم العربي والحفاظ علي مصر كقوة اعتدال واستمرار معاهدة السلام مع اسرائيل اضافة الي مطلب الاصلاح السياسي الذي انضم الي القائمة أخيرا‏.‏ فماذا نريد نحن من امريكا؟

هل الأمر يقتصر علي المساعدات الاقتصادية والعسكرية أم اننا نريد دعما للدور المصري؟ أم ماذا نريد بالضبط؟ للأسف ليس لدينا اتفاق واضح علي هذه الأمور بل ان الخلاف يمتد الي جوهر العلاقة‏..‏ هل هي ضرورية ام يمكن الاستغناء عنها؟

ثم إن هناك تناقضا واضحا في تعاملنا مع المسألة‏,‏ ففي الوقت الذي نؤكد اننا لم نعد نحتاج للمعونة الأمريكية نبدو حريصين علي استمرارها‏,‏ كما أننا نواصل الحديث عن أهمية الدور المصري دون ان نضع في اعتبارنا التغيرات التي حدثت وفي مقدمتها الوجود العسكري الامريكي الهائل في المنطقة والذي جعل واشنطن لاتعول كثيرا علي ادوار دول عديدة ومنها مصر‏.‏

لقد تلقي بوش قبيل وخلال زيارته رسائل عديدة من المصريين بعضها غاضب وبعضها لائم لكننا لم نوجه في المقابل رسائل الي أنفسنا والي حكومتنا نسأل فيها لماذا وصلنا الي هذه النقطة وما هو المخرج؟‏..‏ ودون هذه المصارحة‏,‏ سنظل ندور في فلك من يعتقد أننا نستطيع ان نقول لا لواشنطن ومن يهمس بأننا لانجرؤ علي ذلك‏!‏ وسيستمر المأزق حتي لو امتنع بوش أو أي رئيس امريكي آخر عن زيارتنا وامتنعنا نحن عن زيارة امريكا‏


بين كلينتون وبوش

عشر سنوات تقريبا تفصل ما بين زيارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون للمنطقة وجولة سلفه جورج بوش‏..‏ وما بين الجولتين جرت مياه كثيرة في النهر‏,‏ وتغيرت معالم المنطقة وسرعان ما تغيرت وتبدلت‏,‏ وتدمرت دولة عربية وتحاول ان تتعافي ويبدو ان امامها قرونا كي تستعيد كيانها‏.‏
والعامل المشترك في الحدثين
هو الرفض الشعبي لزيارة كلينتون وبوش‏,‏
فالأول رفضه الفلسطينيون في المخيمات وكل الأراضي الفلسطينية تقريبا‏,‏ في حين رحبت به فقط السلطة الفلسطينية لانها كانت مضطرة لذلك ورفع المتظاهرون آنذاك لافتات تنم عن الغضب البالغ من زيارة كلينتون‏,‏ وكان من بين هذه اللافتات التي لا انساها‏,‏ لافتة كتب عليها كلينتون كلينتون ياجبان روح دور علي النسوان‏.‏
ثم جاء بوش ونال هو الآخر نصيبه الوافر من الاحتجاجات والمظاهرات الرافضة لحضوره‏,‏ ولكن مع الفارق‏,‏ فقد بدأ علي المظاهرات الرافضة لكلينتون الطابع السلمي والهادئ‏,‏ بعانا وقح الاحتجاجات علي جولة بوش‏,‏ فقد تسلمت بالغضب الجماهيري‏,‏ فهو سرق دولة عربية واضاعها ويبحث عن دولة أخري لالتهامها ويضغط علي دولة اقليمية ايضا للاجهاز عليها بتحريض إسرائيلي فج‏..‏ في حين ان كلينتون لم يخطئ في حق العرب ولم يقتل ويعتقل منهم الالاف مثلما حدث في العراق‏.‏

ولكن يتفق كلينتون وبوش في شيء واحد وهو ظلمهما للفلسطينيين‏,‏
فالأول التقي اثناء زيارته بثلاثة فتيات ابناء لمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية‏,‏ ووعدهم بالضغط علي حكومة نيتانياهو للافراح عن أبائهم وغيرهم من المعتقلين‏,‏ ولم يف بوعده حتي الآن برغم دموع الفتيات التي أدمعت كل الحاضرين بسبب مأساتهن‏.‏

ثم جاء بوش ورأي الحواجز العسكرية الإسرائيلية ما بين القدس ورام الله وآلاف الفلسطينيين المحاصرين‏,‏ ولكنه علق بالقول انه يتفهم مخاوف الإسرائيليين من تسلل احد القتلي من الفلسطينيين ويشن عملية ارهابية هذا هو بوش الذي دمعت مقلتاه وهو يشاهد ضحايا النازية في متحف ياد فاشيم في تل أبيب وقال وقتها انه يتمني أن يأتي كل سكان الأرض لرؤية مدي الظلم الذي تعرض له اليهود‏!!..‏ هؤلاء هم قادة امريكا الذين لا يرون إلا ظلم النازي ولا يرون ظلم إسرائيل للفلسطينيين برغم أنه ظلم بين أيضا‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-15, 22:59

مبارك يحدد موقف مصر من قضايا المنطقة

برؤية عميقة تنم عن خبرة تاريخية بقضايا منطقة الشرق الأوسط ومشكلاتها وسبل حل نزاعاتها‏,‏ طرح الرئيس حسني مبارك ـ في حديثه لصحيفة تاجز إنتسايجر ـ موقف مصر الواضح والمحدد من مجمل القضايا الإقليمية بما يحقق السلام والاستقرار في المنطقة‏.‏ وأعرب الرئيس عن تطلعه للتوصل إلي اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين بنهاية العام الحالي‏,‏ وأكد أن مصر تواصل اتصالاتها وجهودها من أجل تحقيق هذا الاتفاق لإقامة الدولة الفلسطينية‏,‏ وفتح الطريق أمام المسارين السوري واللبناني‏.‏ وأوضح الرئيس‏,‏ بجلاء لا لبس فيه ولا غموض‏,‏ أن التوصل إلي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يظل رهنا بوقف إسرائيل أنشطتها الاستيطانية وممارساتها بالأراضي المحتلة‏,‏ والمضي في عملية التفاوض بحسن نية‏.‏ وفي الوقت نفسه‏,‏ أعلنت مصر ـ علي لسان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ـ أمس معارضتها للتوصيف الإسرائيلي الخاص بفكرة يهودية الدولة الإسرائيلية‏,‏ وذلك بسبب وجود عرب‏48‏ داخل إسرائيل‏,‏ بالإضافة إلي حق عودة اللاجئين الفلسطينيين‏,‏ وهو حق أصيل‏,‏ كما أن هذا الحق يندرج ضمن قضايا الحل النهائي‏.‏
وحول احتمالات المخاطر التي قد تفجرها في المنطقة الخلافات الحادة بين أمريكا وإيران حول الملف النووي الإيراني‏,‏ أعرب الرئيس عن أمله في أن يتم حل هذه الأزمة سلميا‏,‏ وحذر من أن اللجوء إلي استخدام القوة قد يودي بمنطقة الخليج والشرق الأوسط والعالم إلي منزلقات خطيرة‏.‏

وحول الأوضاع في العراق‏,‏ قال الرئيس إن ما يهمنا حاليا هو وقف نزيف الدم‏,‏ واستعادة الهدوء والاستقرار‏,‏ ونجاح العملية السياسية علي نحو يحفظ للعراق هويته واستقلاله وسيادته ووحدة أراضيه‏,‏ وبقية مخاطر التقسيم والانقسام العرقي والطائفي‏.‏
وبهذا الوضوح‏,‏ وبتلك الرؤية السياسية العميقة‏,‏ تطرق الرئيس إلي الجهود المبذولة لحل الأزمة اللبنانية‏.‏
وهنا قد يمكن القول إن الرئيس مبارك قد حدد الموقف المصري من القضايا الإقليمية المهمة‏,‏ وهو موقف ثابت ومعروف قبل أيام من مباحثاته مع الرئيس الأمريكي جورج بوش‏.‏

مخاوف إسرائيل الحقيقية

استفاق الإسرائيليون في صبيحة أول أيام العام الجديد لتنقل لهم وسائل الإعلام النجاحات الباهرة التي حققتها اسرائيل خلال العام المنصرم‏.‏

لكن ماهي حقيقة الأوضاع التي تقلق اسرائيل وتعمل لها الحسابات في العام الجديد؟‏.‏

أبرز هذه الأوضاع لاشك هو الحبل السري بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية‏.‏ ونخطيء كثيرا إذا اعتبرنا أن المواقف الإسرائيلية منطبقة تماما مع المواقف الأمريكية‏,‏ وان كانت المواقف الاستراتيجية واحدة تقريبا لكن التكتيكات لتحقيقها ليست كذلك‏,‏ حتي الكونجرس الأمريكي يعتبر أكثر تعصبا من الكنيست الإسرائيلي في الحقوق الفلسطينية لكن القلق دائما موجود علي هذه العلاقة لدي كل اسرائيل‏.‏ وكذلك فإن الانخفاض المستمر لدي الشبيبة اليهودية للانخراط في الجيش بدواع دينية‏(‏ حيث لا يلزم اليهود المتدينون سواء كانوا ذكورا أو إناثا بالانخراط في الجيش‏)
‏ ولدواع أخري‏,‏ وكذلك فإن توزيع اليهود علي أراضي الدولة غير متساو فهناك مناطق كاملة تكاد تخلو من اليهود‏(‏ النقب‏)‏ ومناطق نسبة اليهود فيها اقل من‏50%(‏ الجليل شمال اسرائيل‏)‏ وقد أخذ شيمون بيريز علي عاتقه تهويد هذه المناطق بدعوي تطويرها قبل أن يصير رئيسا للدولة لكنه فشل في ذلك‏.‏
.
بالإضافة إلي ذلك تعاني اسرائيل نقصا متزايدا في عدد المهاجرين وبلغ في عام‏2007‏ أقل عدد منذ عشرين عاما حيث بلغ‏(20000)‏ ويرجع ذلك لتحسين الأوضاع الاقتصادية في روسيا وهي المصدر الكبير للهجرة‏.‏ وكذلك عدد المهاجرين من فرنسا لوجود الرئيس‏(‏ ساركوزي‏)‏ الذي ينحدر من أصول يهودية‏.‏ وزيادة الأعداد المهاجرة من اسرائيل‏.‏
.
ومن أهم ما يقلق الفكر الإسرائيلي هو العلاقة بين العرب‏,‏ كل العرب‏(‏ دروز‏,‏ ومسيحيين‏,‏ ومسلمين‏)‏ والبدو‏(‏ بدو الشمال وبدو الجنوب‏)‏ والصدام والكراهية المتزايدة من الجانبين والذي يتجلي بأوضح صورة في بدو النقب والقري غير المعترف بها وهدم المنازل وفي أواخر أيام العام المنصرم اعترفت الشرطة الإسرائيلية بأنها لا تستطيع أن تتعامل مع العمالة غير المسجلة أو غير القانونية والتي بلغ عددها نحو مائة ألف عامل‏,‏ معظمهم من دول جنوب شرق آسيا‏,‏ وشرق أوروبا والأردن‏.‏
.
وتتزايد أعداد السيدات الإسرائيليات من العرب‏,‏ اللواتي يتزوجن من عرب من الدول المجاورة‏(‏ الأردن ـ سوريا ـ لبنان ـ مصر‏),‏ وكذلك من سكان المناطق الفلسطينية‏(‏ الضفة وغزة‏)‏ وان كانت القوانين العنصرية تحاول الحد من آثار هذه الزيجات ويشكل سكان القدس أيضا مشكلة بالنسبة لإسرائيل لأنها تعتبرهم من مواطني اسرائيل‏.‏ ويحصلون علي الخدمات التي تقدمها بلدية القدس‏,‏ ومن ثم فإن لهم وضعا خاصا لكنها لا تريد أن تعترف بأنهم فلسطينيون لهم حق الانتخاب في الانتخابات الفلسطينية أو انهم من مزدوجي الجنسية‏.‏
.
من الناحية العسكرية فقد اعترفت اسرائيل بأنها علي وشك الانتهاء من بناء وإعداد غرفة العمليات الرئيسية التي يمكن أن تدير البلاد في حالة وجود هجوم نووي إيراني‏,‏ وهي تعد أيضا لاحتمال حرب كيماوية أو بيولوجية معها‏,‏ وكانت حرب لبنان كفيلة بأن توقظها إلي الحقيقة المرة في أن الجبهة الداخلية رغم تدريباتها المتكررة لاتزال غير كفئة للحرب سواء مع حزب الله أو إيران أو سوريا بالرغم من الخسائر الفادحة التي يمكن أن تسببها لهم اسرائيل في أي مواجهة بينهما كذلك التطور المستمر في صورايخ القسام التي أعلن وزير الدفاع‏(‏ إيهود باراك‏)‏ أن اسرائيل لن تنسحب من الضفة قبل‏3‏ أعوام علي الأقل حتي يمكن تطوير نظام صارويخ إسرائيلي يواجه هذه القذائف البدائية وتطوير القذائف المستمر والتي أصبحت تطول عسقلان‏(‏ أسدود‏).‏
.
اذا كانت حدود اسرائيل الشرقية مع الأردن قد أمنت باتفاق وادي عربة مع الأردن وان حدودها الجنوبية مع مصر قد أمنت باتفاق كامب ديفد‏,‏ فإن هناك حدودا لم تؤمن لليوم وهي حدودها الشمالية الشرقية في الجولان المحتل فلا تزال بينها وبين سوريا حالة حرب حتي اليوم تنظمها فقط هدنة وهو الحال في حدودها الشمالية مع لبنان التي اكتسبت اسم الخط الأزرق لرسمها من قبل القبعات الزرقاء‏(‏ قوات الأمم المتحدة‏),‏ ماعدا مزارع شبعا التي لم تحسم ملكيتها حتي اليوم وتقوم حاليا الأمم المتحدة بتحديد خط الحدود عندها‏.‏ فضلا عن حدودها مع الدولة الفلسطينية التي أصبح هناك شعور متزايد بحتمية قيامها‏.‏

أكد الرئيس حسني مبارك أن القوات المصرية في معبر رفح سمحت أمس للفلسطينيين بالدخول إلي الجانب المصري‏,‏ لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية‏,‏ نظرا لنقص الغذاء في قطاع غزة‏,‏ والعودة مرة أخري إلي غزة‏,‏ ما داموا لا يحملون أي أسلحة أو أشياء ممنوعة‏,‏ وأشار إلي أنه أصدر تعليماته للحكومة بتقديم المعونات الغذائية‏,‏ بالتعاون مع الجمعيات والمنظمات الأهلية الراغبة في المساعدة‏.‏

وأوضح الرئيس مبارك أنه اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع إيهود باراك فور إطلاعه علي الأوضاع الصعبة في غزة‏,‏ وقال‏:‏ إنه طالب أولمرت ببذل قصاري جهده لتسهيل الأوضاع في غزة‏,‏ كما طالب باراك بضرورة عمل أي خطوة لإنهاء الوضع الإنساني الصعب‏,‏ خاصة في ظل تسبب هذه الأوضاع في فقدان أرواح الفلسطينيين‏.‏

وأشار مبارك إلي أنه‏,‏ في ضوء هذه الاتصالات‏,‏ أرسل الإسرائيليون شاحنة وقود‏,‏ لكنها تراجعت بعد إطلاق صاروخ عليها من غزة‏,‏ وأوضح الرئيس أن الجانب الإسرائيلي وعده بمعاودة إرسال الوقود‏,‏ اعتبارا من صباح أمس‏,‏ واستئناف إمدادات الكهرباء‏,‏ والسماح بمرور المواد الإنسانية‏.‏

وأكد مبارك أن استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة يزيد من تعقيد الأمور‏,‏ وقال‏:‏ إنه علي الجانب الفلسطيني أن يساعدنا من أجل عودة الأمور إلي طبيعتها‏.‏ وطالب مبارك الفلسطينيين بحل خلافاتهم والحوار‏,‏ حتي يمكن إيجاد الحل الدائم للقضية الفلسطينية‏,‏ وأشار إلي أن الخلافات بين فتح وحماس تفيد خصوم الفلسطينيين‏.‏

وحول ما تردد عن أن مظاهرة أمس الأول التي جرت علي معبر رفح‏,‏ كانت بإيعاز من حركة حماس‏;‏ قال الرئيس مبارك‏:‏ إنهم أنفسهم أعلنوا ذلك في التليفزيون‏,‏ فقد قالوا إنهم يعتزمون الوقوف عند البوابة‏,‏ ولكن طالبناهم بالتراجع‏,‏ وعدم تعقيد الوضع‏.‏

وردا علي سؤال عن المسئول عن الوصول إلي هذا الوضع الصعب الحالي‏,‏ إسرائيل أم حركة حماس‏,‏ قال مبارك‏:‏ إن كلا الجانبين يتحمل مسئوليته في هذا الخصوص‏,‏ وأضاف أن حماس ـ من خلال إطلاقها الصواريخ ـ تعطي إسرائيل فرصة للوصول إلي هذا الوضع الصعب والمعقد‏.‏

وطالب مبارك بوقف إطلاق الصواريخ‏,‏ في وقت نسعي فيه إلي إنهاء هذا الوضع الصعب‏,‏ وفتح الباب أمام انفراج الأوضاع‏,‏ مؤكدا أن مسألة سحب السفراء من إسرائيل تؤثر سلبا علي الاتصالات التي نجريها مع إسرائيل لحل الوضع الراهن‏.‏

ومن ناحية أخري‏,‏ أكد الرئيس مبارك أن المبادرة العربية الخاصة بلبنان هي أفضل شيء مطروح علي الساحة‏,‏ مشيرا إلي أن العديد من المبادرات الأمريكية والأوروبية لم تلق نجاحا لدي اللبنانيين‏.‏ و أن المبادرة العربية عادلة‏,‏ ولكن الصراع أصبح بمثابة صراعات شخصية‏,‏ وأبدي الرئيس مبارك قلقه من عواقب الوضع الحالي‏,‏ محذرا من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلي ضياع الشعب اللبناني‏.‏

وردا علي سؤال عن مدي تأثير عدم نجاح المبادرة علي عقد القمة العربية في دمشق‏;‏ قال مبارك‏:‏ إن علينا الانتظار لرؤية تطورات الموقف‏,‏ وما يبلور في هذا الصدد‏.‏


وقد طالبت وزارة الخارجية الأطراف الثلاثة المعنية باتفاق تشغيل معبر رفح بإعادة بحث كيفية إعادة تفعيل الاتفاق‏,‏ وقالت إن علي كل الأطراف تحمل مسئولياتها وفي مقدمتها اسرائيل‏.‏
وأوضح المتحدث باسم الوزارة أن عدم تعرض الأمن المصري للفلسطينيين‏,‏ إنما ينبع من التزام مصري لا يتزعزع باحتضان أبناء الشعب الفلسطيني وبالذات في أوقات الشدة والأزمات‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-15, 23:04

لماذا تجاهلت أوروبا حقوق الإنسان الفلسطيني؟‏!‏
**‏ يبدو أن التغطية الإخبارية للوضع في الأراضي الفلسطينية والذي يركز بشكل أساسي علي الجوانب السياسية قد غطي علي الجانب الإنساني الخطير الذي التفتت إليه منظمات دولية متعددة وتحذر من خطورته‏,‏ ومع ذلك فهو بعيد عن إهتمام العالم‏.‏

ومن الواضح أن حقوق الإنسان الفلسطيني ليست مدرجة ضمن جدول أعمال المنظمات ذات النشاط والإهتمامات المتنوعة في دول الإتحاد الأوروبي وهي المنظمات التي تصدر منها بيانات ومواقف تندد بإنتهاكات حقوق الإنسان في أي مكان في العالم خاصة في إفريقيا‏,‏ لكن عندما يتعلق الأمر بما يتعرض له الفلسطينيون من إعتداءات علي أبسط حقوقهم الإنسانية أو حقوقهم الوطنية وما يلاقونه من إهدار منظم لكرامتهم بشكل يومي علي يد جيش الإحتلال الإسرئيلي‏,‏
ومن مخالفات صريحة لمعاهدات جنيف الدولية التي تجرم ممارسات معينة ضد مواطني الأراضي الخاضعة للإحتلال وهي ممارسات مستمرة من جانب إسرائيل فإننا نجد صمتا مثيرا للدهشة من الأجهزة المعنية بحقوق الإنسان في الإتحاد الأوروبي وحتي إذا خرج صوت هذه الأجهزة فإنه يأتي خافتا دون إجراء عملي يدعمه‏.‏

وتقول الأمم المتحدة أن هناك أزمة إنسانية في الأراضي الفلسطينية‏,‏ وقدمت منظمة أوانا وقحفم الدولية إحصائيات دقيقة عن خطورة الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية من خلال زيارات ميدانية قام بها ممثلوها إلي الأراضي الفلسطينية شملت غزة والخليل وبيت لحم ووادي الأردن‏.‏

في نفس الوقت قامت ستيفاني مارش مراسلة صحيفة التايمز البريطانية بجولة في نفس التوقيت إلي الأراضي المحتلة تحدثت فيها عن البؤس والفقر الذي إنتشر هناك والذي زادت من حدته ممارسات إسرائيل بقطع الكهرباء عن غزة وإقامة الجدار العازل حول أراضي الضفة الغربية‏,‏
مشيرة إلي أن من يتحدث عن هذه الأمور في الولايات المتحدة يتهم بالعنصرية ومعاداة السامية والجهل والكذب‏.‏ وتصدر هذه الإتهامات من اليمين واليسار علي السواء ومن جماعات اليمين المسيحي المتطرف ومن اليهود المتعصبين الذين يكرهون المسلمين القادمين من الشرق الأوسط وكذلك من اللوبي الإسرائيلي هناك‏.‏

ومنظمة أوانا وقحفم الدولية هي إتحاد يضم‏13‏ منظمة تعمل معا ويشارك في نشاطها ثلاثة آلاف شخص من أكثر من مائة دولة‏,‏ مهمتهم البحث عن حلول نهائية لمشكلتي الفقر والظلم‏.‏

وكانت منظمة أوانا وقحفم قد ذكرت في تقرير أخير لها أن السياسة التي تتبعها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد تسببت في ضياع ملايين الدولارات التي تقدم لمساعدة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة‏.‏

ويقول التقرير الإحصائي لمنظمة أوانا وقحفم أن البنك الدولي قدر هبوط الناتج الإجمالي الفلسطيني بمقدار‏40%‏ في الفترة من‏1999‏ إلي‏2006,‏ وأن‏80%‏ من الفلسطينيين يعتمدون في معيشتهم الآن علي المساعدات‏,‏ وأن البطالة بينهم وصلت إلي‏40%,‏ وأن الحل الوحيد لهذا الوضع المآساوي هو إنهاء الإحتلال الإسرائيلي‏.

‏ كذلك فإن هناك خلافا حول مغزى إقامة إسرائيل للجدار العازل وذلك بوصف إسرائيل له بأنه إجراء فعال ضد الإرهاب بينما هناك من يري أنه وسيلة إسرائيلية لضم أراض فلسطينية‏,‏ وأن هذا الجدار الذي يتم الإسراع بقوة في إقامته يفصل الفلسطينيين عن وسائل معيشتهم‏.‏

وقد وصف البنك الدولي الضفة الغربية بأنها مجال ممزق إقتصاديا‏.‏ ومنذ سيطرة حماس علي غزة لم تعد غزة مجالا إقتصاديا علي الإطلاق‏.‏ وتقول ستفاني مارش مراسلة التايمز في تحقيقها من الأراضي المحتلة أن الأسوأ من رائحة الفقر التي تشمها هناك هو ملامح الفقر علي الوجوه‏,‏

وقد شرح الفلسطينيون في قري وادي الأردن كيف أن الإسرائيليين قد خفضوا إمدادات المياه التي يعيشون عليها وأنهم إستطاعوا البقاء علي قيد الحياة خلال الإثني عشر شهرا الماضية بمساعدة منظمة أوانا وقحفم والمعونات التي تقدم إليها‏.‏

وتقول سيتيفاني مارش أيضا أن أحد العاملين في مجال الأوضاع الإنسانية في القدس الغربية قال لها أن الإرهاب لن يكون له وجود لو إستعاد الفلسطينيون أرضهم‏,‏ وأن أحد رجال الدين المسيحيين قال لها أيضا أنه يجب التوقف عن جعل الفلسطينيين ضحايا‏.‏ كما أن شخصية فلسطينية سياسية كبيرة قال لها أنه لو إستمرت هذه الأوضاع فإن جورج بوش سيعتبر صورة أخري من أسامة بن لادن‏.‏

كما قدم أحد المتطوعين في منظمة للأعمال الإنسانية لستيفاني صورة لإمرأة من المستوطنين في مدينة الخليل وهي تتعمد إهانة إمرأة فلسطينية في وجود جنود إسرائيليين وقفوا يتفرجون دون أن يظهر عليهم أي رد فعل‏.‏

ويبدو أن هذا الوضع تفسره كلمات للجنرال موشي ديان القائد العسكري والوزير الإسرائيلي السابق عندما وقف أمام اللاجئين الفلسطينيين في مخيمهم وقال لهم سوف تستمرون في العيش كالكلاب ومن يريد أن يرحل من هذه المعيشة فليرحل‏.‏ وتقول التايمز تعليقا علي هذه الكلمات أن هناك أناسا يعيشون بالفعل عيشة الكلاب‏,‏ لكن السور الذي بني من حولهم يجعلهم لا يستطيعون الرحيل‏.‏

هذه المعلومات المنشورة في إحدي الدول المهمة في الإتحاد الأوروبي وهي بريطانيا وفي غيرها نقلا عن منظمة دولية مختصة بحقوق الإنسان قام رجالها بكشف هذه الإنتهاكات في مواقعها علي الطبيعة لابد أنها تكون قد وضعت تحت أنظار الأجهزة المختصة بالإتحاد الأوروبي‏,‏ فمتي تثير مثل هذه المعلومات في ضمائر هذه الأجهزة صحوة تجعلها تتنبه إلي معاناة الإنسان الفلسطيني التي فاقت كل الحدود إذا قورنت بمثيلاتها في أي مكان في العالم مع أن المؤكد أنه لا يوجد لها مثيل في العالم كله؟‏!.‏


أمن مصر أولا

بقدر ارتياح المصريين البالغ للقرار الانساني الذي اتخذه الرئيس مبارك بالسماح للفلسطينيين بالعبور إلي مصر لسد احتياجاتهم الغذائية رفضا لحرب الحصار والتجويع التي تشنها اسرائيل علي الشعب الفلسطيني في غزة‏,‏ كان استياء المصريين البالغ من الطريقة التي أدارت بها حماس عملية اقتحام الحدود المصرية من خلف ستار‏,‏ ومن الاعتداء المستفز علي قوات الأمن المصرية‏,‏ وكأن جزءا من المخطط المرسوم تهيئة الظروف لصدام بين الفلسطينيين والقوات المصرية يسفر عن عشرات القتلي والجرحي‏,‏ لكن المصريين رفضوا الاستجابة لأية استفزازات وعاملوا إخوانهم الفلسطينيين بصبر وسماحة برغم الفوضي الشاملة التي صاحبت عملية استباحة الحدود المصرية‏,‏ عندما ردت مصر المشكلة إلي أسبابها الحقيقية التي تتمثل في حرب التجويع التي تشنها اسرائيل علي القطاع وإهدارها لكل الأعراف الدولية ولكل معايير التعامل الإنساني‏.‏

إن أحدا في الداخل أو الخارج لا يستطيع أن يجادل في حق مصر احتراما لسيادتها الوطنية‏,‏ أن تبدأ في عملية تنظيم العبور عبر معبر رفح ووقف هذه الفوضي الشاملة بعد أن سد الفلسطينيون احتياجاتهم‏,‏ لأننا إزاء مشكلة تتعلق بأمن مصر الذي ينبغي أن تكون له الأولوية الكاملة‏,‏ فما من دولة في العالم يمكن أن تترك حدودها مستباحة علي هذا النحو‏,‏ خصوصا وأن مصر تدعو إلي معالجة شاملة للمشكلة تبدأ بتمكين حماس السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة في الرئيس أبو مازن من السيطرة علي الجانب الفلسطيني من معبر رفح احتراما للشرعية‏,‏ ودعوة الجانبين فتح وحماس إلي إسقاط شروطهما المسبقة والبدء في حوار جاد هدفه إنهاء الوضع الانفصالي في غزة‏,‏ والاتفاق علي برنامج عمل مشترك وحكومة وحدة وطنية تتوحد فيها أجهزة أمن تلتزم أهداف البرنامج السياسي الذي ارتضته أغلبية الشعب الفلسطيني التي تخلص في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية‏,‏ لأن ذلك الاتفاق هو العاصم الوحيد من حرب أهلية فلسطينية‏,‏ ولأن استمرار الوضع الانفصالي في غزة يعني فقدان الأمل في قيام الدولة الفلسطينية‏.‏

غير أنه يدخل في مسئولية مصر أيضا رفضها الكامل لأية سياسات اسرائيلية تقوم علي حصار الشعب الفلسطيني وتحويل القطاع إلي سجن مغلق‏,‏ وتأكيد حقها في إدارة معبر رفح بما يحول دون تجويع الشعب الفلسطيني حماية لأمن مصر الوطني من عمليات الاجتياح المتكررة لحدودها بكل ما تنطوي عليه من مخاطر أمنية‏,‏ وما من شك في أن ما حدث يؤكد حق مصر الكامل في اتخاذ كل الاجراءات التي تضمن عدم تصدير المشكلة الي مصر سواء من خلال خطط إسرائيل وسعيها المستمر إلي إعادة قطاع غزة للادارة المصرية كي يصبح هاجسها الأمني‏,‏ أو من خلال محاولات حماس التنصل من مسئولياتها تجاه شعب غزة بتشجيعها الخفي علي اجتياح الحدود المصرية وإخفاء فشلها لأنها لا تملك القدرة علي أن تفاوض أو تحارب أو تحمي أمن الشعب الفلسطيني‏.‏

ضبط الحدود المصرية مع غزة

عندما شددت إسرائيل من حصارها علي قطاع غزة‏,‏ وقطعت عنه الوقود والكهرباء والمساعدات الإنسانية من مواد غذائية وأدوية‏,‏ صارت الحياة صعبة وعسيرة لنحو مليون ونصف المليون فلسطيني‏..‏ ومن ثم سمحت مصر للفلسطينيين بالعبور من معبر رفح للتزود باحتياجاتهم من المواد الغذائية والأدوية‏.‏ وكانت مصر واضحة ومحددة عندما أعلنت أنها لا تسمح بتجويع أبناء الشعب الفلسطيني‏,‏ وفي الوقت نفسه فإن مصر لا يمكن أن تسمح بأي انفلات أمني‏,‏ ومن ثم أكدت أنها سوف تتخذ جميع الإجراءات الكفيلة بضبط الحدود المصرية مع غزة في أسرع وقت‏.‏ وكان هذا ما أعلنه وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في مباحثاته أمس الأول مع سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني‏.‏ ولذلك‏,‏ فإن مصر تتحرك علي نحو دبلوماسي نشيط لضبط حدودها مع غزة‏,‏ ويبدو هذا من خلال‏:‏
ـ لقاء الرئيس مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الثلاثاء‏.‏
ـ زيارة وفد من حماس القاهرة غدا‏.‏
ـ زيارة خافيير سولانا ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي القاهرة يوم‏2‏ فبرانا وقح المقبل من أجل بحث موضوع المعبر‏.‏
ومعني هذا‏,‏ وكما أشارت مصر وأوضحت بجلاء أن الأوضاع الراهنة في غزة تقتضي الحوار بين حركتي فتح وحماس علي خلفية الوحدة الوطنية الفلسطينية لإنقاذ القضية الفلسطينية‏,‏ وتعزيز موقف كل من المفاوض الفلسطيني‏,‏ والمفاوض العربي في إطار الجهود التي تبذل للتوصل إلي حل للقضية يصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني‏.‏
ويبقي أن نؤكد أن مصر التي لم تدخر وسعا لإنقاذ الفلسطينيين في غزة من الجوع‏,‏ لن تتواني في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بضبط حدودها‏,‏ وحماية أمنها الوطني‏,‏ وصون سيادتها‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-15, 23:07

دول الاتحاد الأوروبـي
تتبني المعاييرالمزدوجة
في ملف حقوق الإنسان بقطاع غزة
من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط دعوة لم تكتمل في العاصمة الإسبانية لأول تجمع لأطراف عربية وفلسطينية وإسرائيلية‏,‏ بعد فشل مؤتمر أنابوليس‏,‏ بسبب الدور الجديد الذي تلعبه السياسة الإسرائيلية في أوروبا للضغط علي دول الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي لتغيير تعامله مع القضايا العربية وعلي رأسها القضية الفلسطينية‏,‏ واستخدام نفس السياسة الأمريكية في ازدواج المعايير عند تعامل أوروبا مع الممارسات الوحشية الإسرائيلية في قطاع غزة‏.‏

وتطبق حاليا السياسة الإسرائيلية نفس قواعد اللعبة التي استخدمتها في اختراق المجتمع السياسي الأمريكي وصناعة القرار في الكونجرس داخل أوروبا الموحدة عن طريق البيت اليهودي أو بيت السفارات للمنظمات الإسرائيلية‏,‏ أو التي ترتبط في عملها بإسرائيل أو الصهيونية وتوفير الدعم المعنوي والمادي لها لتعمل بقوة في أوروبا مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية للتأثير في تغيير الخطاب الإعلامي الموجه للرأي العام الأوروبي‏,‏ والسعي في كل مناسبة لتجمع دولي أو داخلي بأوروبا لتبنيه لوجهة النظر الإسرائيلية في نزاعها مع الفلسطينيين لدفع المواطن الأوروبي للدفاع عن سياستها وتحميل العرب والفلسطينيين المسئولية في فشل جهود السلام بالمنطقة‏,‏ وحالة الغليان في قطاع غزة والتجويع والدمار به الآن‏.‏

ونجحت السياسة الإسرائيلية الي حد بعيد غير متوقع في إغفال أوروبا بطريقة مقصودة ومتعمدة للانتهاكات الإسرائيلية والقتل للمدنيين الفلسطينيين في غزة‏,‏ وقطع الإمدادات الإنسانية والإغاثة والمواد الطبية وتوقف محطات الكهرباء والمياه والبنزين وتعطل المستشفيات بها‏,‏ نتيجة الحصار المفروض من جانب الجيش الإسرائيلي‏,‏

والذي اختفت تماما أي إشارات له في غالبية الصحف ووسائل الإعلام الإسبانية‏,‏ ومعها عدد كبير من الصحف الأوروبية نتيجة سيطرة اللوبي اليهودي في توجيهها‏,‏ ولم يأت ذكر لوجود اتجاه لدي الاتحاد أو البرلمان الأوروبي لانتقاد وانتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان‏,‏ وإخلالها باتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين برغم أن غالبية الدول الأوروبية من بين الأطراف السامية الموقعة عليها‏,‏ وعجزت لجان الاتحاد والبرلمان الأوروبي حتي الآن عن عقد أي اجتماع لتوجيه أي نقد لإسرائيل عن عدم التزامها ببنود اتفاق المشاركة الموقع معها والذي يربط في مادته الثانية بين استمرار التعاون بين أوروبا وإسرائيل في المجال الاقتصادي‏,‏ واحترام إسرائيل لمعايير حقوق الإنسان‏.‏

ويراهن المحللون في العاصمة الإسبانية علي أن البرلمان الأوروبي لن يحرك ساكنا ويصدر تقريرا أو توصية تدعو الي تشكيله للجنة تحقيق دولية لبحث جرائم الحرب الإسرائيلية اليومية ضد الإنسانية بقطاع غزة‏,‏ أو يدعو المجلس الدولي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة للاجتماع لدراسة سياسات الحصار والعقاب الجماعي التي تفرضها إسرائيل علي‏1.7‏ مليون فلسطيني بغزة‏,‏ وامتناعها عن ضمان حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية وإخلالها بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في حماية حق الشعب الفلسطيني بالأراضي المحتلة‏,‏ التي لا تجيز تحت أي مسمي تعريض حياة المدنيين للخطر والموت بغزة‏.‏

ويري المحللون أن أوروبا تدخل بقوة في نفس دائرة سياسة المعايير المزدوجة التي تتبعها منذ سنوات الإدارة الأمريكية‏,‏ بعد سيطرتها علي النظام العالمي الجديد‏,‏ من إغفال شديد للانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل وضرب المدنيين الفلسطينيين بأبشع أدوات الآلة العسكرية‏,‏ لتصبح إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم المدللة لدي أمريكا وأوروبا في وقت واحد‏,‏ بينما توجه الانتقادات للدول العربية ودول العالم الثالث عن ملفها في حقوق الإنسان‏.‏

كما يري المراقبون أن تصاعد مستوي التعاطف الأوروبي في وسائل الإعلام المستقلة والحكومية للتصرفات الإسرائيلية‏,‏ يمثل عائقا أمام دورها في حل القضية الفلسطينية والتعامل مع العرب مستقبلا‏,‏ حيث تركز وسائل الإعلام الأوروبية علي تبني المزاعم والروايات الإسرائيلية بأن ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة تأتي ضمن مسئولياته في حماية المدنيين الإسرائيليين في القري والمدن الاسرائيلية من القذائف والصواريخ التي تطلقها حماس من داخل قطاع غزة‏,‏ في ظل تراجع مستوي التعاطف للفلسطينيين وحقهم المشروع في المقاومة‏,‏ واختفاء لغة الخطاب الحقوقي التي ظلت سائدة في الإعلام الغربي‏.‏




مصداقية حماس وأمن مصر

قبل أن ينهي وفد حركة حماس مباحثاته في القاهرة حول الحوار مع حركة فتح واعادة تنظيم الاوضاع علي الحدود المصرية الفلسطينية‏,‏ خرج احد كوادر كتائب القسام التابعة للحركة يهدد بتفجير السياج الحدودي بين مصر وقطاع غزة لمنع اي محاولة لتنظيم عملية العبور علي الحدود‏,‏ وحاولت بعض الشاحنات الفلسطينية اجتياز بوابة صلاح الدين الي رفح دون الالتزام بالضوابط التي تطبقها قوات الامن المصرية‏.‏


وهذه السلوكيات تطرح مؤشرات خطيرة حول مدي مصداقية بعض الاجنحة داخل حركة حماس مما جري أخيرا علي الحدود المصرية الفلسطينية‏,‏ ومدي جديتها في التوصل الي حل حقيقي ينهي معاناة اهلنا في غزة في اطار الوحدة الوطنية الفلسطينية‏,‏ وفي مواجهة الحصار الاسرائيلي‏,‏ وليس علي حساب تهديد الامن القومي المصري‏,‏ ومعاقبة مصر علي موقفها التاريخي الداعم والمساند الدائم للحق الفلسطيني‏.‏


لقد خاضت مصر ـ ولاتزال ـ معركة دبلوماسية لرفع الحصار الاسرائيلي عن غزة واعادة فتح المعابر الحدودية‏,‏ واجرت اتصالات مكثفة مع كل الاطراف الدولية والاقليمية المعنية بهذا الامر‏,‏ وخاصة مع الجانب الأوروبي الذي يعد طرفا اساسيا في اتفاقية ادارة المعابر‏,‏ واستكملت هذه الاتصالات بمباحثات مباشرة مع خافيير سولانا المنسق الاعلي للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي‏,‏ وكان من اهم نتائج هذه الاتصالات موافقة الاتحاد الاوروبي مبدئيا علي عودة مراقبيه الي المعابر اذا توافرت الضمانات اللازمة بعدم تعرضهم الي اي مخاطر‏.‏


وليس سرا ان اهم عقبة الآن امام اعادة تشغيل المعابر الحدودية هي
الخلافات الفلسطينية ـ الفلسطينية‏,‏
وان توصل السلطة الفلسطينية وحركة حماس الي اتفاق ينهي الخلافات بينهما هو السبيل الوحيد‏,‏ ليس فقط لحل مشكلة المعابر‏,‏ وإنما لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ومواجهة التحديات الاسرائيلية بوحدة الصف‏,‏ وليس بمحاولة زعزعة استقرار المناطق الحدودية مع مصر‏.‏


رأي في القرار المشبوه الصادر عن البرلمان الأوروبي

الحقيقة أنني بعد أن قرأت النص الكامل للقرار المشبوه الصادر عن البرلمان الأوروبي ازداد يقيني بأن الذين صاغوا هذا القرار ينطبق عليهم صفة شاهد ما شفش حاجة‏.‏
لقد اعتبر القرار المشبوه أن الأقباط ومن أسماهم بالبهائيين والشيعة والقرآنيين يعانون من العزلة الطائفية‏,‏ وهذا وصف غريب وتوصيف أغرب لم نسمع به في مصر‏...‏ والأهم من ذلك أن هذه التهمة المستحدثة ضد مصر ليست فقط سقطة كبري وإنما هي خلط معيب للأوراق وتجاهل للحق الثابت دستوريا والممارس عمليا علي أرض هذا الوطن المتسامح الذي يسمح بحرية اعتناق العقيدة وحرية ممارسة الشعائر لأتباع الأديان السماويه كافة‏.‏

أين هؤلاء المتعامون عن رؤية الحقيقة من مناخ التسامح الذي يظلل أرض مصر من جنوبها إلي شمالها ومن شرقها إلي غربها‏,‏ ويجري بث شعائر الأخوة الأقباط في وسائل الإعلام المصرية بل إن مصر سبقت دولا عديدة في اعطاء كامل الحق لغير اتباع الأديان السماوية في الاعتقاد وممارسة شعائرهم أيضا‏.‏

ان قضية المساواة بين أتباع الأديان المختلفة أشمل وأعمق كثيرا مما عرض له القرار الذي تعامل مع المسأله بسطحية شديدة‏,‏ وأغفل واضعو القرار التفرقة البديهية بين الأحداث التي تكون الدولة طرفا فيها وتلك التي تنشأ لاعتبارات مجتمعيه أو لحساسيات مصطنعة بين بعض أتباع الأديان المختلفه‏..‏ فالمهم أن الدولة المصرية يشهد لها سجلها بأنها تقف دوما علي الحياد وتتمسك بضرورة تفعيل القانون بشكل كامل بصرف النظر عن ديانة المتنازعين‏!‏

إنني كمواطن مصري أرفض هذا القرار المشبوه جملة وتفصيلا وأستنكر أن يعطي البرلمان الأوروبي لنفسه الحق في مطالبة مصر بوضع جدول زمني لتحسين حالة حقوق الانسان‏,‏ لأن ذلك يعانا وقح نظرة استعلائية غير مقبولة‏.‏

وليس أسخف من تجاهل التشريعات المصرية التي تجرم التعذيب وتضمن عدم سقوط هذه الجريمة بالتقادم‏..‏

وأيضا من السخف وعدم اللياقة أن يتحدث القرار المشبوه عن
إلغاء قوانين بدعوي أنها تمس استقلال القضاء
وينسون أنهم بذلك ينصبون من أنفسهم أوصياء علي دولة ذات سيادة‏.‏

ويالها من نكتة سخيفة أن يتحدث القرار البرلماني الأوروبي عما أسماه عدم احترام مصر لاتفاقية حقوق العمال المهاجرين وأسرهم‏,‏

بينما زوارقهم في البحر المتوسط تشهد بجرائم يندي لها الجبين وتمثل قمة الانتهاك لاتفاقية عام‏1993‏ التي يتحدثون عنها ويربطونها بأحداث ميدان مصطفي محمود عام‏2005‏ التي لم تكن مصر طرفا فيها وإنما كانت بين طالبي اللجوء من الأخوة السودانيين ومفوضية الأمم المتحدة بالقاهرة‏.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-17, 09:46

مصر‏..‏ والحدود مع غزة

رسالة واضحة ومحددة تبلورت معانيها ودلالاتها السياسية والاستراتيجية بحسم قاطع إبان الاجتماع الوزاري الذي عقد أمس الأول برئاسة الرئيس مبارك لبحث مسألة الحدود مع قطاع غزة عقب الأحداث الأخيرة‏.‏
ورسالة مصر لكل من يعنيه الأمر تؤكد ثلاثة محاور مهمة وأساسية‏:‏
أولها‏:‏ أن مصر لن تسمح بتكرار أحداث معبر رفح‏,‏ ومن حقها ومسئوليتها صون حدودها وأرضها في سياق سيادتها عليهما‏,‏ واستهدافا للحفاظ علي أمنها القومي‏.‏ ولئن كانت مصر قد تغاضت عن الاقتحام الجماعي لسكان غزة‏,‏ تقديرا للمعاناة الإنسانية التي تعرضوا لها من جراء الحصار الإسرائيلي‏,‏ إلا أن مصر لم ولن تفرط أبدا في حقها وواجبها ومسئوليتها في أن تحول دون تكرار ما حدث‏,‏ وليدرك الجميع أن الحدود المصرية غير مستباحة‏.‏
ثانيها‏:‏ تحذر مصر من استمرار الانقسام الفلسطيني لما له من تداعيات خطيرة علي الشعب الفلسطيني‏.‏ ولقد نبهت مصر من المخاطر الجسيمة لهذا الانقسام فور سيطرة حركة حماس علي قطاع غزة في يونيو الماضي‏,‏ ودعت بكل الوضوح‏,‏ وخالص الحرص علي الحقوق المشروعة للفلسطينيين إلي ضرورة الحوار بين حركتي فتح وحماس لتوحيد الصف الفلسطيني‏,‏ وكررت مصر مطالبتها بإجراء الحوار الفلسطيني بيد أن المواقف المتباعدة بين فتح وحماس لاتزال تعرقل الاتفاق علي هذا الحوار‏,‏ لكن مصر تري أهمية تذليل العقبات لإجراء الحوار حتي يتعزز موقف المفاوض الفلسطيني‏,‏ بل والمفاوض العربي وصولا إلي إمكان حل القضية الفلسطينية‏.‏
ثالثها‏:‏ أن مصر ليست طرفا في اتفاق ترتيبات تشغيل معبر رفح‏,‏ فقد تم هذا الاتفاق في نوفمبر‏2005‏ بموافقة السلطة الفلسطينية‏,‏ وإسرائيل‏,‏ وأمريكا‏,‏ والاتحاد الأوروبي‏,‏ ومن ثم فإذا كانت هناك محاولة لإعادة هذه الترتيبات‏,‏ فينبغي أن تكون بين هذه الأطراف‏,‏ وعلي نحو خاص السلطة الفلسطينية‏.‏
هذه رسالة مصرية واضحة‏,‏ وما عدا ذلك من أنباء أو بالونات اختبار حول امتداد لقطاع غزة في سيناء باطل‏,‏

ذلك أن مصر
لن تفرط في شبر واحد من حدودها
التي استعادتها بالحرب والسلام‏.‏

في التاريخ اليهودي رواية أسطورية قديمة تقول سطورها‏:‏

إن رجلا يهوديا كتب وصيته بحيث تحصل زوجته علي عدة آلاف من الجنيهات ولكل ولد من أولاده ضعف ما تحصل عليه زوجته‏,‏ أما أقرباؤه وأصدقاؤه فقد وضع لكل واحد منهم رقما يتناسب وحجم علاقته به‏..‏ ولم ينس الرجل اليهودي أن يكتب في البند الأخير من الوصية عبارة تقول‏:

‏ هذه الوصية تلغي تلقائيا في حالة موت صاحب الوصية‏!‏
وفيما يبدو فإن هذه الأسطورة اليهودية القديمة تحولت إلي حقيقة وواقع ملموس بعد قيام الدولة العبرية عام‏1948,‏ والدليل علي ذلك أن الإسرائيليين منذ هذا التاريخ يتعاملون مع مرجعيات الشرعية الدولية بمثل ما ورد في وصية الرجل اليهودي برغم أن هذه المرجعيات واضحة وضوح الشمس وليس بها بند يسمح بالإفلات بمثل ما كتب اليهودي في وصيته‏,‏ حيث يتحايل الإسرائيليون علي ذلك بالادعاء بأن هذه المرجعيات ليست صكا ملزما وإنما هي مجرد قاعدة للاسترشاد فقط‏!‏

وربما يكون مفيدا أن نتذكر أن عقلية الأسطورة في التاريخ اليهودي التي تعشش الآن في عقول النخبة الحاكمه في إسرائيل ليست بعيدة عن شخصية المرابي اليهودي الذي لايحكم تفكيره سوي استغلال الظروف وإجادة الابتزاز والتعامل بلغة الفرض والإذعان والهروب من منهج التفاوض والحوار مادامت هناك قوة كافية لحماية وستر هذا الهروب‏!‏

أريد أن أقول بوضوح ان عقلية الأسطورة ترفض رد أي شيء يمكن اغتصابه طالما أنه بالإمكان استمرار الاحتفاظ به‏...
ولهذا يبدو التناقض واضحا
بين
إسرائيل التي تعترف بمقررات الشرعية الدولية عندما تكون هذه المقررات في صالحها مثل قرار التقسيم عام‏1947‏ الذي منحها شرعية الوجود كدولة يهودية‏,‏
وبين
إسرائيل التي ترفض حزمة هائلة من مقررات الشرعية الدولية بدءا من القرار رقم‏194‏ بشأن حق عودة اللاجئين ووصولا إلي قرار مجلس الأمن رقم‏242‏ لأن هذه القرارات تتصادم مع نيات التوسع لديها وتسلب عنها أي إدعاء بالحق في استمرار احتلال الأراضي وبناء المستوطنات عليها‏.‏
والذي تفعله إسرائيل من توافق بين عقلية الأسطورة قبل آلاف السنين وعقلية الانتهازية التي ترجمتها علي أرض الواقع بعد اغتصاب فلسطين يؤكد لنا أن
التاريخ يظل هو خير معلم
وأن الذين يريدون أن يصلوا إلي الخيارات الصحيحة في التعامل مع تحديات الحاضر ومخاطر المستقبل ينبغي عليهم تكرار التقليب في صفحات التاريخ لاستلهام دروسه الحقيقية ومغزي ما به من روايات أسطورية حتي تتوافر لهم القدرة علي رسم خريطة صحيحة للطريق الذي يصل بهم إلي أهدافهم المشروعة بعد التعرف الكامل والفهم الدقيق لعقلية ونفسية الطرف الآخر‏!‏


نحن وانتخابات الرئاسة الأمريكية
معركة الثلاثاء الكبير التي شهدت إجراء انتخابات تمهيدية في‏24‏ ولاية أمريكية لاختيار مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري لانتخابات الرئاسة‏,‏ استقطبت اهتماما عالميا غير مسبوق‏,‏ بالنظر إلي تأثير الولايات المتحدة علي العالم‏,‏ والدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس المقبل في السياسات الدولية‏.‏

ونظرا لأن الشرق الأوسط هو إحدي المناطق الرئيسية التي سيتعين علي الرئيس المقبل التعامل معها‏,‏ وتحديدا استراتيجيته إزاءها‏,‏ فإن المطلوب مصريا وعربيا ـ ومن الآن ـ معرفة التوجهات الرئيسية للمرشحين الأساسيين في الحزبين بالنسبة للمنطقة‏,‏ وكيف يمكن التعامل معها بدلا من انتظار نتائج الانتخابات في نوفمبر المقبل‏,‏ ثم التحرك كرد فعل لسياسات الإدارة الجديدة‏.‏

وبرغم أنه ليس بالضرورة أن تتحول مواقف وآراء المرشحين أو تحديدا المرشح الذي سيفوز بالانتخابات‏,‏ إلي سياسات واستراتيجيات علي أرض الواقع‏,‏ باعتبار أن المرشح يمكن أن يقول ما يشاء‏,‏ لكن الرئيس يراعي عندما يفعل أمورا عديدة أن بعضها متناقض مع البعض الآخر‏,‏ إلا أن ذلك لا يعني عدم الاهتمام ببرامج المرشحين فيما يتعلق بالسياسة الخارجية‏,‏ بل لابد من قيام وزارات الخارجية ومراكز الأبحاث المعنية بوضع هذه البرامج النظرية علي بساط البحث والدراسة‏,‏ لمعرفة مدي واقعية أو عدم واقعية هذه البرامج‏,‏ وكيف ستؤثر علينا في حالة ما إذا توافرت الظروف لتطبيقها‏.‏

لقد حدد المرشحون الأساسيون مواقفهم بالفعل فيما يتعلق بقضايا العراق وفلسطين ودارفور‏,‏ ومن هنا‏,‏ فإننا لسنا إزاء مرشحين لا نعرف شيئا عنهم‏,‏ بل هم لأسباب كثيرة تتعلق بالشفافية وحرية الإعلام في الولايات المتحدة‏,‏ معروفون تماما من ناحية المواقف والأفكار والتوجهات‏.‏

إن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة أو دولة ما‏,‏ لا تظهر فجأة‏,‏ بل هي نتاج عوامل كثيرة أهمها آراء ومواقف المرشحين للرئاسة والذين سيكون من بينهم الرئيس المقبل‏,‏ ولذلك فإن معرفة توجهاتهم ومدي تأثيرها علينا‏,‏ تعد فرض عين وليس فرض كفاية علي دبلوماسيينا وباحثينا المختصين بالشئون الأمريكية‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-17, 09:51

الأسباب الحقيقة للأزمة اللبنانية‏!‏

تداخلت المواقف كثيرا بين الفرقاء وتراجعت الرغبة في الحل وفق كل التسويات المطروحة عربيا ودوليا وظهر واضحا التشدد خصوصا من جانب المعارضة وانتقادها الدائم للمبادرة العربية في محاولة غير بريئة لنسفها‏.‏الأزمة ومنذ أن نشبت وهي تدور في حلقة مفرغة كما لو كانت تنتظر أمرا ما وتوقيتا محددا وتعمل كل الأطراف علي تأخير موعد الحل ريثما تحين اللحظة الموعودة‏.‏


كل الشواهد ترجح تأجيل جلسة مجلس النواب اللبناني لانتخاب الرئيس الجديد والمقرر موعدها يوم الاثنين المقبل ولو حدث هذا وهذا هو الاحتمال الأقوي فسيكون تم تأجيل الجلسة للمرة الرابعة عشرة علي التوالي‏.‏

لكن التوقع الأقرب للحدوث هو أن قائد الجيش العماد ميشال سليمان المرشح التوافقي سيعلن بعد تأجيل الجلسة في بيان رسمي انسحابه من الترشيح للمنصب والبقاء في منصب قائد الجيش‏.‏

ولن يفاجأ الكثيرون بقرار كهذا من جانب سليمان فهو ووفقا لمصادر مقربة منه فكر من قبل مرات ومرات في اتخاذ مثل هذا القرار لكن جاءته تمنيات من الخارج والداخل تطلب منه عدم الإقدام علي مثل القرار حفاظا علي التماسك الهش الذي تعيشه الوحدة الداخلية في لبنان وشرحت الجهات الرافضة لمبدأ اعتذاره تأثيرات القرار علي معنويات الشعب اللبناني الذي يعيش حلم انتخاب الرئيس وطيّ صفحة الخلافات بصرف النظر عن الأسماء والمسميات‏.‏

لكن الآن تغيرت الصورة تماما ولم يعد بمقدور قائد الجيش أن يستمر في سباق الترشيح بعد أن أيقن أن المعارضة لا ترحب به وإن قبلت تطالبه بحزمة من القرارات تجعله وعلي مدي السنوات الست المقبلة لرئاسته لا يفعل شيئا وكل القرارات الرئاسية تم اتخاذها حتي قبل أن يؤدي يمين القسم‏.‏

ولم يعد سرا كبيرا ما يدور في خلفيات الترشيح الرئاسي سواء من حيث التأييد أو الرفض فهناك من يعتقد أن سوريا لا تتحمس له كونه جاء بعد استشارة الأكثرية لبعض الأطراف العربية وتري دمشق ان تسمية الرئيس تخصها وحدها أو بالتفاهم معها‏.‏

والضغوطات التي تمارس علي قائد الجيش هي كبيرة جدا فهو وجيشه خرج لتوه من مواجهة دامية مع تنظيم فتح الإسلام سقط فيها أكثر من سبعين شهيدا من الجيش وعشرات الجرحي وقبل أن يعيش نشوة الإنتصار علي هذا التنظيم المسلح تلقت المؤسسة العسكرية ضربة موجعة تمثلت في اغتيال اللواء فرانسوا الحاج مدير هيئة العمليات بالجيش والقائد المهم جدا في ترانا وقح المؤسسة العسكرية وكان يعتمد عليه سليمان بدرجة قصوي وبعد اغتياله قرأ الرسالة جيدا واعتبرها مقصودة الدلالة ولكنه كتم أحزانه متوعدا بالقصاص لدم الحاج‏.‏

وفي ذكري الاربعين لاغتياله وقعت مجزرة الشياح‏-‏ عين الرمانة وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير فبعدها مباشرة تم فتح النيران علي الجيش وقيادته ولم يعد كما كان من قبل محاطا بالحصانة والحماية بل أصبح هدفا لتوجيه الانتقادات ونثر النصائح‏.‏

غير أن هناك من يحمل قدرا من المسئولية لقائد الجيش الذي استجاب سريعا للمطالب وأجري اتصالات بشخصيات اعتبرها البعض غير ملزمة لسليمان بأية توضيحات حول ما حدث‏,‏ كما أن التحقيق الذي تم الكشف أشار إلي اعتقال‏9‏ عسكريين علي خلفية الأحداث وهو أمر ترك تأثيراته داخل صفوف المؤسسة العسكرية من أكثر من زاوية‏.‏

وفي مثل الحالة اللبنانية قد يتساءل البعض عن جوهر المشكلة اللبنانية وحقيقتها وهل هي حقا خلاف سياسي علي ترانا وقح الحكومة أو حصص الأكثرية والأقلية‏.‏
فمن غير المتصور أن يكون كل هذا الخلاف حول تشكيلة الحكومة وهو بالتأكيد ليس كذلك بدليل أن عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية انتزع من قبل موافقة الأكثرية علي منح المعارضة الثلث الضامن وتخيل أنه أنجز التسوية الصعبة لكن المفاجأة كانت من المعارضة التي رفضت قبول الثلث الضامن بدعوي أنها ترفض تقديم وعد في حينه بتهيئة الأجواء لانتخاب الرئيس الجديد‏.‏

الأزمة اللبنانية لها مفتاح وحيد للحل يعرفه الجميع يتمثل في قبول سوريا بالتسوية فهل ينجح الإصرار العربي علي معاونة لبنان في تمرير الاستحقاق الرئاسي متمثلا في مسعي الأمين العام للجامعة عمروموسي وبين تمسك المعارضة بثوابت طرحتها قبل المبادرة ولا تريد الحياد عنها مهما كلفها الأمر وبين حيرة كبري في صفوف فريق الأكثرية الذي تتنازعه الهواجس والخشية من أن يطول أمد المواجهة؟ وهو بكل المقاييس استنزاف لمشروعه السياسي القائم علي تماسك قوي‏14‏ آذار‏.‏

من قبيل التفاؤل المفرط يمكن القول إن حظوظ المبادرة العربية اصبحت كبيرة بعد‏7‏ زيارات متتالية قام بها موسي لبيروت‏,‏ والواقعية التي تنسجم مع الحالة اللبنانية تقول إن الحل العربي لا تنتظره الأرضية الملائمة ولو نجح في تثبيت الوضع علي ما هو عليه ربما يكون قد حقق أهم من التسوية‏.‏

فالخطر الآن ليس في فشل المبادرة ولكن في انفلات الوضع وتدهور الأمن‏ ومن هنا باتت الآن الأكثرية وأقرب من أي وقت مضي مقتنعة بمنح المعارضة الثلث الضامن في تشكيلة الحكومة المقبلة‏,‏ إذا كان هذا ينهي الأزمة ولكنه يخشي من أن المعارضة لن تكتفي بذلك وستطلب المزيد وتعود الأزمة مجددا إلي نقطة الصفر دون حل‏.‏

وإلي أن تنتهي مهمة موسي في لبنان من الضروري الانتظار وعدم التعجل في إصدار الأحكام‏.‏



إنقاذ لبنان أم القمة؟

ما أعلنه الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسي بعد مباحثاته الرباعية مع أقطاب المعارضة والأغلبية والمولاة في بيروت من أن مايحدث في لبنان له تأثير علي القمة العربية في دمشق سيكون له تأثير كبير علي مستوي مشاركة القيادات في القمة‏.‏
هذه التصريحات وإن كان هدفها دفع الأطراف خاصة الشقيقة سوريا للمساعدة في إقناع المعارضة لإنجاح قمتها بحل أزمة التشكيل الوزاري في لبنان وقبول المثالثة‏,‏ بعشر وزراء لها في الحكومة اللبنانية المقبلة والتخلي عن الحانا وقح الوزارية الإضافية المرجحة التي تتيح لها السيطرة علي القرار داخل حكومة الوحدة الوطنية‏,‏ إلا انها تبغي في النهاية انقاذ لبنان‏.‏
هذا الخلاف الذي لايزال متفجرا مع إصرار المعارضة علي موقفها من نسبة المشاركة وزاد عليها العماد ميشيل عون مطالب أخري أعاد الجميع إلي نقطة الصفر‏.‏وإلي جانب الخلاف الرئيسي حول التشكيل الوزاري أدخلت المعارضة مطلبا جديدا بضرورة الاتفاق علي اسم رئيس الحكومة المقبل بهدف الإطاحة بفؤاد السنيورة رئيس الحكومة الحالي‏,‏ والموافقة علي البيان الوزاري‏,‏ إلي جانب توزيع الحقائب‏.‏
هذه المطالب الجديدة قوبلت بهجوم عنيف من زعيم الأغلبية سعد الحريري علي قيادات المعارضة بحزب الله واتهامه بصرف الأموال للإعداد للفتنة‏,‏ وأن بلاده تتعرض لهجوم سياسي إرهابي من إيران وسوريا‏,‏ داعيا مع زعيم الأكثرية الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل إلي احتشاد اللبنانيين بساحة الشهداء في الذكري الثالثة لمقتل الحريري لاحتجاج الأغلبية علي استمرار الأزمة اللبنانية‏,‏ وهو ما يمكن أن يؤدي في ظل تمسك قيادة كل فريق بمواقفهم إلي حدوث المواجهة وتكرار أحداث الأحد الدامي الذي كان يهدد بعودة الحرب الأهلية‏.‏ وهنا ستكون الطامة الكبري والتأثيرات المباشرة علي القمة العربية المقبلة‏.‏
أمام هذا الوضع المتدهور المقابل للانفجار وفي إطار ما أعلن من أن نجاح القمة لابد أن يسبقه إعداد جيد‏,‏ هذا الإعداد يدعو الأمين العام للجامعة العربية إلي التوجه لرئاسة القمة الحالية والمقبلة للقادة بسرعة تشكيل فرق عمل علي أعلي مستوي يرأس كلا منها زعيم عربي أو أكثر لبحث المشاكل العربية المتأزمة من لبنان للعراق لغزة لدارفور للصومال لتقديم حلول عملية لها للقمة المقبلة لدراستها وبحثها واتخاذ قرارات عملية لحلها بعيدا عن جدول الأعمال الروتيني الذي يعد مسبقا مع البيان الختامي قبيل انعقاد القمة التي يقتصر عملها علي إلقاء عدد من القادة لكلمات تاريخية ليتم إقرار البيان والقرارات المعدة سلفا‏.‏ المتابع لتاريخ انعقاد القمم العربية قبيل دوريتها هو انعقادها لحل أزمة ومشكلة عربية‏,‏ وليس العانا وقح من أن وجود الأزمة سيؤثر علي انعقاد القمة ومستوي تمثيلها‏.‏
مشاكلنا متعددة وبحاجة لأكثر من قمة مؤثرة وفاعلة وليست قمما روتينية لا تنفذ أغلبية قراراتها‏.‏






قتـل الأمـل

التصعيد الاسرائيلي ضد الفلسطينيين‏,‏ واستمرار عمليات القصف والاجتياحات وقتل الناشطين وتشديد الحصار علي غزة‏,‏ والتلويح بعودة سياسات اغتيال قادة وكوادر الفصائل الفلسطينية‏,‏ بالتزامن مع استمرار بعض الفصائل في اطلاق الصواريخ علي المستعمرات القريبة من القطاع‏,‏
يقتل الأمل
في امكانية التوصل الي اتفاق بين السلطة الفلسطينية واسرائيل يفضي الي قيام دولة فلسطينية مستقلة قبل نهاية العام الحالي‏,‏ وفقا للبيان الصادر عن اجتماع أنا بوليس والالتزام المعلن من الرئيس الأمريكي جورج بوش‏.‏

في الوقت نفسه تعرقل الانقسامات الداخلية بين الفلسطينيين الجهود الرامية إلي انهاء الحصار المفروض علي قطاع غزة‏,‏ والمحاولات الرامية إلي الخروج من دائرة العنف والعنف المضاد‏,‏ والتي لاتحقق أي مكاسب للشعب الفلسطيني‏,‏ وليس سرا أن اسرائيل تستغل هذا الانقسام في توسيع دائرة عملياتها ضد الفلسطينيين والمضي قدما في سياسات التوسع الاستيطاني علي حساب الأراضي الفلسطينية المحتلة‏,‏ وهو الأمر الذي يجب أن يكون محل اعتبار لدي القوي الفلسطينية‏,‏ حتي تركز جهودها في توحيد الصف الفلسطيني واعادة ترتيب البيت من الداخل لمواجهة التحديات الاسرائيلية‏,‏ والتوقف عن تكريس عملية فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة‏,‏ والانقسام بين السلطة الفلسطينية وحماس‏,‏ والذي أدي في النهاية الي الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان القطاع‏,

‏ وحاولت مصر التخفيف منها رغم التجاوزات التي شهدتها الحدود المصرية الفلسطينية‏.‏
وقد أثبت الواقع منذ استيلاء حماس علي السلطة في غزة في شهر يونيه الماضي فشلها في ادارة الصراع بشكل يحقق مصالح الشعب الفلسطيني ويزيح عن كاهله الويلات التي يعاني منها‏,‏ ولابد من عودة الأمور الي نصابها وأن تكون هناك سلطة فلسطينية واحدة تمثل كل الشعب الفلسطيني وتستطيع ادارة الصراع بالشكل المناسب‏,‏ والتعامل مع المجتمع الدولي والعربي بما يحقق المصالح الفلسطينية العليا‏,‏ وهو وحده الأمر الكفيل بحماية الفلسطينيين واحياء الأمل بداخلهم‏.‏

لكي ينفذ اتفاق دارفور

بعد خلافات طويلة وشد وجذب وقعت الحكومة السودانية والبعثة المشتركة الأممية الإفريقية لحفظ السلام في دارفور اتفاقا لتنظيم عمل قوات حفظ السلام‏.‏ إنها خطوة مهمة علي طريق إعادة الاستقرار إلي الإقليم المضطرب‏,‏ لكن لكي تبقي مهمة فلابد من أن تتعاون كل الأطراف وبحسن نية علي تنفيذ الاتفاق حتي لا يتعثر وتظل معاناة أبناء الإقليم تتفاقم‏.‏

مطلوب من قيادة البعثة الدولية ـ الإفريقية أن تلتزم بما نص عليه الاتفاق وتحترم سيادة ووحدة أراضي السودان‏,‏ وألا تحاول القيام بأي عمل يدفع الخرطوم للاعتراض وإعاقة مهمة القوة‏.‏ كما يتعين علي حكومة السودان أن تسهل بكل ما تستطيع نشر هذه القوات وأداء عملها علي أفضل وجه ممكن في حماية مخيمات المشردين ورصد تحركات المتمردين والميليشيات الموالية للحكومة للحد من هجماتهم علي المدنيين الأبرياء‏,‏ وهذا كله في مصلحة أبناء دارفور الذين هم جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب السوداني الشقيق‏.‏
من المفروض أن يكون هذا الاتفاق قد استجاب لشرط مهم من شروط انضمام المتمردين لعملية السلام‏,‏ وإذا أعاقت الحكومة أو قيادة البعثة عمل القوات لأي سبب فستعطي ذريعة جديدة للمتمردين لمواصلة رفض الاشتراك في المفاوضات‏,‏ وقد لا يستطيع المجتمع الدولي الضغط عليهم في هذه الحالة لكي يدخلوا بجدية في تفاوض جاد للتوصل إلي حل سلمي عادل ونهائي للمشكلة‏.‏
إن الأزمة الإنسانية في دارفور أدت إلي تدويل المشكلة وأصبحت أطراف كثيرة تتدخل فيها‏,‏ مما أعاق جهود حلها‏,‏ ولا نريد أن تمتد لأكثر من ذلك حتي لا تتعقد أكثر‏,‏ وعلي الأمم المتحدة والدول الغربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أن تقوم بدور فاعل لإقناع المتمردين بأن التفاوض [/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-17, 09:54

درافور(راي كمان في الاحداث بدارفور)

التوقيع علي اتفاقية نشر القوات الدولية في دارفور بين حكومة السودان والبعثة المشتركة للإتحاد الافريقي والأمم المتحدة بعد طول انتظار لا يعني أن السلام والاستقرار سيعودان قريبا إلي الإقليم أو أن ملايين المشردين واللاجئين علي وشك العودة إلي بيوتهم أو ما تبقي منها‏.‏

فالاتفاق ليس سوي مجرد خطوة علي طريق طويل مليء بالعقبات ومحفوف بالارتياب وانعدام الثقة‏,‏ الأمر الذي سوف يعوق عمل هذه القوة بالكفاءة والسرعة المطلوبتين‏.‏ لكنه في الوقت نفسه يلبي أحد الشروط الرئيسية لكبري حركات التمرد للانضمام إلي مفاوضات السلام‏.‏

فليس معروفا بعد ما إذا كانت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي قد استجابا لشروط الخرطوم وفي مقدمتها حظر إقلاع طائرات القوة الدولية ليلا وحقها في اغلاق الاتصالات في أي وقت‏,‏ فضلا عن الاعتراض علي نشر قوات غير إفريقية إذا كان بالإمكان توفير القوة بالكامل‏(26‏ ألف جندي وشرطي‏)‏ من إفريقيا‏,‏ وهي مطالب اعتبرتها الأمم المتحدة معوقة لعمل القوة وتجعلها غير فعالة‏,‏ أم أن الخرطوم تراجعت عنها أو تم ترك بعضها معلقا‏.‏

وعلي افتراض تسوية كل تلك الخلافات مازال عدد القوات التي وصلت بالفعل إلي دارفور أقل بكثير مما هو مطلوب‏(9‏ آلاف فقط‏)‏ نظرا لتردد كثير من الدول عن المشاركة فيها خوفا من تعرضها لاعتداءات
مما يبقي علي وجودها رمزيا حتي الآن في اقليم تزيد مساحته علي نصف مساحة مصر‏.‏

وسواء اكتمل عدد القوات أو بقي ناقصا فالأرجح ألا تستطيع عمل الكثير سوي حماية معسكرات المشردين داخل الإقليم ورصد تحركات الأطراف المتحاربة وتحديد من الباديء بفتح النيران‏.‏ لكنها لن تتدخل لفض اشتباك بين القوات الحكومية أو الميليشيات الموالية لها وبين حركات التمرد‏,‏ بل قد تتعرض هي نفسها للاعتداء فترد بقوة لتبدأ حرب من نوع آخر بينها وبين هذا أو ذاك من أطراف الصراع حتي تيأس في النهاية وتنسحب كما حدث في الصومال عام‏1994.‏

الحل ليس أساسا في نشر القوات وإنما في التوصل لاتفاق سلام قابل للتنفيذ بين الحكومة وحركات التمرد جميعا‏,‏ وهذا يحتاج إلي ضغوط دولية مكثفة علي المتمردين لكي ينضموا للمفاوضات وفرض عقوبات علي الذين يواصلون رفضهم مثل عبد الواحد نور الذي يضع العربة أمام الحصان باشتراطه نزع سلاح الميليشيات الموالية للحكومة وفرض حظر جوي علي الإقليم وطرد العرب الذين استوطنوا في أراضي الأفارقة وصرف التعويضات للمضارين‏,‏ دون أن يترك شيئا للتفاوض عليه‏!‏


انتبهوا ايها الساده

تعتزم إسرائيل البدء علي وجه السرعة في بناء سور عازل علي الحدود المصرية الإسرائيلية‏,‏ يبدأ من مستوطنة نتزانا في أقصي الشمال إلي مدينة إيلات في الجنوب بطول‏230‏ كيلو مترا‏,‏ بدعوي منع إمكانية تسلل أي من العناصر الفلسطينية المقاتلة أو الانتحارية من غزة إلي منطقة النقب عبر سيناء‏,‏ كما تعتزم إسرائيل استكمال الجدار العازل الذي يفصل الضفة عن جنوب إسرائيل بطول‏26‏ كيلو مترا كي تمنع تكرار ماحدث في مدينة ديمونة وسط النقب‏,‏ عندما تمكن انتحاريان فلسطينيان من التسلل من منطقة الخليل إلي ديمونة للقيام بعملية انتحارية أدت إلي مقتل عجوز إسرائيلية عمرها سبعون عاما‏!‏

وباستكمال بناء هذين السورين تكون إسرائيل قد عزلت نفسها وراء أسوار حصينة‏,‏ تعتقد أنها يمكن أن تكفل أمن مواطنيها‏,‏ وتمنع تسلل أية عمليات عسكرية أو انتحارية إلي أراضيها‏,‏ وتحمي حدودها من أي إجتياح فلسطيني مثل الذي حدث في معبر رفع‏..,‏ والواضح أن مشروع الجدار العازل الذي يفصل بين النقب وسيناء يحظي بمساندة كل قوي التحالف الحاكم في إسرائيل خصوصا إيهود باراك رئيس حزب العمل ووزير الدفاع‏,‏ الذي يطلب أن تبدأ عملية بناء السور من مدينة إيلات في الجنوب‏,‏ في الوقت الذي يبدأ فيه العمل في أقصي الشمال عند مستوطنة نتزانا لدواعي العجلة‏,‏ التي تتطلب الانتهاء من بناء الجدار في أسرع وقت ممكن‏!‏

لكن هذا الهدف المعلن يخفي وراءه خططا ونوايا أخري‏,‏ تتعلق بطبيعة الأوضاع في هذا المثلث الحدودي الذي يربط مصر وفلسطين وإسرائيل في ظل إصرار إسرائيل علي فض الاشتباك مع قطاع غزة والتنصل من مسئولياتها تجاه مليون ونصف المليون فلسطيني تحرص علي الابقاء عليهم في سجن كبير مغلق‏,‏ وتمنع عنهم إمدادات الغذاء والدواء والوقود‏,‏ وتشدد حصارها‏,‏ بحيث لايصبح لهذه الكتلة البشرية المحشورة داخل قفص مغلق سوي أن تكرر انفجاراتها تجاه الحدود المصرية‏,‏ في الوقت الذي ترفض فيه إسرائيل إعادة النظر في ترتيبات الحدود التي تنظمها ملاحق اتفاقات كامب دافيد‏,‏ وزيادة عدد قوات الأمن المنوط بهم حراسة الحدود المصرية‏,‏ بحجة أن أعداد قوات الأمن المصري‏750‏ جنديا تكفي للقيام بهذه المهمة ويزيد‏,‏ رغم الاجتياح الفلسطيني الأخير لمعبر رفح ودخول أكثر من نصف مليون فلسطيني الي رفح والعريش‏!‏

ومايزيد من دواعي القلق علي مستقبل الوضع في هذه المنطقة ما بين غزة ومصر وإسرائيل حرص حماس علي استثمار الأزمة الإنسانية للقطاع في قطع علاقات غزة بالضفة‏,‏ بدعوي الانفصال عن إسرائيل أملا في قيام كيان انفصالي في القطاع يكون بمثابة دولة صغيرة تحكمها حماس لها عملتها الخاصة ولا ترتبط بشيء مع الضفة‏,‏ وإلزام مصر التعامل مع هذا الكيان غير الشرعي وإمداده بشريان الحياة تحت ضغوط المأساة الإنسانية لسكان القطاع‏,‏ الأمر الذي يعني تدمير فرصة قيام الدولة الفلسطينية‏,‏ وتثبيت الوضع الانفصالي في غزة‏..‏ فهل يمكن لمصر أن تذعن لهذا المخطط الذي يخدم مصالح إسرائيل في التنصل من مسئولياتها وتصدير المشكلة إلي مصر‏,‏ ويخدم في الوقت نفسه مصالح حماس في قيام كيان انفصالي علي حدود مصر تحكمه جماعة الاخوان المسلمين؟‏!‏ أم واجبها الوطني والقومي يملي عليها إفساد هذا المخطط الشرير مهما يكن حجم التضحيات المطلوبة‏.‏


اللوبي اليهودي في أوروبا

قرار البرلمان الأوروبي الذي أساء إلي مصر وسياستها فيما يتعلق بحقوق الإنسان‏,‏ يثير مسألة يجب أن يعطيها العرب ما تستحقه من الاهتمام‏,‏ وهي تأثير اللوبي اليهودي في أوروبا‏.‏

ففي أوروبا أعداد كبيرة من الجمعيات والتنظيمات والهيئات اليهودية والصهيونية لها تأثير كبير في الإعلام والأحزاب والبرلمانات‏,‏ ولها صلات قوية مع معظم المفكرين وصناع الرأي العام‏,‏ ويمتد تأثيرها إلي عملية صنع القرار السياسي‏,‏

وتمثل هذه المنظمات جسور اتصال بين المصالح الإسرائيلية والنخبة السياسية والفكرية في كل دولة أوروبية‏,‏ وقد بدأ نشاطها مع بداية نشأة إسرائيل‏(1948)‏ وعلي مدي‏60‏ عاما كرست جهودها علي حشد التأييد المطلق لها وفي سبيل ذلك استخدمت كل الطرق ـ المشروعة وغير المشروعة والظاهرة والخفية ـ لانا وقحب الرأي العام الأوروبي‏,‏ خاصة بين الشباب‏,‏ ونجحت في اقامة مشروعات لخدمة إسرائيل مستخدمة في ذلك كوادر وكفاءات ذات خبرة في أساليب الضغط والتأثير علي الحكومات والمؤسسات التشريعية والسياسية‏,‏

ولابد من الاعتراف بنجاح اللوبي اليهودي في هذه المجالات وفي جعل الإعلام الأوروبي في عمومه مواليا لإسرائيل‏,‏

باستخدام كل الوسائل من اتصالات واغراءات وتوجيه الدعوات لزيارة إسرائيل‏,‏ فضلا عن الدعاية والمؤتمرات‏,‏ وعن طريق جمعيات حقوق الإنسان التي تجيد استخدامها للتأثير علي الرأي العام في أوروبا وتوجيهه ضد العرب والمسلمين‏,

‏ وفي هذه التنظيمات شخصيات يهودية مؤثرة تعمل لإشعال العداء ضد كل من يخالف توجهات إسرائيل بسلاح معاداة السامية‏,‏ وفي نفس الوقت فإن اللوبي اليهودي نجح علي مدي أكثر من نصف قرن من العمل الجاد في استقطاب عناصر مهمة في المجتمعات الأوروبية من غير اليهود‏,‏ كما تمثل المحافل الماسونية قوة لا يستهان بها في خدمة إسرائيل‏.‏

يضاف الي كل ذلك‏,‏ تأثير الجماعات اليهودية في الانتخابات‏,‏ وارتفاع المستوي الثقافي والسياسي لأعضائها‏,‏ وتميز هذه الجماعات بالنظام والعمل في اتجاه واحد وفقا لتخطيط ولتحقيق أهداف محددة في كل مرحلة‏,‏ والمثال علي ذلك الضغوط التي مارستها هذه التنظيمات في معركة المطالبة باستعادة ممتلكات اليهود وأموال ضحايا الهولوكوست في بنوك أوروبا‏,‏ ثم معركة المطالبة بتعويضات مالية باهظة عن ضحايا الحرب العالمية من اليهود ـ دون سواهم ـ وفي كل دولة أوروبية مؤسسات ومنظمات يهودية تقوم بتقديم المساعدات لإسرائيل‏,‏ منها مؤسسات دينية‏,‏ وجمعيات ومنظمات ثقافية واجتماعية وخيرية‏,‏ وهذه الجمعيات لها دور كبير في جمع الأموال لصالح إسرائيل‏,‏ والضغط علي الحكومات لتقديم معونات ومساعدات للدولة العبرية‏.‏

وليس خافيا موقف اللوبي اليهودي في فرنسا من الجنرال ديجول لعقابه علي قراره حظر تصدير السلاح لإسرائيل عقب حرب‏1967,‏ واعتبرته موقفا معاديا لإسرائيل‏,‏ ونجحت في توجيه ضربتها الانتقامية بقرار حلف الأطلنطي سنة‏1968‏ بتعليق عضوية فرنسا في الحلف‏,‏ والمشاركة في تدبير تمرد الطلبة الشهير في نفس السنة‏,‏ ولم يجد ديجول في النهاية إلا أن ينسحب من الحياة السياسية في عام‏1969,‏

وبعده تعرض الرئيس بومبيدو أيضا لضغوط ومشكلات عديدة استمرت حتي وفاته بسبب قراره بيع طائرات ميراج الي ليبيا‏,‏ واستمرت الضغوط اليهودية علي الرئيس جيسكار ديستان بسبب مساعدته العراق في اقامة برنامجها النووي‏,‏ وهذا ما جعل الرئيس ميتران بعد ذلك ينتهج سياسة تحقق ما تطلبه إسرائيل لينال رضي المنظمات اليهودية‏,‏ فبدأ بتشجيع الشركات الفرنسية علي تجاهل الحظر المفروض من الجامعة العربية في أثناء زيارته لإسرائيل‏,‏ ثم انتانا وقحت علاقته بهذه التنظيمات عندما أعلن شجبه للعدوان الإسرائيلي علي لبنان ومساهمته في إنقاذ الرئيس عرفات من الحصار في بيروت‏,‏ وفي عهد الرئيس شيراك حصل اليهود علي مكاسب عديدة هي التي ضمنت له البقاء لفترة رئاسة ثانية‏.‏

وما يحدث في فرنسا يحدث في كل دولة أوروبية دون استثناء‏,‏ فلماذا نندهش عندما يصدر قرار من البرلمان الأوروبي يسيء الي سياسة مصر في حقوق الإنسان‏,‏ وقد صدر عن اللجنة السياسية التي ترأسها يهودية ناشطة في اللوبي اليهودي‏,‏ وماذا فعل العرب جميعا علي مدي أكثر من نصف قرن ليجدوا اليوم العدالة والإنصاف بينما قوة التضليل تعمل دون كلل ودون توقف في القارة الأوروبية بأكملها‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-17, 09:58

لحظة تاريخية حاسمة في لبنان‏!‏

اغتيال عماد مغنية قائد عمليات حزب الله اللبناني منذ عدة أيام فتح الباب علي مصراعيه لاحتمالات خطيرة علي مستقبل لبنان‏.‏ هذا ما يكاد يجمع عليه كل المراقبين السياسيين المهتمين بالشأن اللبناني‏.‏

ولعل في تصريحات بعض قادة الحركة السياسية في لبنان ما يؤكد هذه الحقيقة‏,‏ حيث راحوا جميعا يتبادلون الاتهامات فيمن هو وراء هذا الاغتيال‏,‏ وأيا كانت الجهة التي تقف وراء الاغتيال‏,‏ فإن الأمر المؤكد أن هناك أيد خفية تلعب لعبة الاغتيالات الأثيمة هذه للحيلولة دون استقرار هذا البلد العربي الشقيق‏,‏ وتستهدف هذه الأيدي ليس مجرد حياة هذا الشخص أو ذاك بل مصلحة الوطن اللبناني كله‏.‏

وبطبيعة الحال تستغل هذه الأطراف الخفية الخلافات الطائفية اللبنانية لتحقيق مصالحها هي‏,‏ دونما أي اعتبار لمصلحة المواطن اللبناني المسكين‏,‏ الذي هو آخر من يفكر فيه المتآمرون‏,‏ فما الذي يجب علي اللبنانيين عمله في تلك اللحظة الحاسمة من تاريخهم؟

ليس أمامهم إلا بديلان اثنان‏,‏ الأول أن يتركوا أنفسهم للتيار‏,‏ تتقاذفهم هذه الأيدي الخفية الآثمة‏,‏ ومن ثم يستمر الخطر علي مستقبل لبنان الوطن وصولا إلي انهياره وعودته إلي الدائرة الجهنمية التي عاشها في السبعينيات والثمانينات‏,‏ وأما البديل الثاني فهو الوقوف وقفة تاريخية‏,‏ والتوحد معا لتفويت الفرصة علي المتآمرين‏.‏

إن علي الأكثرية والاقلية أن يسارعا إلي الاتفاق علي انتخاب الرئيس الجديد بأسرع وقت ممكن‏,‏ ويجب عليهم إعطاء الأولوية القصوي لهذا الشأن‏,‏ وعندها ستتضح كثير من الرؤي‏,‏ وسيتوقف نزيف الدم‏..‏ أما أن يتركوا أنفسهم للاختلافات الطائفية الضيقة تطحنهم‏,‏ فهذا ما سيضيع لبنان كله‏,‏ ذلك الوطن الجميل الذي نحبه جميعا‏..‏ فهل سيقف اللبنانيون
مع أنفسهم هذه الوقفة أم سيفضلون ترك أنفسهم للأطراف الخارجية تصنع لهم مستقبلهم وساعتها لا يكون لهم مستقبل؟

تصعيد غير مبرر

التصعيد العسكري الإسرائيلي علي غزة‏,‏ واستهداف منازل الناشطين التي تقع في أحياء سكنية مكتظة‏,‏ مما يؤدي إلي ضحايا كثيرين من المدنيين‏,‏ أمر غير مقبول مهما تكن مبرراته‏,‏ ولا يقلل من ذلك نفي إسرائيل مسئوليتها عن قصف غزة‏,‏ فهذا ما اعتدناه دائما من الجانب الإسرائيلي‏.‏

والحقيقة أن ممارسات إسرائيلية كثيرة في الفترة الأخيرة تعطي مؤشرات علي عدم جدية إسرائيل في التفاوض مع الفلسطينيين للتوصل إلي اتفاق سلام نهائي‏,‏ منها استمرار حصار غزة وتصعيد هذا الحصار بالعودة مرة أخري إلي قطع المواد البترولية بشكل يؤثر علي طاقة توليد الكهرباء في المدينة‏,‏ وعرقلة وصول المرضي إلي المستشفيات‏,‏ وصولا إلي التوغلات العسكرية بحجة مطاردة مطلوبين‏,‏ والتهديد باغتيال قادة حماس والفصائل الفلسطينية‏,‏ ثم التصعيد العسكري بقصف منازل الناشطين في غزة بالصواريخ‏,‏ فضلا عن استمرار سياسات الاستيطان في الضفة والقدس‏,‏ ونشر الأنفاق أسفل المسجد الأقصي بشكل يهدد أساسات المسجد‏..‏ وغيرها من الممارسات‏.‏

لقد التزمت إسرائيل أمام مؤتمر أنابوليس‏,‏ وخلال جولة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأخيرة في المنطقة‏,‏ بالدخول في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين علي أساس خطة خريطة الطريق‏,‏ للتوصل إلي اتفاق سلام قبل نهاية العام الحالي‏,‏

يتيح قيام دولة فلسطينية مستقلة إلي جانب دولة إسرائيل‏,‏

وهو أمر يبدو الآن غير قابل للتحقيق بسبب الممارسات والمماطلات الإسرائيلية‏,‏ مما يستدعي ضرورة تدخل الإدارة الأمريكية التي التزمت في مؤتمر أنابوليس بأن تكون الدولة الراعية للمفاوضات‏,‏ بالإضافة إلي اللجنة الرباعية الدولية‏,‏ وإلزام إسرائيل بجدول زمني لإنجاز المفاوضات والتوقف عن ممارساتها العدوانية‏,‏ ودون ذلك لا أمل في السلام‏..‏ وسندخل في دائرة مفرغة من العنف والعنف المضاد‏.‏

لا وقت للخلافات أو الاتهامات‏!‏
لم يعد هناك وقت يضيعه القادة الفلسطينيون في حركة فتح أو غيرها في خلافات داخلية‏,‏ ويكفينا الشقاق المدمر بين فتح وحماس والذي ألحق بقضية الشعب الفلسطيني أضرارا بالغة في وقت تمر فيه بفترة حرجة نرجو ألا تنتهي إلا بتحقيق الحلم الفلسطيني والعربي والإسلامي وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة‏.‏

يجب علي قادة حركة فتح أن يتناسوا خلافاتهم ويتوقفوا عن المهاترات والاتهامات المتبادلة بالتخوين وبيع القضية وأن يجلسوا علي مائدة واحدة لعرض وجهات النظر المختلفة ويغلبوا الصالح الفلسطيني علي المصالح الشخصية وفقا لما تراه الأغلبية منهم‏.‏ فالخلاف في وجهات النظر شيء طبيعي وظاهرة صحية‏,‏ لكن عندما يتحول إلي تصفية حسابات أو محاولة فرض الرأي بالقوة والتهديد علي الآخرين يصبح الأمر غير مقبول‏.‏

القضية الفلسطينية تمر بفترة حرجة تحتاج إلي توحيد الصف الفلسطيني وراء هدف واحد هو تحرير الأرض وإقامة الدولة المستقلة‏,‏ وهذا يتطلب التخلي عن المطالب الفئوية والحزبية وإرجاؤها إلي مابعد تحرير الأرض وإقامة الدولة قبل أن تنتهي ولاية بوش صاحب رؤية الدولتين ويأتي رئيس جديد يقضي شهورا وربما سنوات أخري في فهمها والتحرك للمساعدة في حلها‏.‏

وعلي اسرائيل أن تساعد من جانبها علي تهيئة الأجواء لإجراء مفاوضات جادة ومثمرة حول الوضع النهائي بالتوقف عن ممارساتها في الضفة الغربية وغزة‏,‏ لأنها تزيد من حدة الانشقاق بين فتح وحماس وربما داخل فتح نفسها حول جدوي التفاوض مع حكومة أولمرت‏.



من يسكن البيت الأبيض؟

الخريطة الانتخابية في امريكا قد غيرها الصراع بين هيلاري وأوباما وهي علي النحو التالي‏:‏
‏1‏ ـ المزاج النفسي للأمريكيين تسيطر عليه حالة من الغضب بسبب نتائج سياسات بوش‏.‏ والغضب بطبعه‏,‏ يفرز موقفا احتجاجيا ضد الوضع القائم‏,‏ وكان من نتيجته دفع الأمريكيين إلي تجاوز الخطوط الثابتة التي تحدد مقاييس اختياراتهم‏,‏ والتوجه بأنظارهم نحو أوباما‏,‏ القادم من خارج أسوار الميدان التقليدي للمرشحين‏.‏

‏2‏ ـ تحمل الانتخابات الأمريكية عادة مفاجآت اللحظة الأخيرة‏,‏ فقد حضرت في أكثر من ولاية المعركة الانتخابية عام‏1988,‏ بين جورج بوش الأب كمرشح جمهوري‏,‏ ومايكل دوكاكيس عن الديمقراطيين‏,‏ الذي بدأ السباق بتفوقه علي بوش بنسبة‏17%,‏ وما إن مرت أربعة أشهر حتي تراجع دوكاكيس‏,‏ وكان بوش هو الفائز بالبيت الأبيض‏.‏

‏3‏ ـ مازال أوباما يمثل شخصية قادمة من خارج المؤسسة‏Establishment,‏ وهي تعبير عن كيان معنوي للقوي التي تعتبر نفسها حارسة قيم أمريكا ومبادئها وأسباب وجودها وقوتها‏..‏
‏4‏ ـ زمام السباق في نهايته مازال ممسوكا‏,‏ بأيدي كتلة من النخبة السياسية‏.‏

فاختيار المرشح للرئاسة يتم بناء علي أصوات المندوبين الذين تمثل كل مجموعة منهم ولاية من الولايات الخمسين‏.‏ لكن يوجد مندوبون يختارون بمواصفات خاصة‏,‏ لكونهم من كبار الساسة في قيادة الحزب‏,‏ يعرفون باسمSuperdelegates‏ أي مندوبون فوق العادة‏,‏ وعددهم‏796‏ مندوبا‏,‏ وهؤلاء لا يحددون موقفهم علي أساس الاعتبارات التي تحكم موقف الناخب العادي‏,‏ لكن ما يحدد موقفهم هو ما يعرف بمصلحة الحزب‏.‏ ومصلحة الحزب قد تنقلب إلي صالح أوباما لو أنهم وجدوا أن الغالبية العظمي للناخبين لاتريد سواه‏.‏

ويبقي الانقسام الكبير‏,‏ عاملا يعزز من فرص المرشح الجمهوري‏,‏ وإن كانت هذه الفرص توازنها من ناحية أخري رغبة الأمريكيين عادة في التغيير‏,‏ وعدم تقبل بقاء حزب واحد في الحكم لأكثر من فترتي رئاسة‏.‏

وفي النهاية‏,‏ وبالرغم من التغير الذي لحق بالخريطة الانتخابية‏,‏ وبالرغم من ردود الفعل الذي اتخذت شكل الغضب‏,‏ والمواقف الاحتجاجية‏,‏ فإن ما نحن بصدده انتخابات بالغة التعقيد‏,‏ لا ينتخب فيها الرئيس مباشرة من شعبه‏,‏ لكن هناك أيدي عديدة‏,‏ تمسك بزمام هذه الانتخابات‏,‏ ولها دور مؤثر في اختيار المرشح في آخر المطاف‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-17, 10:02

لماذا يصر الإعلام الدنماركي علي الإساءة للمسلمين؟‏!‏


(منقول بالنص كما هو دون اضافة او حذف)

من جديد تصر وسائل الإعلام الدنماركية علي الإساءة لمشاعر ومقدسات ملايين المسلمين في جميع أنحاء العالم‏,‏ في خطوة لا تبدو عليها ملامح التلقائية‏,‏ أو ما يقال عن أنه حرية الفكر والتعبير‏,‏ حتي يبدو للمرء أن ثمة خطة واضحة المعالم تم تدبيرها بكل دهاء وخبث لاستفزاز مشاعر المسلمين وإثارة غضبهم‏,‏ وربما دفعهم أو دفع بعضهم لارتكاب حماقات تؤكد المقولات النمطية التي يرددها الغرب دوما عن الإسلام والمسلمين منها مثلا‏..‏ الإرهاب والعنف‏,‏ ورفض الآخر أو الحوار مع الآخر‏!‏
فبعد أن هدأت أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم‏,‏ وما صاحبها من مظاهرات احتجاج واسعة في أنحاء العالم‏,‏ عادت وسائل الإعلام الدنماركية إلي تكرار الإساءة لمشاعر ومقدسات المسلمين من خلال إعادة نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم‏,‏ وهو ما يؤكد ما ذهبنا إليه من أن المسألة ليست عشوائية وربما لا علاقة لها بحرية التعبير والرأي‏,‏ وأن ثمة إصرارا من البعض في الغرب علي الإساءة لمشاعر المسلمين وإثارة غضبهم بشكل يكاد يكون مقصودا في حد ذاته‏!‏
وقد جاء رد فعل مصر قويا علي تكرار هذه المحاولات من جانب وسائل الإعلام الدنماركية‏,‏ حيث استدعت وزارة الخارجية المصرية سفير الدنمارك بالقاهرة‏,‏ وعبرت له عن رفض مصر محاولات الإعلام الدنماركي تكرار الإساءة لمشاعر ومقدسات المسلمين في جميع أنحاء العالم‏,‏ وقد كان المتحدث باسم الخارجية صائبا تماما عندما قال إنه من المؤسف إصرار وسائل الإعلام في الدنمارك علي إعادة محاولة الإساءة إلي الدين الإسلامي‏,‏ وذلك بعد أن كانت أزمة نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية المسيئة قد أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن مثل هذه الأفعال المشينة لا تؤدي إلا إلي المزيد من التوتر والاحتقان‏!‏
.
.

باانا وقحتان‏..‏ المصالحة الوطنية ضرورة ملحة‏!‏

تمر باانا وقحتان بمرحلة خطيرة للغاية من تاريخها ربما لم تعرف مثلها منذ الاستقلال في عام‏1947.‏
فقد جاءت نتيجة الانتخابات بمثابة لطمة قوية للرئيس الباانا وقحتاني برويز مشرف وتحالف الأحزاب الإسلامية الموالية للحزب الحاكم‏,‏ بعد أن تصدرت أحزاب المعارضة نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الاثنين الماضي في حين احتلت القوي السياسية المؤيدة لمشرف المرتبة الثالثة واعترفت بهزيمتها أمام أحزاب المعارضة‏.‏
فقد تصدر حزب الزعيمة الراحلة بينظير بوتو ـ حزب الشعب ـ نتائج الانتخابات بحصوله علي‏85‏ مقعدا من أصل‏272‏ مقعدا هي إجمالي عدد مقاعد البرلمان الباانا وقحتاني‏.,‏
واحتل بذلك المرتبة الأولي‏,‏ وتلاه حزب الرابطة الإسلامية الذي يتزعمه نواز شريف رئيس وزراء باانا وقحتان السابق‏,‏ حيث حصل علي‏65‏ مقعدا‏,‏ وبذلك يكون الحزبان معا قد احتلا‏150‏ مقعدا من مقاعد البرلمان‏,‏ أي أكثر من النصف‏.‏
وبعد عاصفة هذه الانتخابات المهمة التي جاءت عقب مقتل بينظير بوتو بصورة غامضة لم يتمكن أحد من فك طلاسم وألغاز ملابساتها حتي الآن‏,‏ فإن النخبة السياسية في باانا وقحتان من حكومة ومعارضة مطالبة بالنظر أولا إلي مصلحة الوطن‏,‏ ووضع مصالح الشعب قبل المصالح والمطامح الشخصية للقادة والزعماء السياسيين‏,‏ ويتعين علي هؤلاء نزع فتيل التوتر والاحتقان الذي يسيطر علي البلاد منذ شهور طويلة‏,‏ وأن يكون شغلهم الشاغل هو تطوير وتنمية هذه البلاد التي تعاني الفقر والجهل والتخلف وتحقيق المصالحة الوطنية بين فئات الشعب المختلفة‏.‏
ومن العار علي هؤلاء السعي لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية ونصف المجتمع الباانا وقحتاني يغط في جهل وظلام الأمية‏!‏

فلسطين‏..‏ أم كل القضايا‏!‏

شاءت إسرائيل أم أبت ستبقي القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية‏,‏ تمر الأيام‏,‏ وتتعقد المشكلات‏,‏ ويذهب زعماء ويأتي زعماء‏,‏ ويموت شهداء‏,‏ وتقع الحروب ثم تعقد الهدنة‏..‏ ومع ذلك فإن قضية الشعب العربي في فلسطين هي أم كل القضايا العربية‏,‏ وشاءت إسرائيل أم أبت فإن التيار العام في الدنيا كلها يسير في اتجاه استقلال الشعوب‏..‏ وما استقلال إقليم كوسوفا ببعيد‏.‏
وبطبيعة الحال فإن التسرع بالقول إن علي الفلسطينيين أن يعلنوا دولتهم المستقلة من جانب واحد في الضفة والقطاع علي غرار كوسوفا ينطوي علي خطر كبير لأنه يستبعد بذلك قضايا الوضع النهائي ويختزل القضية في مجرد قطعة أرض صغيرة لا معني لها‏!‏
إن الوضع في فلسطين أعقد كثيرا من الوضع في كوسوفو‏,‏ ويكفي أن الولايات المتحدة كانت هي القوي المحركة وراء استقلال هذا الإقليم عن صربيا‏,‏ بينما نعرف جميعا موقف واشنطن من إسرائيل وتأييدها الأعمي لها‏,‏ وبالتالي فلن يكون لإعلان ما يسمي استقلال فلسطين أي معني‏.‏
وهنا تبرز أهمية ما صرح به الرئيس الفلسطيني أبومازن من أن موقف الفلسطينيين هو الإصرار علي مواصلة المفاوضات مع إسرائيل بهدف التوصل إلي اتفاق سلام شامل قبل نهاية العام الحالي‏.‏ لكن ماذا لو أن إسرائيل وضعت العراقيل أمام المفاوضات وتنصلت من التزاماتها؟ إجابة أبومازن كانت واضحة‏:‏ الأمة العربية عندئذ ستتخذ علي أعلي المستويات قرارها المناسب‏.‏
ولعل من المفيد هنا أيضا لفت الانتباه إلي أن مواقف الأطراف الدولية المختلفة تتجه نحو ضرورة توقف إسرائيل عن سياساتها الاستفزازية والبدء في مفاوضات جادة‏.‏

وآخر هذه المواقف ما صدر عن البرلمان الأوروبي أمس حيث دعا إسرائيل إلي إنهاء الحصار المفروض علي قطاع غزة‏,‏ وإعادة فتح نقاط العبور من غزة وإليها‏,‏ والتوقف عن سياسة عزل القطاع وضرورة تجنيب السكان المدنيين أي عمل عسكري أو عقاب جماعي‏,‏ مع الإنهاء الفوري لكل أشكال العنف‏.‏
وأيضا كان وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير قد دعا منذ عدة أيام إسرائيل ـ خلال زيارته لها أخيرا ـ إلي وقف أنشطتها الاستيطانية ورفع الحصار عن غزة‏.‏
غير أنه من المهم جدا أن يلتفت الفلسطينيون إلي اللعبة الإسرائيلية المكشوفة‏,‏ التي تتلخص في الإيقاع بينهم‏,‏ لتخرج هي إلي العالم تصرخ‏:‏ ألم أقل لكم‏..‏ هاهم الفلسطينيون يقتل بعضهم بعضا‏,‏ ويتقاتلون فيما بينهم بحثا عن السلطة والمكاسب السياسية الضيقة‏,‏ مع أنها هي نفسها أول من يعلم أن ما يجري بين الفلسطينيين إنما يحدث بفعل فاعل‏!‏ فلماذا يترك الفلسطينيون أنفسهم فريسة لهذا الفاعل؟
إن علي الفلسطينيين أن يسارعوا إلي دفن خلافاتهم ونزاعاتهم‏,‏ السياسي منها والأيديولوجي والديني والمالي‏,‏ بحيث يدخلون إلي مفاوضات الحل النهائي وهم متوحدون‏,‏ وعليهم أن يعرفوا أن أي تأخير في تحقيق هذا الهدف سيكون ثمنه مرتفعا جدا‏.‏
إن المنطق السليم يقول إنك كشعب ـ وفي لحظات الذروة من الصراع ـ يجب أن تكون موحدا أقصي درجات التوحد‏,‏ وأن تنأي القيادات ورفقاء السلاح بأنفسهم عن الاشتباكات الصغيرة التافهة‏,‏ وذلك سعيا للغنيمة الكبري‏,‏ وهي الوطن‏..‏ فهل الفلسطينيون حقا مستعدون للحظة الذروة التاريخية التي نحن في طريقنا إليها الآن؟


ليس يهمنا كثيرا من الذي سيسكن البيت الأبيض الأمريكي
في الانتخابات الرئاسية قبل نهاية العام الحالي‏,

لأنه لايوجد فرق كبير بين أن يكون الساكن الجديد جمهوريا أو ديمقراطيا ولكن الذي يهمنا هو تلك التركة الثقيلة من الأزمات والتعقيدات في الشرق الأوسط التي سيرثها الرئيس الجديد سواء في فلسطين والعراق أو بشأن لبنان والملف النووي لإيران‏.‏
إن إدارة الرئيس بوش مازالت تسعي للظهور بأنها قادرة علي الضغط والتأثير وصياغة السيناريوهات للتعامل مع أزمات المنطقة وفق رؤيتها الخاصة التي تتفق مع أهداف ومقاصد إسرائيل‏,‏ وذلك يشكل ضغطا مسبقا علي الإدارة الجديدة التي ستتسلم مفاتيح المسئولية‏,‏ وسوف تكتشف أن أمريكا لم تعد تملك الأدوات الكافية لتحويل السيناريوهات المكتوبة بأقلام المحافظين الجدد إلي حقائق ملموسة علي أرض الواقع بعد الفشل الذريع الذي تعرض له المشروع الأمريكي لصنع الفوضي الخلاقة في الشرق الأوسط‏.‏
إن القادم الجديد للبيت الأبيض سوف يجد نفسه أمام هيبة ضائعة وسمعة متآكلة للقوة الأمريكية التي أرهقت إرهاقا بالغا في جبال أفغانستان وسهول العراق‏,‏ مضافا إلي ذلك تراجع المصداقية الأمريكية بشأن ادعاء الريادة في نشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان‏,‏ بعد ذلك الذي شهده العالم فجا ومقززا في سجن أبو غريب ومعتقل جوانتانامو‏.‏
وبصرف النظر عن المبالغات والتهويلات التي تسيطر علي خطاب المرشح الجمهوري جون ماكين وتعهده بأن يواصل مسيرة بوش حتي لو أدي لاستمرار سلسلة الحروب العبثية لمدة مائة عام‏,‏ فإن الكم الهائل من حصاد السياسات الطائشة للمحافظين الجدد وما خلفته من كوارث مفزعة لن يترك أمام هذا الرجل لو قدر الله أن يصبح رئيسا لأمريكا أي خيار سوي الانزلاق لذات الهاوية التي انزلقت إليها إدارة بوش أو الاستجابة لصحوة الضمير الأمريكي المطالب بسرعة انتشال أمريكا من سلسلة المستنقعات التي امتلأت بأوحال التدخل العسكري الأمريكي غير المبرر وغير المسئول‏.‏
وأيضا فإن لغة التفاؤل التي يتحدث بها المرشح الديمقراطي أوباما ليست هي الكلمة الأخيرة لو قدر الله أن يكون هو أول رجل أسود يسكن البيت الأبيض‏,‏ لأن تعقيدات السياسة الأمريكية وحجم قوي الضغط في الداخل أكبر وأعمق بكثير من أية رومانسية سياسية‏.‏
والمشكلة أن العولمة حولت الانتخابات الرئاسية الأمريكية من شأن داخلي بحت علي مدي عدة قرون إلي شأن دولي يهم البشرية كلها‏..‏ فالأمريكيون يمارسون حق الانتخاب وهم يرقصون‏,‏ بينما شعوب العالم تحبس أنفاسها خوفا من المجهول‏!‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-17, 20:27

ليس هذا وقت المناورات‏!‏

الأزمة الإنسانية في دارفور لم تعد تحتمل أن يضيع شركاء الحكم في السودان وقتهم في مساجلات ومناورات دعائية بإطلاق تصريحات متضاربة أقرب إلي توزيع الأدوار وتصفية الحسابات وإحراج كل طرف للطرف الآخر منها‏,‏ رغبة حقيقية في المساعدة في حل أزمة الإقليم بإعطاء سكانه الذين يزيد عددهم علي‏20%‏ من الشعب السوداني نصيبهم العادل من السلطة والثروة والتنمية‏.‏

فعندما أطلق باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان التي تحكم الجنوب تصريحه المثير للجدل باستعداد الحركة لإجراء تعديل علي اتفاق نيفاشا الذي أنهي الحرب الأهلية في الجنوب‏,‏ سارع مسئولون آخرون في الحركة بنفي ذلك والتأكيد علي أن ذلك هو رأيه الشخصي بينما قال آخرون في الحركة إنه إذا كان سيجري التعديل فلابد أن يكون بالخصم من حصة حزب المؤتمر الوطني الحاكم أكبر أطراف تحالف الشمال وليس من حصة الحركة‏.‏
أما مسئولو حزب المؤتمر الذين شعروا بالحرج الشديد فقد انقسمت آراؤهم بين الرفض والتحفظ والموافقة بشروط‏,‏ الأمر الذي سيدخل قضية دارفور في جدل عقيم لا نهاية له بين شريكي الحكم في الخرطوم وسيعطل جهود حل المشكلة التي قاربت علي السنوات الخمس وأدت إلي مصرع الآلاف وتشريد ولجوء مئات الآلاف من أبنائه الأبرياء‏.‏


الأمر يقتضي

أن يتخلي الطرفان عن المناورة ومحاولة تحسن صورته في عيون الرأي العام بتصريحات لا ينوي تنفيذها‏,‏ وأن يعملا معا لبلورة حل واقعي وعملي وعادل لمشكلة الإقليم لإقناع حركات التمرد بالانضمام إلي عملية السلام وإنهاء معاناة سكانه‏,‏ سواء تم ذلك بتعديل اتفاق سلام الجنوب أو بدونه‏.‏ .
.
.
.

قمة الرياض‏..‏

وقضايا العرب الملحة


قضايا عربية عديدة تحتاج إلي تشاور مستمر وتنسيق عن قرب بين القادة العرب‏,‏ خاصة بين الرئيس مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لما لمصر والسعودية من تأثير قوي في مجريات الأحداث في الشرق الأوسط وما تضطلعان به من أعباء والتزام أدبي كشقيقتين كبريين لبقية الدول العربية‏.‏

في مقدمة تلك القضايا التي يسعي البلدان لإيجاد حلول لها تخفف من حدة التوتر والاحتقان والمعاناة والتطرف في المنطقة‏,‏

أزمة لبنان الذي عجز السياسيون فيه عن الاتفاق علي مرشح لرئاسة الجمهورية بسبب تدخلات خارجية وإقليمية برغم كل الجهود التي بذلتها مصر والسعودية لحلها حتي لا تلقي بظلال كئيبة علي القمة العربية المقررة في دمشق الشهر المقبل‏.‏

وهناك قضية فلسطين الأزلية التي كلما انفتح باب للبدء في إيجاد حل دائم وعادل لها أغلقه البعض بتصرفات وممارسات مرفوضة سواء من الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني‏.‏
وليت حركتي فتح وحماس تدركان أهمية الموقف وتتخليان عن مواقفهما الحالية فيما يتعلق بالحوار بينهما لتسوية المشكلات العالقة حتي لا تعطيا لإسرائيل ذريعة للتهرب من التزاماتها نحو التسوية النهائية‏.‏


ولا تقل أزمتا العراق ودارفور إلحاحا أو أهمية عن أزمتي لبنان وفلسطين‏..‏

فالأولي تحتاج إلي موقف عربي واضح يساعد علي إنهاء سفك الدماء وتهيئة الأجواء لانسحاب أمريكا وحلفائها من الأراضي العراقية قبل تدمير ما تبقي من العراق‏.‏ والثانية تتطلب جهودا منسقة وقوية لجمع طرفي الأزمة‏(‏ الحكومة وحركات التمرد‏)‏ علي مائدة التفاوض للتوصل إلي اتفاق ينهي معاناة سكان الإقليم ويقطع الطريق علي الأطماع الخارجية‏.‏

وهذا هو ما حاولت مصر والسعودية دائما عمله وتحتاجان لتعاون أطراف كل مشكلة معهما لتحقيق الهدف المنشود‏



جهود عربية لإنقاذ المنطقة من المخاطر
تتواصل الجهود المصرية والعربية الرامية لتسوية النزاعات والخلافات الناشبة في المنطقة‏,‏ وصولا إلي إمكان إحلال الاستقرار والسلام‏,‏ ويبدو هذا واضحا وجليا في الجهود التي تبذلها مصر بقيادة الرئيس حسني مبارك‏,‏ وهي جهود تتسم بالحرص الشديد علي تحقيق المصالح العليا للأمة العربية‏.‏ وانطلاقا من هذا المعني تأتي مباحثات الرئيس مبارك في الرياض مع الملك عبدالله عاهل السعودية‏,‏ ثم مباحثات الرئيس في المنامة مع ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسي‏.‏ ويفصح توقيت هذه المباحثات عن أهميتها البالغة التي تستهدف تنسيق الموقف العربي قبل عقد القمة العربية في دمشق يومي‏29‏ و‏30‏ مارس المقبل‏.‏
ومن ثم‏,‏ فإن أزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان تحتل مكانا متقدما في جدول أعمال هذه المباحثات‏.‏ ومن الجدير بالذكر‏,‏ في هذا السياق‏,‏ أن هذه المباحثات قد جرت في الوقت الذي استأنف فيه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي جهوده مع الفرقاء اللبنانيين بقصد التوصل إلي حل للأزمة اللبنانية عبر توافق القوي اللبنانية علي انتخاب رئيس جديد للدولة‏,‏ وتشكيل حكومة وحدة وطنية‏.‏ ومما لا خلاف عليه أن حل الأزمة اللبنانية من شأنه توفير الأجواء الإيجابية اللازمة لإنجاح القمة العربية‏,‏ وكذا وضع لبنان علي بداية طريق يعصمه من مخاطر الفتنة الطائفية في وقت تتربص فيه قوي إقليمية في مقدمتها إسرائيل بلبنان‏.‏

وفي ذات الوقت‏,‏ فإن مباحثات الرئيس مبارك في السعودية والبحرين تستهدف دفع جهود السلام بالنسبة للقضية الفلسطينية‏,‏ وثمة موقف عربي واضح يؤكد أهمية التوافق بين حركتي فتح وحماس‏,‏ حتي يمكن توحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة تعنت إسرائيل ومراوغتها واعتداءاتها‏,‏ وهذا التوافق الفلسطيني من شأنه تعزيز المفاوض العربي‏,‏ والمفاوض الفلسطيني‏.‏
وفضلا عن ذلك‏,‏ فإن أجندة المباحثات في كل من الرياض والمنامة حافلة بالقضايا العربية‏,‏ ومنها الأزمة العراقية‏,‏ بما تنطوي عليه من تعقيدات إقليمية تنذر بمخاطر داهمة‏.‏ وهكذا‏,‏ تتضافر جهود مصر والسعودية من أجل تنسيق الموقف العربي تجاه هذه القضايا حتي يمكن إيجاد حلول إيجابية لها‏,‏ تعصم المنطقة بأسرها من مخاطرها‏.‏
.
.
.
احتجاج غزة علي حصار إسرائيل واتفاقية جنيف

ما إن بدأ آلاف الأطفال والنساء في قطاع غزة تشكيل سلسلة بشرية احتجاجا علي الحصار الحانق الذي تفرضه قوة الاحتلال الإسرائيلية علي القطاع‏,‏ حتي أعلنت إسرائيل حالة التأهب القصوي بين قواتها‏,‏ وانطلقت أصوات المسئولين الإسرائيليين كبارهم وصغارهم تحذر الفلسطينيين من أي تجاوزات عند حدود إسرائيل‏,‏ خاصة إذا ما حاول الفلسطينيون اقتحام الجدار الأمني‏.‏ وتأتي هذه السلسلة البشرية السلمية احتجاجا ورفضا للحصار الذي تفرضه إسرائيل علي قطاع غزة منذ يونيو الماضي‏,‏ إثر فرض حركة حماس سيطرتها علي القطاع‏,‏ وأمعنت إسرائيل في غيها وشددت من حصارها الخانق علي غزة‏,‏ عقب الجولة التي قام بها الرئيس الأمريكي جورج بوش للمنطقة‏,‏ وكأن بوش قد أعطي إسرائيل الضوء الأخضر للتنكيل بالفلسطينيين المدنيين في غزة‏.‏
واللافت للانتباه أن إسرائيل‏,‏ باعتبارها قوة وسلطة احتلال في غزة‏,‏ واصلت بشراسة خرق اتفاقية جنيف التي تجرم فرض حصار الجوع الإسرائيلي علي سكان غزة‏..‏ ذلك أن إسرائيل تعمدت قطع إمدادات الوقود والكهرباء عن القطاع‏,‏ فضلا عن منع المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والأدوية لغزة‏,‏ مما أدي إلي تدهور الأوضاع الحياتية فيها تدهورا جسيما وخطيرا‏..‏ ولم تهتم إسرائيل بالنداءات الصادرة من منظمات الإغاثة الدولية لرفع حصار تجويع الفلسطينيين في غزة‏,‏ بينما واصلت اعتداءاتها العسكرية‏.‏ وهكذا‏,‏ فإن إسرائيل تتحمل المسئولية الكاملة عما حدث أو قد يحدث من اضطرابات في منطقة الحدود مع غزة‏,‏ وهي مسئولية تنبثق من اتفاقية جنيف التي أجمع عليها المجتمع الدولي‏.‏
أعلن الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي أنه تم البدء في إنشاء كيانات مستقلة بالمحافظات لتطبيق الفصل الكامل لإنتاج الرغيف عن التوزيع بنفس القواعد والاسس التي تعمل بها شركة المصريين للتوزيع والخدمات والتي بدأت التجربة بمحافظة القاهرة وذلك للقضاء علي طوابير الخبز في بعض المناطق الشعبية والقضاء علي ظاهرة بيع الدقيق المدعم في السوق السوداء‏,‏ وقال الوزير إن ذلك سيتم من خلال‏3‏ أنواع من القواعد تتعلق الأولي باستلام الخبز والثانية بمنافذ التوزيع والثالثة بالرقابة التموينية والمتابعة‏.‏رأى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-17, 20:31

سوريا‏..‏ والقمة العربية‏!‏

تبدي سوريا حرصا شديدا علي انعقاد القمة العربية المقبلة ولكنها وفي نفس الوقت ليست علي استعداد لدفع الثمن المطلوب عربيا‏,‏ او بمعني أصح الثمن الذي تتمناه وتعمل من أجله دول عربية عديدة‏,‏ في مقدمتها دول محور الاعتدال الذي يستند الي كل من المملكة السعودية ومصر‏.‏

ونرجع اسباب الحرص السوري الي حالة العزلة والحصار التي تعيشها من جراء العقوبات والضغوط الامريكية‏.‏ ومن وجهة النظر السورية والتي تعد منطقية في ظل هذه الظروف‏,‏ فان انعقاد القمة يعد انتصارا وانا وقحرا للحصار والعزلة‏,‏ وتعبيرا عربيا عن رفض ما تتعرض له‏.‏

وخلال الأشهر الماضية لم تبذل سوريا أي جهد لانهاء الأزمة اللبنانية‏.‏ ووفقا لتصريحات المسئولين السوريين وفي مقدمتهم فاروق الشرع‏,‏ فان دمشق التي سحبت قواتها من لبنان تحت ضغوط قرار مجلس الأمن ترفض التخلي عن نفوذها ويجد موقفها الدعم والمساندة من قوي متعددة‏,‏ علي رأسها حزب الله والمجموعة المسيحية المارونية التي يرأسها الجنرال السابق عون واسرة فرنجية وتحاول سوريا مقايضة الحل اللبناني بقرار الغاء محاكمة قتلة رفيق الحريري وآخرين واستمرار حزب الله في الاحتفاظ بسلاحه‏.‏ ومثل هذا الثمن تدرك سوريا انه خارج سلطة وامكانيات الدول العربية‏,‏ ولكنها غاضبة وعاتبة علي دول عربية لأنها لم تضغط او حتي تطلب من امريكا التخفيف من الضغوط التي تمارس علي سوريا والاستجابة للمطالب السورية من أجل حل الأزمة اللبنانية‏.‏ وقد انعانا وقح العتاب السوري علي تصريحات مسئولين كثيرين‏,‏ ولم تخفه وسائل الاعلام‏.‏ كما طالت نيران الاعلام السوري دولا عربية منها مصر‏,‏ فخلال أزمة الحدود المصرية الأخيرة‏,‏ أيدت دمشق موقف حماس بالكامل وسوريا التي تحرص علي انعقاد القمة العربية في موعدها‏,‏ حريصة في نفس الوقت علي علاقتها المحورية بانا وقحان وتجد في هذا التحالف تحقيقا لاهدافها واستراتيجيتها وتري اغلبية من الدول العربية ان سوريا استبدلت المربع العربي الذي كانت تقف فيه بالتحالف مع انا وقحان‏,‏ ولكن هذا لن يحول دون اشتراكها في القمة العربية إلا اذا جد ما يستحق او اذا ما أضيف الي الرصيد الحالي أرصدة اخري من التوجهات او السياسات‏.‏

واذا كانت الاستراتيجية السورية قد اقتضت التحالف مع انا وقحان ومساندة حزب الله واستضافة منظمات فلسطينية مناوئة لفتح وقيادتها وتوفير الحماية والتمويل والتسليح لمنظمة حماس‏,‏ واذا كانت تبحث عن حل للمحكمة الدولية المتعلقة بمقتل الحريري وآخرين في لبنان وسلاح حزب الله‏,‏ وكلاهما يستند الي قرار لمجلس الأمن ومساندة دولية كبيرة‏,‏ فان علي العرب ان يقرروا الي أي مدي يمكنهم مساندة هذه الأهداف؟( بقلم عبده مباشر)- نقلا عن جريدة الاهرام المصرية
.
.
.

المبادرة العربية أقصر الطرق للحل

للمرة الخامسة عشرة علي التوالي‏,‏ أرجئت جلسة مجلس النواب اللبناني لانتخاب الرئيس الجديد إلي يوم‏11‏ مارس المقبل‏,‏ بعد ما منيت المحاولة الثالثة التي بذلها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسي لإنقاذ الموقف بخيبة أمل علي غرار سابقاتها‏!‏

وبدا من الواضح حتي الآن أن أفق الحل للأزمة اللبنانية مازال مسدودا‏,‏ وكلا الفريقين قابع علي متراسه لا يبرحه‏,‏ ولا يتزحزح عنه‏.‏

إلا أن تصريحات الأمين العام للجامعة العربية ـ عقب اختتام جولته من المناقشات بين فريقي الأكثرية والمعارضة في لبنان ـ مازالت متفائلة‏,‏ فقد أعلن أنه مستمر في تواصله مع القيادات اللبنانية‏,‏ وأنه سيجري اتصالات بشأن لبنان مع عدد من العواصم العربية‏,‏ وأشار إلي أن التفاهم تم بين الفريقين علي انتخاب رئيس جديد للجمهورية‏,‏ وعلي موضوع قانون جديد للانتخاب علي أساس القضاء‏,‏ وبقي الخلاف فقط علي تشكيل حكومة من‏30‏ وزيرا وتقسيماتها الحسابية‏.‏
من هنا‏,‏ فإنه بات من الضروري التعجيل بانجاز التوافق علي انتخاب رئيس جديد للجمهورية‏,‏ والانطلاق بمسيرة الحل التي تنقذ لبنان مما يتخبط فيه من مأزق‏,‏ ولأن عدم انتخاب رئيس جديد للبنان يمكن أن يؤثر علي القمة العربية المقبلة سواء من حيث الانعقاد من عدمه‏,‏ أو من حيث مستوي تمثيل عدد كبير من الدول العربية في هذه القمة‏.‏وكفانا تسويفا‏,‏ وتأجيلا‏,‏ ومهاترات‏,‏ وعلي كل الأطراف أن تتعامل مع المبادرة العربية بصدر رحب وعقلية متفتحة لأنها أقصر الطرق لمدخل الحل في لبنان وانقاذه من دائرة الاضطراب والقلق‏.‏ (رأى الأهرام)


‏50‏ عاما وحدة

خمسون عاما بالتمام والكمال مرت علي ذكري الوحدة المصرية ـ السورية التي انطلقت في الثاني والعشرين من شهر فبرانا وقح‏1958‏ وانفضت في الثامن والعشرين من سبتمبر‏1961..‏ أي أنها لم تكمل السنوات الأربع حتي وقع الانقلاب السوري الشهير عليها وبالانفصال الذي أعقبه‏.‏

جاء الضباط السوريون يطلبون الوحدة ويلحون عليها في حين كان الرئيس عبدالناصر يفضل التمهل والتمهيد لها‏,‏ إلا أنه استجاب لهم لإنقاذ سوريا من حرب أهلية محتملة‏,‏ ومن مخاطر استيلاء حلف بغداد عليها‏..‏ غير أن المؤامرات والفتن الداخلية والخارجية والضغوط الغربية التي اعتبرت قيام الوحدة المصرية ـ السورية انقلابا خطيرا في الشرق الأوسط يهدد مصالحها الاستراتيجية‏..‏ نجحت هذه التحالفات في التآمر علي الوحدة وضربها في مقتل بيد السوريين أيضا في الثامن والعشرين من سبتمبر من عام‏1961.‏

هكذا انتهي حلم الوحدة سريعا ليكشف عن مدي هشاشة الشعارات والهتافات لأنه لا يوجد ما يساندها علي الأرض‏..‏ وفشل العرب حتي الآن في إيجاد مفاهيم للتعاون الاقتصادي والسياسي المشترك‏,‏ وباستثناء تلك الوحدة

فإن الوضع العربي في أسوأ حالاته وكل ما نجحوا فيه حتي الآن هو أن تنعقد القمة العربية دوريا‏..‏ هذا هو النجاح الذي حققه العرب بعد‏50‏ عاما من ذكري الوحدة وحلمها الأكبر‏..‏ فشلوا في إقامة سوق عربية مشتركة‏..‏ يضخون أموالهم في البنوك الغربية والأسواق في العالم كله شرقه وغربه ويرفضون توجيهها إلي الدول العربية إلا قليلا برغم أن ربحية الاستثمارات في الأسواق العربية الناشئة قد تفوق بمراحل ربحية الأسواق الغربية‏,‏ وفي الوقت الذي تحققت فيه الوحدة الاقتصادية الأوروبية‏,‏ فإن الوحدة الاقتصادية العربية تبدو بعيدة المنال وصعبة التحقيق‏.‏

أما علي المستوي السياسي فدع نظرك يتجول في أنحاء العالم العربي‏,‏ بدءا من الصومال والعراق ومرورا بالسودان وانتهاء بلبنان لتر حال العرب بوضوح ودون مواربة‏.‏

فالصومال تركوها لمصيرها ولإثيوبيا‏,‏ والعراق تركوها لأمريكا وحلفائها‏,‏ والسودان تركوها لقوات الاتحاد الإفريقي والأصابع الإسرائيلية المشبوهة التي تحرك الأوضاع هناك‏,‏ أما لبنان فلا تزال تصرخ وتستنجد ويصرخ معها عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية دون أن تجد آذانا صاغية من تلك الأطراف العربية التي تسعي جاهدة إلي تخريب كل محاولات التصالح‏,‏ فإذا كان العرب قد فشلوا في لبنان‏;‏ فهل يمكن أن تنجح القمة العربية المقبلة؟‏!‏ (بقلم عبدالمحسن سلامة)




الكفاءة لاختيار القيادات بدلا من المحسوبية‏!‏

ربما يكون أحد الأسباب الرئيسية في الفشل البين في الادارات المحلية هو سوء اختيار قيادات تلك الإدارات ودخول الفساد والمحسوبية والمجاملات كمعايير للإختيار بدلا من الكفاءة والأفضلية‏.‏

ويأتي قرار وزير التنمية المحلية بتشكيل لجنة برئاسته لوضع ضوابط وأسس ومعايير لإختيار وترشيح قيادات الإدارة المحلية انطلاقا من مبدأ الشفافية في الإختيار وترسيخا لمبدأ تكافؤ الفرص وإنتقاء أفضل العناصر في هذا المجال‏.‏

وتضم اللجنة في عضويتها عددا من أساتذة الجامعات في مجالات التنمية والإدارة والسياسة والاقتصاد وعلوم الاجتماع والإتصال والإعلام وسوف تبدأ اللجنة عملها خلال الأيام القليلة المقبلة من خلال بحث المترشحين لمسابقة القيادات المحلية بالمحافظات والبالغ عددهم‏1751‏ متقدما من بينهم‏22‏ سيدة وذلك لشغل‏70‏ منصبا قياديا بالمحليات‏.‏

وتعد هذه الخطوة الإيجابية بمثابة البداية الحقيقية لتطوير المحليات وتخليصها من الأوبئة والأمراض العضال التي تعانيها فأختيارات القيادات وفقا لمعايير الكفاءة
لا الرشوة أو المحسوبية أو الفساد هو الخطوة الأولي لنهضة مصر وتقدمها لان سوء اختيار القيادات المبني علي أسس ومعايير فاسدة لا يقود إلا الي التخلف وضياع مصادر الثروة من خلال قرارات خاطئة تؤخر تقدم مصر سنوات بدلا من أن تكون تلك القيادات هي القاطرة التي تقود البلاد إلي رحاب التحضر والازدهار‏.‏


لتنظر إسرائيل لأفعالها أولا‏!‏


كلما واجهت إسرائيل حصارا دوليا أو أزمة نتيجة ضغوط دولية عليها بسبب الظروف غير الانسانية التي تضع فيها الفلسطينيين في الأراضي المحتلة‏,‏ تحاول الخروج من الأزمة بمهاجمة الدول العربية خاصة مصر ووضع اللوم علي الفلسطينيين والدول العربية بدلا من الاعتراف بالخطأ ومحاولة تحسين أوضاع الفلسطينيين في الأراضي التي تحتلها وهي الأوضاع التي لم يعد لها مثيل في عدم إنسانيتها في العالم‏.‏

وأبرز دليل علي صحة ذلك هو ما فعله السفير الاسرائيلي لدي الولايات المتحدة أمس الأول عقب الانتقادات التي وجهها المجتمع الدولي عبر الأمم المتحدة لإسرائيل حيث عاد السفير سالاي مير يدور إلي ترديد نغمة مسئولية مصر عن تهريب الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود مع غزة وقال السفير الاسرائيلي انه يتعين علي مصر أن تقوم بسد الثغرات في حدودها مع غزة لمنع عبور الأسلحة والمقاتلين إلي القطاع‏,‏ وأضاف بأن حماس التي تسيطر علي غزة منذ يوينو الماضي تستورد أموالا ومتفجرات ومعدات مضادة للدبابات وصواريخ إلي غزة‏,‏ وأن مقاتلين قد تدربوا في انا وقحان أو في حزب الله الذي تدعمه إيران في لبنان يدخلون إلي غزة‏,‏ مطالبا مصر بوضع آلية للسيطرة علي الحدود لمنع ذلك‏..‏


في إشارة ضمنية تلمح إلي مسئولية مصر في هذا الصدد‏.‏


ومثل هذا الكلام ليس جديدا‏...‏ وربما لا يدري السفير الاسرائيلي المقيم في واشنطن مدي الجهد الذي تبذله مصر للسيطرة علي الحدود وصيانة سيادة أراضيها‏,‏ ويهدف السفير الإسرائيلي إلي جذب إنتباه العالم إلي ناحية أخري بعد أن وجهت الأمم المتحدة انتقادات عنيفة إلي اسرائيل بسبب الحصار الذي تفرضه علي الفلسطينيين في غزة وهو الوضع الذي وصفته الأمم المتحدة بأن اسرائيل جعلت من غزة ثالث أكبر مشكلة إنسانية في العالم‏.‏

وحذرت المنظمة الدولية من استمرار التدهور في القطاع لان هذا التدهور الإنساني من شأنه ان يلحق الضرر بمحادثات السلام الجارية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل‏.‏ فلتنظر إسرائيل أولا إلي سياساتها وأفعالها وتحاول إصلاحها قبل ان تلقي باللوم والمسئولية علي الآخرين‏!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-17, 20:35


مـأزق القمــة‏..‏وأزمـة الرئاســة‏!‏
شئ لا يصدقه عقل‏..‏ هذه العبارة المختصرة أظن أنها أصدق توصيف للوضع العربي الراهن الذي يعانا وقح واقع الرجل المريض في إقليمه وعصره‏,‏ لأنه بينما تتدافع الشعوب والأمم علي امتداد الكرة الأرضية باتجاه إعادة بناء النفس والذات فإن الأرض العربية تواجه حالة غريبة من تعدد بؤر الصراع واتساعها‏,‏ بحيث أصبحت الحروب الأهلية في عدد من الأقطار العربية عنوانا كريها وخطيرا ومفزعا‏!‏

لقد جاءت علينا قبل أيام احتفالات الذكري الخمسين لقيام أول وحدة عربية في التاريخ الحديث بين مصر وسوريا عام‏1958,‏ بينما رايات الانفصال والتجزئة داخل الوطن الواحد تأخذ لنفسها مكانا بأردية مزيفة تحمل شعارات حقوق الإنسان وحق تقرير المصير وتتحصن بذرائع مصطنعة‏,‏ بعضها ذرائع عرقية‏,‏ والبعض الآخر ذرائع طائفيه ومذهبية‏!‏

وهل هناك علامة من علامات الضعف والهوان العربي بمثل المصير الغامض للقمة العربية الدورية المفترض عقدها في دمشق بعد أسابيع قليلة بسبب انسداد أفق الحل السياسي للأزمة اللبنانية المستمرة منذ عــدة سنوات‏,‏ والتي بلغت ذروتها بفراغ مقعد الرئاسة في بيروت لأكثر من‏4‏ أشهر؟‏.‏

وهنا أسمح لنفسي بأن أقطع سياق الحديث عن مجمل وجوهر المأزق الراهن‏,‏ وأقول :

إن بعض ما بدأ يتردد من دعوات لإلغاء القمة أو إرجاء عقدها تجنبا لفشل مرتقب وخشية من أن تؤدي القمة لمزيد من الانقسام العربي هو قول ظاهره الحق وباطنه الباطل‏,‏ ويعانا وقح قصورا في الرؤية‏,‏ لأن مؤسسة القمة العربية ولدت من رحم أصعب الأزمات والمشاكل‏,‏ وأنه كلما استجدت عقبات وعراقيل زادت الحاجة إلي استمرار عقد القمم العربية والحفاظ علي دوريتها التي كانت حلما يلح عليه الرئيس مبارك منذ منتصف الثمانينات‏,‏ مشيرا في ذلك إلي نجاح الدول الإفريقية في انتظام عقد قممها الدورية كل عام‏.‏

بل لعلي أقول صراحة‏...‏ إنه:
إذا لم تكن هذه الحزمة الهائلة من المشاكل والأزمات التي تبرز قتامة الصورة في المشهد العربي الراهن مبررا لعقد القمة فما هي إذن ضرورات وجود مؤسسة القمة من أساسها؟ وما هو السبيل لتبديد الظلام السياسي الذي يغطي المشهد العربي الراهن؟‏!‏

ثم لعلي أشير إلي أنه برغم اشتداد حدة الظلام في الأفق السياسي العربي منذ حوالي‏5‏ سنوات وتحديدا منذ نكبة الغزو الأمريكي للعراق فإن القمة العربية لم تتعطل دوريتها مرة واحدة برغم ما وقع في المنطقة من أحداث سياسية وأمنية خطيرة برزت في ضوئها نتوءات حادة في مسار العلاقات العربية العربية علي أكثر من صعيد‏!.‏

والحقيقة أنني برغم عدم اتفاقي الكامل مع من يختصرون المأزق العربي الراهن في عدم القدرة علي حسم مصير القمة العربية الوشيكة حتي الآن بسبب إشكالية الوضع اللبناني فإنني أميل إلي الاعتقاد بأن توتر العلاقات بين سوريا ولبنان هو أحد أهم أعراض المرض المتغلغل في جسد العمل العربي المشترك في هذه المرحلة‏...‏ ومن ثم فإن من الضروري البحث عن دواء لعلاج هذا المرض‏,‏ يساعد علي إلتئام الجرح في لبنان ولايترك أية آثار جانبية تضر سوريا‏!‏

باختصار شديد أقول:
إن المسألة تحتاج إلي روشته علاج عربية متكاملة تلبي المطلب اللبناني المشروع في الحرية والسيادة والاستقلال ولاتحرم سوريا من حقها المشروع في حماية مصالحها العليا التي يصعب فصلها عن الواقع اللبناني‏!‏

***‏
إن المشهد العربي الراهن بكل ما فيه من قتامة وجهامة تؤدي إلي تضييق هامش الحلم والأمل مرشح ـ للأسف الشديد ـ لمزيد من القتامة والجهامة
مالم يتخلص العرب من كتب السياسة القديمة
وان يبدأوا التعاطي الصحيح للسياسة من كتب حديثة تؤكد أوراقها وصفحاتها

ان الدنيا قد تغيرت وأن الرهان علي بقايا تحالفات الماضي ليس فقط رهانا خاطئا وإنما هو أيضا رهان مدمر‏,‏ لأنه يقود إلي حسابات خاطئة بناء علي معلومات ومعطيات خاطئة‏.‏

وهنا أقول بكل الصراحة وبكل الوضوح إن الفارق جد كبير بين حق مناهضة كل السياسات والمشاريع العدوانية الأمريكية والاسرائيلية التي تستهدف الأمة وبين إطلاق وعود رنانة ليس بالمقدور تحقيقها‏!‏
وفي السياسة :
تظل المناورة حقا مشروعا ولكن هناك حدود تصبح المناورة بعدها تجاوزا وانزلاقا نحو الأخطار‏,‏ لأن مرحلة اللعب علي الحبال قد طويت صفحاتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانفراد الولايات المتحدة بمعظم أوراق اللعبة الدولية‏.‏

وإذا اتفقنا ـ والاتفاق واجب ـ علي حاجة الأمة العربية لانعقاد القمة في موعد دوريتها السنوي المحدد له نهاية شهر مارس المقبل فإن هذا الاحتياج ينبغي أن يتجاوز ضرورات الشكل والمظهر إلي آفاق المضمون والجوهر لأنه لاقيمة ولامعني ولافائدة من أية بروبوجندا سياسية وإعلامية توفرها القمة للدولة المضيفة دون أن يكون هناك إنجاز حقيقي في فحص وتسوية معظم الملفات المطروحة علي أجندة الاهتمام العربي‏,‏ وفي مقدمتها الأزمة اللبنانية والمسألة العراقية والقضية الفلسطينية والملف النووي لإيران‏.‏

وهذا الذي أتحدث عنه مازال في نطاق الممكن ولم يدخل بعد دائرة المستحيل لو أن هناك ارادة صادقة باتجاه تفكيك الألغام وإزالة الحواجز التي تعترض طريق القمة خصوصا من جانب سوريا باعتبارها الدولة المضيفة التي تملك أوراقا للمناورة في هذه الملفات مجتمعة‏!‏

أريد أن أقول ان الذي نحن أمامه الآن أكبر من أن ينظر إليه أحد من زاوية أن الحل في لبنان يمثل مدخلا ضروريا ووحيدا لضمان انعقاد القمة في دمشق برغم التسليم بأن الوقت قد فات حول امكانية التعامل مع ملف القمة بمعزل عن الملف اللبناني‏.‏

إننا أمام مشهد يزداد تأزما وتعقيدا يوما بعد يوم نتيجة تداخل الملفات وتقاطع المصالح وبالتالي فإن أي تباطؤ في التحرك الصحيح الذي بدأت مصر أولي خطواته بالزيارة التي قام بها الرئيس مبارك لدولة الإمارات العربية المتحدة يومي‏12,11‏ فبرانا وقح الجاري ثم تعزز هذا التحرك بزيارة السعودية والبحرين مطلع هذا الاسبوع سوف يجئ علي هوى من يريدون أن تتحول مسألة القمة العربية وموعد ومكان انعقادها عنوانا مضافا للخلافات العربية العربية‏.‏

***‏
وإذن ماذا؟
في اعتقادي أنه سوف يكون أمرا محزنا أن تلغي القمة العربية أو تؤجل أو يهبط مستوي التمثيل فيها بسبب أن العرب عجزوا عن حل الأزمة اللبنانية بعد أن طرحوا مبادرة للحل استنزفت من وقت وجهد ورحلات عمرو موسي المكوكية ما كان يكفي لحل أعقد المشكلات وليس أزمة انتخابات رئيس جري التوافق علي اسمه وبقيت فقط الترتيبات المصاحبة لبدء ولايته‏!‏

وربما لهذا السبب تكمن أهمية تضافر الجهود والمساعي العربية الصادقة بنيات حسنة وصادقة لتعزيز التحرك المصري الذي بلغ ذروته بزيارة الرئيس مبارك للرياض ومحادثاته مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز‏,‏ بحيث يتوازي ويتزامن التحرك علي محورين أساسيين أولهما محور وضع المبادرة العربية بشأن لبنان موضع التنفيذ‏,‏ والمحور الثاني ضمان انعقاد القمة العربية في دمشق بالدرجة المطلوبة لنجاحها من حيث مستوي الحضور ونسبة المشاركة‏!‏

والذين مازال لديهم أمل في الحفاظ علي مسيرة العمل العربي المشترك يتمنون علي دمشق أن تقدم أقصي درجات التجاوب مع المساعي الحميدة الرامية لرأب الصدع وتنقية الأجواء والالتقاء عند منتصف الطريق مع الاجماع العربي الذي عانا وقحته بنود المبادرة العربية في لبنان وسبل وضعها موضع التنفيذ‏!‏

وبرغم أنني لست من أنصار الذين يسرفون في استخدام تعبير الفرصة الأخيرة خصوصا عند قراءة الأزمات السياسية لأنه لايوجد في السياسة شئ أسمه الفرصة الأخيرة فإنني أعتقد أن القدرة علي انجاح المبادرة العربية بشأن لبنان تمثل الاختبار الأخير لحسن النوايا لمختلف الأطراف ذات الصلة بالملف اللبناني خاصة وبالعمل العربي المشترك بشكل عام‏.‏

ولعل من الضروري الالتفات إلي أنها ربما تكون هذه هي المرة الأولي في تاريخ القمم العربية التي تسبق فيها أي قضية عربية القضية المركزية‏,‏ وأعني بها القضية الفلسطينية التي مازالت تستحق اهتماما يفوق ما حظيت به في الماضي من الاهتمام‏,‏ ولكن القضية اللبنانية سحبت منها البساط لكونها تعانا وقح ملامح صراعات عربية عربية علي عانا وقح القضية الفلسطينية التي توفر حدا أدني من التوافق والتفاهم العربي المشترك‏!‏

ولست أجنح إلي المبالغة إذا قلت إنه سواء انعقدت القمة العربية في موعدها ومكانها أو جري تأجيلها أو هبط مستوي الحضور والتمثيل بها فإن مشهد ما بعد موعد القمة سوف يكون بالتأكيد مختلفا تماما عن المشهد العربي بعدها‏!‏

وليت الجميع يدركون ـ وعن يقين ـ أنه في زمن الأزمات الكبري
يتحتم إغلاق كل الأبواب التي تؤدي لحسابات غير دقيقة ولمغامرات غير مأمونة‏..‏
وأيضا يتحتم الادراك بأنه
لا ينبغي أن يضيع الوقت في دهاليز الهوامش
علي حساب جوهر القضايا ومضامينها الحقيقية‏!‏



تركيا والأكراد‏..‏ القوة وحدها لاتكفي

لاشك أن الضغوط الامريكية‏,‏ أو بشكل خاص تلك التي مارسها وزير الدفاع روبرت جيتس خلال زيارته الأخيرة لأنقرة‏,‏ هي التي لعبت الدور الأكبر في إقناع تركيا بالبدء في سحب قواتها من شمال العراق‏.‏

وحسب التقارير التي أوردتها وكالات الأنباء‏,‏ فان تركيا أوقفت هجومها الكبير علي متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق منتصف ليلة الجمعة‏,‏ وجاء ذلك بعد أن أبلغ جيتس القادة الاتراك صراحة بأن واشنطن ترغب في انسحاب سريع‏,‏ مؤكدا أنه أوصل الرسالة الامريكية بشكل واضح إلي هؤلاء القادة‏.‏

لكن علي مايبدو فان تركيا لم تستخلص الدرس من عملياتها العسكرية المتكررة في شمال العراق‏,‏ ففضلا عن أنها تمثل انتهاكا لسيادة دولة مجاورة‏,‏ فانها أي تلك العمليات لم تنجح في القضاء علي الخطر الذي يمثله حزب العمال الكردستاني‏.‏

ويرجع السبب في ذلك إلي السلطات التركية نفسها فهي مازالت علي الرغم من تعاقب الحكومات المختلفة التوجهات‏,‏ تتعامل مع المشكلة الكردية من منطلق عسكري فقط‏,‏ أي أن القضية بالنسبة لها هي في كيفية القضاء علي أفراد حزب العمال الكردستاني ولم تحاول أنقرة أن تستمع إلي نصائح حلفائها وأهمهم واشنطن‏,‏ والتي تؤكد أن من المهم اتخاذ خطوات سياسية واقتصادية لعزل متمردي حزب العمال والمساعدة في دعم الاقلية الكردية الكبيرة في تركيا‏.‏

أي ان الحل الناجع لازمة حزب العمال سياسية واقتصادية في الاساس وتكمن في اعطاء أفراد الاقلية الكردية حقوقها ومنحهم الفرصة لكي يمارسوا خصوصياتهم بدلا من التضييق عليهم وحرمانهم من كرديتهم‏.‏ (رأى الاهرام)
.
.
.
من يرحم لبنان وشعبه
ويقيهم شر الذهاب إلي المجهول؟
أليس من نهاية لهذا المأزق الرهيب الذي أصاب لبنان بالشلل السياسي والاقتصادي والأمني؟
هل كل هذه الكوكبة من مشاهير السياسة في لبنان ليس بينها رجل عاقل يستطيع أن يجمع كل الفرقاء المتصارعين تحت راية واحدة اسمها مصلحة لبنان

هذه التساؤلات ـ وغيرها كثير ـ تحتاج إلي إجابات شافية بدلا من استمرار تبادل الاتهامات وإثبات صحة خضوع كل قيادات الداخل لإملاءات وضغوطات لايخدم التجاوب معها مصلحة لبنان ولا مصلحة الأمة العربية وإنما هي تخدم فقط لعبة شد الحبل بين القوي المتصارعة علي الكعكة الاقليمية برمتها‏!‏

إن الحقيقة مهما تكن مرارتها لم يعد من الممكن اخفاؤها‏,‏ فالكل ـ كما تقول الشواهد ـ ليس جاهزا للاتفاق والتوافق‏,‏ ليس لأنهم ـ أكثرية ومعارضة ـ غير راغبين‏,‏ وإنما لأنهم ليسوا قادرين علي الذهاب إلي أبعد مما تسمح به حسابات الأطراف الخارجية الضالعة في الأزمة اللبنانية‏.‏

وللأسف الشديد فإن الكل يراهن علي أن الطرف الآخر هو الذي سيتألم أكثر وسيعلن انسحابه مبكرا من لعبة عض الأصابع السياسية ودون إدراك إلي أن هذه اللعبة ليست لعبة مأمونة وأنها قابلة لأن تنقلب إلي فتنة تتغذي باشتباكات هنا وإشاعات هناك ثم سرعان ما يفلت الزمام تحت وطأة شلل اقتصادي أفرز جوعا وفقرا يمكن أن يفتح الباب لسلب ونهب وفوضي ليس لها حدود‏!‏

ان الفتنة لو وقعت ـ لا قدر الله ـ فإنها لن تبقي ولن تذر ولن يكون هناك فرق بين المثقفين والرعاع‏,‏ لأن نيران الصراع الطائفي والمذهبي والعرقي نيران عشوائية بطبعها يصعب السيطرة علي حجم الشرارات التي تنطلق منها وبالتالي يصعب توجيهها في ناحية دون أخري‏!‏

ومعني ذلك أنه لا سبيل ولاخيار لإنقاذ هذا البلد وشعبه المسكين سوي بإدراك الأغلبية والمعارضة معا أن الحل الوحيد يكمن في الصيغة الأثيرة التي صنعت كيان هذا الوطن وهي صيغة لاغالب ولامغلوب‏!‏

إن علي الجميع ـ أغلبية ومعارضة ـ سرعة التوقف عن المكابرة وعدم مواصلة الرهان علي الابتزاز والمساومة والترفع عن استخدام قاموس اللغة غير المهذبة لأن الشرخ آخذ في الاتساع‏,‏ وآفاق الحل تتجه لمزيد من الانسداد نتيجة تراجع أصوات العقل والحكمة أمام صرخات التشنج والمزايدة‏!‏

ان العقدة ليست عقدة العجز عن تشكيل الحكومة بدعوي أن الأكثرية لاتريد إعطاء المعارضة الثلث المعطل أو لأن المعارضة تريد حرمان الأكثرية من الاستئثار بحق إصدار القرارات وحدها‏...‏
وإنما العقدة في مكان آخر لن أفصح عنه لكيلا أزيد الأمور تعقيدا‏!

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-17, 20:41

جرائم إسرائيل غير المقبولة

ليس مقبولا تحت أي ظرف أو ذريعة أن تقوم إسرائيل بهذا القتل المنظم والعشوائي معا للفلسطينيين الأبرياء بحيث تزهق أرواح‏62‏ منهم وتصيب‏200‏ آخرين في يوم واحد وكأنهم كائنات ضالة ليس لها أصحاب يحاسبونها هي والمجتمع الدولي الذي يعترف بها ويسكت علي ماترتكبه من فظائع ضدهم‏.‏

يحدث ذلك والدول الكبري تكتفي بالفرجة علي تلك المجازر الإنسانية لمجرد أن التي ترتكبها إسرائيل‏,‏ بينما لو كان هذا العدد من الضحايا قد سقط من الكلاب لهب دعاة التحضر وأصحاب المشاعر الرقيقة غاضبين يدينون ماسيعتبرونه عندئذ وحشية في حق مخلوقات بريئة‏!!‏

ليس من المنطقي ولاالمقبول ولا المقنع ان تقتل إسرائيل عشرات الفلسطينيين مقابل إسرائيلي واحد قتل أو أصيب بقذيفة صاروخية اطلقها فلسطيني ساخط علي أوضاعه المعيشية القاسية التي سببتها له تل أبيب بحصارها لقطاع غزة لتجويع سكانه وقطع الوقود والكهرباء وكل سبل الحياة المعتادة عنهم‏,‏ وحتي لو كان هذا الصاروخ قد اطلقه شخص لايؤمن بالسلام أو جدوي التفاوض مع إسرائيل‏,‏ فما ذنب المدنيين الأبرياء الذين يحاولون العيش علي الحد الأدني من مقومات الحياة واقناع أنفسهم بأن إسرائيل جادة فعلا في السعي للعيش في سلام معهم في دولتين مستقلتين متجاورتين‏.‏

هذه الجرائم الوحشية ضد الفلسطينيين تحتاج إلي إجراء حازم من مجلس الأمن وتحرك فوري من حلفاء إسرائيل وفي مقدمتهم الولايات المتحدة لإجبارها علي وقف ارتكابها إذا كانوا فعلا يريدون أن يحترم الجميع القانون الدولي وعدم العودة إلي قانون الغاب‏..‏

وعلي الدول العربية والإسلامية أن توحد موقفها وراء إجراء محدد تتخذه بشكل جماعي في الأمم المتحدة مثل سحب سفرائها من إسرائيل وتعليق العلاقات والاتفاقات التجارية والاقتصادية مع الدول التي تنحاز إليها علي حساب الشعب الفلسطيني‏.‏

فليس من المعقول أن تطلق إسرائيل لنفسها العنان في القتل والحصار والتنكيل بالفلسطينيين ثم نسمع عن تزويد الولايات المتحدة لها بمائة طائرة مقاتلة من أحدث طراز تساعدها أكثر علي مواصلة الاحتلال والقتل والتدمير والتعنت في المفاوضات الرامية إلي إقامة دولة فلسطينية مستقلة علي ماتبقي من الأرض الفلسطينية بعد عدوان‏1967.‏

وأخيرا‏..‏ لن تخرج قضية فلسطين وماترتب عليها من قضايا من هذه الدائرة الدموية المفرغة إلا بوقوف الدول الكبري بما فيها الولايات المتحدة موقفا حازما وراء عملية السلام‏,‏ ودفع إسرائيل دفعا إليها بلا شروط مسبقة أو عقبات تضعها في طريق المفاوضات للتوصل بسرعة إلي حل سياسي يحقق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ويوفر الحدود الآمنة المعترف بها لإسرائيل‏.‏ وكفي صمتا علي الاحتلال وعلي الجرائم التي ترتكب في حق الفلسطينيين الأبرياء دون غيرهم من شعوب الأرض‏!‏




ولا حول ولا قوة الابالله


يخطئ من يظن أن دوافع العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد غزة‏,‏ الذي بشرنا به نائب وزير الحرب ماتان فلتائي قبل بدء المحرقة بساعات‏,‏ لدوافع أمنية تتعلق بأكذوبة الرغبة في وقف قذائف القسام التي تتساقط علي بلدتي سيدروت وعسقلان‏,‏ فالأمر فيما يبدو أعمق من ذلك بكثير‏.‏

قبل عدة أيام قليلة وتحديدا يوم الخميس الماضي كتب إبراهام تيروش مقالا بالغ الأهمية في صحيفة معاريف قال فيه‏:‏ خبران مقلقان نشرا هذا الأسبوع ولهما أساس واحد‏..‏ يهود الشتات توقفوا عن الهجرة إلي إسرائيل بدرجة ملحوظة حيث لم يصل منهم خلال عام‏2007‏ طبقا لمكتب الإحصاء المركزي سوي‏18‏ ألف مهاجر فقط وهو أدني رقم للهجرة الوافدة إلي البلاد منذ عام‏1988..‏ أما الخبر الثاني فمصدره مكتب إيهود أولمرت وخلاصته أن‏70%‏ من يهود الولايات المتحدة الأمريكية يرفضون الهجرة ولا يعتزمون زيارة إسرائيل وأن‏50%‏ منهم متزوجون زواجا مختلطا و‏50%‏ من الشباب اليهودي في أمريكا لا يهمهم وجود إسرائيل أو زوالها‏..‏

ويمضي إبراهام تيروش قائلا‏:‏ إن قوة الجذب لليهود للمجئ لإسرائيل تآكلت بشكل ملحوظ‏,‏ فالذين قدموا من أمريكا إلي إسرائيل عام‏2007‏ لم يتجاوزوا‏2600‏ مهاجر فقط‏,‏ وكذلك الحال بالنسبة لأوربا الغربية أما يهود الاتحاد السوفيتي السابق‏,‏ الذين اعتبروا مصدرا كبيرا للتعزيز الديموجرافي للدولة العبرية‏,‏ فقد كفوا عن الهجرة ولم يصل عام‏2007‏ سوي‏6600‏ مهاجر من روسيا وسائر دول أوربا الشرقية‏.‏

ويفسر الكاتب الإسرائيلي هذه الظاهرة بأن الوضع الاقتصادي قد تحسن في أوروبا الشرقية‏,‏ وأن الذين فضلوا البقاء هناك صلتهم بإسرائيل وباليهودية صلة واهنة إذا كانت هذه الصلة موجودة أصلا‏..‏ فضلا عن بروز عامل جديد يتمثل في نشوء محافل يهودية عالمية تعمل علي تثبيت الطوائف وتعزيز اليهودية في هذه البلدان‏,‏ وليس لتشجيع الهجرة إلي إسرائيل‏,‏ التي يري كثيرون أنها لم تفقد قوة الجذب فقط‏,‏ وإنما ينظر إليها اليوم كدولة من الخطر العيش فيها‏,‏ ووجودها موضع شك‏,‏ وأنها باتت تخيف هؤلاء اليهود أكثر بكثير من اللاسامية في دولهم‏.‏

ويختتم إبراهام تيروش مقاله في معاريف قائلا‏:‏ إن إسرائيل التي كانت تري نفسها منذ قيامها بمثابة كفيل لسلامة وأمن يهود الشتات‏,‏ الذين بإمكانهم اللجوء إليها عند الضائقة‏,‏ لم تعد كذلك وإن الأمور انقلبت رأسا علي عقب‏,‏ فالكثير من يهود أمريكا يعتقدون‏:‏
إسرائيل تحتاج للمنفي وليس العانا وقح‏..‏ ليس فقط لغرض الدعم السياسي والمالي والمعنوي بل كمكان لجوء إذا حلت بها كارثة‏...‏ وأنه مادامت لم تتغير الظروف في المنطقة‏,‏ وتنعم إسرائيل بأمن يحميها من التهديدات والحروب‏,‏ فإن الهجرة ستصبح أثرا من الماضي وسيتحتم علينا أن نعد لأنفسنا ملجأ ليوم بارد‏..‏ والموضوع أكثر من أن نتناوله بسخرية لأنه من دونها أيضا نحن في مشكلة عسيرة‏.‏

انتهي المقال الذي نقلته بأمانة‏..‏ وهدفي أن يكون بمثابة اطلالة لمشهد أوسع وأعمق من ذلك‏,‏ الذي يجري مفزعا ومستفزا علي أرض غزة وسط صمت دولي مريب‏!‏


محرقة غزة وجولة كوندوليزا رايس

تجري مصر اتصالات مكثفة مع إسرائيل لوقف الهجمات الإسرائيلية علي قطاع غزة‏,‏ والامتناع عن الاستخدام المفرط للقوة ضد أبناء الشعب الفلسطيني‏..‏ هذا ما أعلنه أمس وزير الخارجية أحمد أبوالغيط‏,‏ وأوضح أن مصر تجري أيضا اتصالات مع الجانب الفلسطيني ممثلا في حركة حماس‏,‏ باعتبارها القوة المسيطرة علي قطاع غزة لحثها علي التوقف عن إطلاق الصواريخ‏,‏ لأن هذا هو السبيل الوحيد للضغط علي إسرائيل لوقف هجماتها العسكرية‏.‏

يأتي هذا قبل ساعات من بدء الجولة الجديدة لكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في المنطقة‏..‏ وكانت الجولة تستهدف أصلا عندما تم ترتيبها دفع جهود عملية السلام في المنطقة‏..‏ غير أن الاعتداءات الاسرائيلية الشرسة والجامحة علي قطاع غزة‏..‏ قد بددت جهود السلام‏,‏ ودفعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس دفعا الي اعلان تعليق المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية‏,‏ بسبب المجازر التي ترتكبها اسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني‏.‏

ومما لاجدال فيه أن الاعتداءات الإسرائيلية علي قطاع غزة‏,‏ والتي تواصلت منذ الأربعاء الماضي قد استهدفت تنفيذ محرقة للفلسطينيين المدنيين العزل من السلاح‏,‏ وخرقت بذلك إلتزامها بإعتبارها سلطة احتلال طبقا لاتفاقات جنيف‏.‏

واللافت للانتباه أن قادة إسرائيل لايبالون سوي بتنفيذ مخططاتهم التوسعية والاستيطانية‏,‏ ولذلك فان ثمة إجماعا إسرائيليا علي المضي قدما في العدوان علي غزة‏,‏ وصولا الي تحقيق الأهداف التي أعلنها ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي وهي اسقاط حماس‏,‏ ووقف اطلاق الصواريخ‏,‏ ومنع تهريب الأسلحة الي غزة‏..‏

ولأن هذا الموقف الإسرائيلي المعلن من شأنه تقويض عملية السلام‏,‏ فإن جولة كوندوليزا رايس في المنطقة سوف تكون كاشفة لحقيقة الموقف الأمريكي من عملية السلام‏..‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ameer nablus
عضو مميز
عضو مميز



عدد الرسائل : 3127
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية   تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية I_icon_minitime2008-06-17, 20:44

هذه المشاعر المصرية النبيلة المعبأة بكل مشاعر الغضب والرفض لعدوانية إسرائيل

ضد الشعب الفلسطيني هي علامة من علامات الصحة والعافية بشرط أن تجئ هذه المشاعر في إطار الرشد والوعي بحقيقة سجل العطاء المصري المتصل‏,‏ دعما للقضية الفلسطينية‏..‏ ولعل فتح معبر رفح منذ أمس الأول أمام الجرحي الفلسطينيين للعلاج في مصر بالتجاوز لكل التفاهمات والاتفاقيات التي تنظم حركة هذا المعبر دليل اضافي علي صحة ما أقول به‏!‏


ان الشباب الغاضب من همجية السلوك الإسرائيلي عليه أن يدرك أن مصر كان بإمكانها أن تفعل كما يفعل الآخرون وأن تكتفي بالشجب والإدانة ولكن مصر ليست كذلك لأنها تعرف دورها التاريخي ولا تعبأ بأي انتقادات غاضبة من أولئك الذين يريدون الاستفراد بالشعب الفلسطيني‏.‏

لقد كان رأي مصر ـ ولا يزال ـ أن الأمن المصري القومي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي‏,‏ وأن أمن فلسطين ـ تحديدا ـ يرتبط ارتباطا وثيقا بأسس وركائز الأمن القومي المصري‏.‏

وكان رأي مصر ـ ولايزال ـ أنه مهما تعددت وتشعبت أوجه وأشكال الصراع العربي ـ الإسرائيلي‏,‏ ومهما امتدت ساحاته لتطال هذه الدولة العربية أو تلك‏,‏ فإن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع ومصدره‏,‏ ومن ثم فإن السلام لن يصبح شاملا إلا بحل عادل وشامل للمشكلة الفلسطينية‏.‏

ولعله لا يغيب عن ذاكرة وفطنة أحد أن الرئيس مبارك أكد منذ اللحظة الأولي لتوليه مسئولياته الدستورية في أكتوبر عام‏1981‏ ـ وفي ظل أوضاع المقاطعة العربية لمصر ـ أننا جزء من الأمة العربية‏,‏ وأننا حريصون علي تأكيد وإثبات مصداقية التزام مصر بقضايا أمتها‏,‏ وفي مقدمتها القضية الفلسطينية‏,‏ وأن ذلك الالتزام يفرض علي مصر أن تجدد تعهدها بالمضي قدما علي طريق البناء الصحيح للسلام الذي هو أمل ورجاء الأمة العربية بأسرها‏!‏

وأظن أن الذين يتابعون تطورات الجهد السياسي والدبلوماسي المصري علي مدي الـ‏27‏ عاما الأخيرة يمكن لهم أن يكتشفوا ـ بسهولة ـ أنه لم تكن هناك في أجندة السياسة المصرية قضية نالت من وقت الرئيس مبارك واهتمامه المستمر سواء داخل مصر أو خارجها قدر مانالته القضية الفلسطينية‏.‏

ولعل من الضروري ـ ولمجرد إنعاش الذاكرة ـ أن نشير في هذا السياق إلي الدور الذي لعبته مصر لكي تحول القضية الفلسطينية من مجرد قضية انسانية للاجئين إلي قضية سياسية لدولة وشعب‏.‏

إن لدي مصر بالفعل رصيدا مشرفا في الملف الفلسطيني‏,‏ ولعل أعظم ما في رصيد مصر أنها الدولة العربية التي تحملت عبء الحروب واقتحمت الصراعات وتعرضت للاعتداءات وتكبدت خسائر فادحة في الأنفس والأموال لا لشئ سوي لأنها رفضت أن تساوم علي الحقوق الفلسطينية‏...‏ ثم إنه لم يستطع أحد أن يسجل علي مصر في يوم من الأيام أنها فرطت في حق من حقوق الشعب الفلسطيني وإنما ظلت ـ وباعتراف الجميع ـ الدولة العربية الشامخة التي تعلو فوق كل الأحداث والمتغيرات‏.‏

وليس الذي يحدث اليوم منفصلا عن سجل طويل يشهد لمصر بأنها لم تقبل في أي لحظة أن تقف مكتوفة الأيدي أو أن تعطي ظهرها للشعب الفلسطيني‏,‏ وإنما كانت علي الدوام نعم الصديق الداعم للشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المشروعة‏.‏
ويا شباب مصر لا تسمحوا لأحد أن يخلط عليكم الأوراق فيضيع الخط الفاصل بين مشروعية الغضب وخطيئة الاستدراج لمزايدات لا مبرر لها‏!‏



.
.
.
.

النازيون الجدد
لم يخطيء نائب وزير دفاع إسرائيل ماتان فلنائي عندما أعلن قبل‏24‏ ساعة من مذبحة يوم السبت الماضي التي ارتكبها جيش إسرائيل في غزة أنه سوف يشعل هولوكوست في المدينة‏!‏ أعاد الجنرال الإسرائيلي السفاح إلي ذاكرة العالم المحرقة أو الهولوكوست ضد اليهود وجرائم النازيين في الحرب الثانية‏.‏

هولوكوست السبت الماضي أسفرت عن استشهاد‏60‏ فلسطينيا من بينهم‏6‏ أطفال و‏7‏ نساء واصابة‏150‏ مدنيا‏25‏ منهم في حالة خطرة‏,‏ فقد استخدمت إسرائيل صواريخ المسامير الانشطارية والسوائل الحارقة والتي تسببت في عدم التعرف علي الضحايا لأن معظم الجثث كانت متفحمة‏.‏

الـ‏48‏ ساعة التي سبقت هولوكوست السبت الماضي‏,‏ قتلت خلالها إسرائيل‏34‏ فلسطينيا في غزة من بينهم عشرة أطفال‏,‏ بعد أن استهدفت احدي الغارات مجموعة من الأطفال يلعبون في شرق جباليا بعد عودتهم من المدرسة‏,‏ وكان من بين الضحايا ثلاثة أشقاء هم‏:‏ علي‏8‏ سنوات وديب‏11‏ سنة وعمر‏14‏ سنة‏.‏

استراتيجية إسرائيل الشريرة التي تنفذها بعد الانتفاضة الأولي‏,‏ هي قتل أكبر عدد من الأطفال الفلسطينيين والنساء اللاتي في سن الشباب والخصوبة بهدف تخفيض أعداد المواليد الفلسطينيين‏!‏

منذ عامين تلقت الشرطة الإسرائيلية شكاوي من بعض العرب المقيمين في إسرائيل عن اختفاء أبنائهم‏,‏ وقد تبين أن هناك منظمة إسرائيلية‏,‏ أعضاؤها من غلاة المتطرفين في عدائهم للعرب‏,‏ مهمتها قتل الأطفال الفلسطينيين‏!‏ ولاتزال صور جنود إسرائيل أثناء الانتفاضة الأولي وهم يطلقون النيران علي الأطفال والصبية الفلسطينيين ويحطمون عظامهم بالبنادق في ذاكرة كل من تابع جرائم الجيش الإسرائيلي‏.‏

وخلال عدوان إسرائيل علي إحدي قري الضفة الغربية في العام الماضي‏,‏ شاهد صحفي بريطاني جنديا إسرائيليا يعتدي علي سيدة فلسطينية حامل في شهرها الرابع بوحشية‏,‏ وبعد أن أجهضها استمر في ضربها بمؤخرة الرشاش حتي مزق رحمها وغرقت في دمائها وجاءت سيارة الاسعاف لتنقلها وهي غائبة تماما عن الوعي‏.‏ وعندما سأل الصحفي الجندي الإسرائيلي عن سبب هذا العنف ضد امرأة‏,‏ جاء رده‏:‏ حتي لا تستطيع أن تنجب أطفالا فلسطينيين في المستقبل‏!‏

فهل كان النازيون القدامي أكثر عنصرية وانحطاطا من النازيين الجدد في إسرائيل؟‏!‏





علي حافة الحرب

في الأدبيات التقليدية للعلاقات الدولية يشير تعبير الأزمة الي مجموعة متلاحقة من الأحداث في فترة زمنية قصيرة تنذر بتدهور شديد في الموقف العام‏,‏ بحيث يقترب من حافة الحرب‏.‏ وهنا لا يكون أمام العقلاء ـ إن وجدوا ـ إلا التحرك لوقف التدهور أولا‏,‏ ثم منع فتيل الحرب ثانيا‏,‏ واحتواء أسباب الأزمة ثالثا وبما يسمح بتسوية القضية بصورة تمنع خيار الحرب مستقبلا‏.‏
وحين يتطلع المرء الي مايجري في المنطقة العربية وجوارها القريب يتأكد له أن هناك حالة أزمة تقترب كثيرا من حافة حرب‏,‏ هذه المرة ستكون إقليمية بكل ما تعنيه من أهوال إنسانية وكوارث اقتصادية وأمنية‏,‏ ويكفي هنا أن نشير الي عدة تطورات تزامنت معا في أقل من أسبوع واحد‏,‏ تكشف جميعها مدي الانكشاف الأمني في الإقليم ككل‏,‏ أبرز تلك التطورات العملية العسكرية البرية والجوية التي قام بها الجيش التركي ضد معاقل حزب العمال الكردستاني التركي في شمال العراق‏,‏ وما أظهرته من هشاشة مفاهيم السيادة العراقية في ظل احتلال أمريكي‏,‏ وإرسال الولايات المتحدة المدمرة الشهيرة يو اس اس كول ومعها عدد من السفن المعاونة الي المياه الدولية القريبة من الساحل اللبناني‏,‏ تحت دعوي القلق من تطور الأوضاع في لبنان‏,‏ وفشل زيارات عمرو موسي الي كل من بيروت ودمشق في حلحلة أزمة انتخاب الرئيس اللبناني وتشكيل الحكومة اللبنانية‏,‏ وقيام بلدان عربية ـ أبرزها السعودية والكويت ـ بتحذير رعاياها من السفر الي لبنان ودعوة من هم في لبنان الي مغادرته فورا‏,‏ وأخيرا قيام إسرائيل بعملية برية وجوية وحشية ضد غزة‏,‏ أوقعت في ساعاتها الأولي يوم السبت الماضي أكثر من‏66‏ شهيدا و‏200‏ جريح‏,‏ بعضهم معرض للموت لشدة الاصابة وضعف الامكانات الطبية‏,‏ وإلغاء زيارة مسئول مصري بارز الي إسرائيل كانت تهدف الي احتواء أزمة القطاع وفتح معبر رفح بطريقة قانونية وتثبيت هدنة بين القطاع وإسرائيل‏.‏
هذه التطورات المتلاحقة في أقل من أربعة أيام تعني بوضوح شديد أن المنطقة تعيش لحظة غليان حادة تسبق الانفجار الكبير‏,‏ وهو ما يتضح من جملة التطورات التي جرت وقائعها في أسبوعين سابقين‏,‏ ويمكن اعتبارها المقدمات لحالة الأزمة التي تتدحرج أمام عيوننا ناحية حرب إقليمية ضروس‏,‏ أبرز تلك المقدمات اغتيال عماد مغنية القيادي العسكري البارز في حزب الله في دمشق‏,‏ ورغم نفي إسرائيل فإن معظم الدلائل تشير الي أن الاغتيال هو صناعة إسرائيلية بدعم أمريكي بامتياز‏,‏ وما تبع ذلك من تصريحات قوية للسيد حسن نصر الله توعد فيها بألا يضيع دم القائد مغنية هدرا‏,‏ وإن أرادت إسرائيل حربا مفتوحة فلتكن كذلك‏,‏ مما أثار بدوره تكهنات عدة حول طبيعة تلك الحرب المفتوحة‏,‏ فضلا عن حملات اعلامية شديدة اللهجة بين الأكثرية اللبنانية وقوي المعارضة‏,‏ شكلت بدورها عقبات اضافية علي طريق المبادرة العربية الخاصة بالرئاسة اللبنانية‏.‏
رافق ذلك علي جبهة فلسطين استمرار الفصائل الفلسطينية المسلحة بإطلاق الصواريخ المحلية علي مستوطنة سديروت الإسرائيلية ووصول التهديد الي مدن أخري علي بعد أكثر من‏20‏ كم من شمال القطاع‏,‏ واستمرار الجمود في المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية‏,‏ في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل بتوسيع المستوطنات الكبري وإضفاء الشرعية القانونية علي تلك التي لم تحصل من قبل علي تصاريح رسمية‏,‏ وفي السياق ذاته استمرار الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس‏,‏ بل وقيام مسئولين كبار في السلطة باتهام حماس بانها زرعت بذور القاعدة في القطاع‏,‏ وهي التصريحات التي وإن كانت حملت كثيرا من المبالغة‏,‏ فإنها قدمت غطاء ولو غير مباشر لبعض التهديدات الإسرائيلية التي وصلت الي حد الوعيد للفلسطينيين في غزة علي لسان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي بمحرقة ـ أو شواه بالعبرية ـ كالتي عرفها اليهود في زمن النازية وتعرف بالهولوكوست‏,‏ وهو ماحدث بالفعل‏,‏ حيث استخدمت إسرائيل أنواعا جديدة من القنابل الحارقة التي تؤذي البشرة وتشوه الوجه وتلزم بتر الأطراف لمن يصاب بها‏.‏
ورغم اختلاف مسرح العمليات لكل تدهور علي حدة‏,‏ وتنوع مفرداته‏,‏ إلا أن تداخل الأطراف وتشابك المصالح وتنافر الاستراتيجيات الإقليمية والدولية يؤكد أن ما يجري هنا وهناك هو جزء من عملية كبري تخص مستقبل المنطقة ككل‏,‏ وليس كل طرف علي حدة‏,‏ وأن القادم القريب يحمل معه المزيد من الدم والنار والضحايا والصراخ والعويل‏,‏ والأسوأ من كل هذا أن الضحايا الأبرياء الذين صمدوا في وجه الجوع والحصار لا يجدون من يدافع عنهم أو يمكنه أن يدرأ عنهم ولو قيراطا من العذاب الذي يسومونه بآلة الحرب الإسرائيلية الوحشية‏,‏ وحتي مجلس الأمن الدولي المعني بحالات السلم والأمن في العالم ككل‏,‏ أكتفي ببيان هزيل وصف الأمر وكأنه مجرد تصعيد للعنف من الجاني والضحية معا‏,‏ وبما يكشف القدر الهائل من التواطؤ العالمي لما يجري في الإقليم ككل‏.‏

هذا التشابك بين مصائر الأطراف الواقعة تحت الضغط تكشفه حالة إرسال الولايات المتحدة للمدمرة يو اس اس كول الي شواطئ لبنان‏,‏ والتي تمثل مؤشرا ودليلا في الآن نفسه علي مدي ترابط السياستين الأمريكية والإسرائيلية واتفاقهما علي تفجير المنطقة عبر حرب ضروس تعيد ترتيب الأوراق والتوازنات فيها علي النحو الذي لم يحققه العدوان الإسرائيلي الهمجي علي لبنان صيف عام‏2006,‏ فمن ناحية يعد ارسال المدمرة بالقرب من الاسطول الأممي التابع لقوات اليونفيل العاملة علي شواطئ لبنان نوعا من تهديد المهمة الدولية ذاتها‏,‏ بنفس القدر الذي يمثله من تهديد بالنسبة للبنان ككل وليس لطرف معين فيه أو لحساب طرف أخر‏,‏ وكأن الرسالة الأمريكية تعني أن مهمة اليونفيل لابد أن تنتهي لأن المطلوب هو عدم وجود ما يحول دون توغل إسرائيلي جديد في العمق اللبناني إن لزم الأمر‏,‏ ومن ناحية أخري ربما تعني ان الولايات المتحدة بالاتفاق مع إسرائيل تسعي الي ردع أية قوة قد تقدم علي عملية عسكرية ضد شمال اسرائيل‏,‏ في الوقت الذي يقوم فيه الجيش الإسرائيلي بعملياته الوحشية الكبري في قطاع غزة تمهيدا لاحتلال أجزاء منه وإعادة الحكم العسكري لهذه المناطق تحت زعم منع الصواريخ الفلسطينية المحلية‏,‏ وقصم ظهر حركة حماس عبر اغتيال قياداتها وناشطيها‏,‏ وفي كلا الأمرين تبدو رائحة الحرب الإقليمية التي هي أكبر من مجرد عمليات عسكرية قد تمتد لأسبوع أو أكثر وتستهدف أهدافا محدودة‏,‏ حرب تشارك فيها صراحة القوة العظمي جنبا الي حليفتها الاقليمية ضد أعدائهما المشتركين‏,‏ وليذهب أمن المنطقة ككل الي الجحيم‏.‏
يلفت النظر هنا أمران‏,‏ أن التطورات المشار اليها تعانا وقح حالة الخلل الصارخ في توازن القوة بين الأطراف الساعية للهيمنة والتسلط علي مصير المنطقة‏,‏ وبين الأطراف الاصيلة في الإقليم‏,‏ ومع ذلك فإن الأطراف الأقل قوة ماديا وليس معنويا ولأسباب كثيرة لا تستطيع أن تستسلم أو تعتبر نفسها مهزومة رغم الكم الهائل من الخسائر الذي تتعرض له‏,‏ بل تعتبر نفسها حلقة في عملية انتصار تاريخي مقرر إلهيا سيحدث حتما ولو بعد حين‏,‏ الأمر الثاني أن القوي المتسلطة تعمل بكل جد علي إعادة بناء الإقليم بما يؤكد سطوتها وهيمنتها‏,‏ وهي في ذلك لا يقف أمامها أي رادع قانوني أو انساني‏,‏ من أبرز موجهاتها نزعة الانتقام والثأر وتوحش الآلة العسكرية التي تمتلكها‏,‏ والأهم من كل ذلك غياب الوازع الانساني وفقدان الضمير لدي ما يعرف بالمجتمع الدولي‏,‏ والذي يبدو انا وقحراب ووهم أكثر منه حقيقة‏,‏ هذا الوهم ليس جديدا في الحالة الفلسطينية‏,‏ ولكنه في هذه المرة سيؤكد أصالة مبدأ أن الرد الوحيد لابد أن يكون من جنس العمل‏.‏


عدل سابقا من قبل ameer nablus في 2008-06-17, 20:51 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تعليق على الاحداث الجارية محليه اقليمية دولية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشهيد قصي الافندي :: المنتديات العامة :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: